تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محلي .. بدفعة أجنبية وأسعار خيالية!

أسواق
الاحد 3/12/2006
مازن جلال خير بك

تنزيلات وعروض خاصة وحسومات بالنسب المئوية تتحفنا بها محال الألبسة عموما والماركات العالمية خصوصا حتى ليخيل إلينا أنناسندخل المحل ونحمل ما نقدر على حمله بعشر ( ورقات) وقبل الخوض بحديث التنزيلات أحب أن أناقش تفصيلا صغيرا جوهريا فشركات الألبسة العالمية تمنح امتيازا لبيع أو لإنتاج منتجاتها في مختلف بقاع العالم

حيث تزود فروعها (في الحالة الأولى) بالمنتجات جاهزة لتقوم هذه الأخيرة ببيعها مباشرة للمستهلك, أما في الحالة الثانية فتقوم الفروع باستقدام التصاميم والموديلات من الشركة الأم وتقوم بتنفيذها بخبرات وأقمشة ومعدات وطنية وهذا هو بيت القصيد.‏

فعندما تبيعنا وكالات الماركات العالمية في سورية المنتجات المحضرة خارجيا فحقها الطبيعي أن تحدد السعر الذي تشاؤه لمن يقدم على مخاطرة كشراء قطعة منها, وذنبه على جنبه من يدفع ثمن قطعة ملابس بالآلاف فالمنتج (أجنبي مئة بالمئة) ومجرد عملية العرض والبيع وطنية, أما عندما يكون التصميم فقط من الوكالة وما تبقى كله وطني, فلماذا الأسعار بالآلاف, وما مبرر هذه الأسعار باعتبار أن المنتج وطني بالكامل وما ميزته عند ذاك?‏

من المعروف في كل الشركات العالمية (شركات اللاجنسية) عندما تحاول ترويج منتجها في بلد معين أن تطرح أسعارا تناسب سوية الدخل فيه, فمن غير المعقول أن توحد الأسعار فيدفع الأميركي نفس الثمن الذي يدفعه السوداني لقطعة الملابس, إذا محاولة الاقتراب من سوية الدخل هي العرف, أما عندنا والحمد لله فتباع قطعة الملابس بالسعر الذي تباع فيه في دول الغرب الغنية ودول النفط دون أن تأخذ هذه الوكالات بعين الاعتبار فارق الدخل, وبالطبع -وكما اعتدنا مؤخرا- دون رقيب أو حسيب من وزارة الاقتصاد التي تصر بشكل غريب على تجاهل الجانب التمويني في عملها.‏

فتدخل وكالة الألبسة لتفاجأ بقميص عادي يباع بمبلغ لا يقل عن (1500) ليرة سورية فقط لأنه شرفنا بحمله قطعة صغيرة تحمل الماركة الأجنبية وهو سوري مئة بالمئة.‏

والأنكى من ذلك أن بعض هذه الوكالات بات يبيع منتجات الشركة الوطنية التي حصلت عليها وبأسعار المنتجات التي تحمل الشعار الأجنبي رغم أن المنتجات آنفة الذكر منتج وطني كامل وغير مدرج ضمن قائمة منتجات الامتياز.‏

وبالعودة إلى التنزيلات التي نرزح تحت وطأة إعلاناتها نفاجأ بأن السواد الأعظم منها وهي بنسبة عالية, حيث يعلن ( على سبيل المثال) عن تنزيلات تصل إلى 50% وحين الشراء نكتشف بأن الأسعار الأساسية قد ازدادت قبل إقرار التنزيل ليكون بعد إقراره قد أصبح فعليا 10% أو 20% على أفضل تقدير, فهل من المعقول أن يترك الأمر على حاله دون رقابة حقيقة أم أن الأمر يحتمل التأويل?‏

لعل موضوع الملبوسات (وبالأخص في بداية الفصول الدراسية أو على أبواب الشتاء والصيف) يحتاج إلى متابعة حثيثة حقيقية لا تتراخى لوجود ماركة أجنبية براقة في لافتة المحل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية