تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


زمن الخاطرة

فضائيات
الاحد 3/12/2006
عقبة زيدان

يحصل أن نعود كل حين إلى تلفزيوننا, وخصوصاً فضائيتنا, لنرى ما جديدها, وما الذي تقدمه من برامج, وذلك كي يتسنى لنا معرفة آفاق تطورها, ثم الذي يحدث, أننا نحاول التستر على مشاعرنا واستيائنا عبثاً.

إحدى محاولات التستر الفاشلة, كانت عندما عرضت الفضائية السورية فيلماً قصيراً جداً, لا يحمل في حقيقته إلا طابع القصة القصيرة جداً, مع كل مقوماتها.‏

ابتدأت الشارة بعبارة: (مؤسسة السينما تقدم: (موت.. حياة) عن خاطرة لرمزي نعسان آغا) ومن ثم تتالت الأسماء عباس الحاوي, رهام أبو رشيد, وفاء العبد الله, جومانة مراد.‏

سارت أحداث الخاطرة السينمائية على الشكل التالي: عائلة تصنع أطواق الياسمين, بعدها يذهب الأولاد لبيعها في الشوارع, تتقدم طفلة من امرأة في سيارة, وتقدم لها طوق الياسمين, فلا تجد المرأة قطع نقد صغيرة (فراطة) بحوزتها, لتعتذر عن الشراء, لكن الطفلة تهدي الياسمين للمرأة وتركض إلى زبون أخر. تقرر المرأة أن تعطي ثمن الياسمين للطفلة, فتنزل من سيارتها وتشتري من أحد الدكاكين بعض الشوكولا والبسكويت, عندها تسمع صوت فرامل سيارة وصراخاً, فتركض باتجاه الحادث, لتجد الطفلة ملقاة على الأرض وقد صدمتها سيارة.‏

هذه هي الخاطرة المهمة التي حولتها مؤسسة السينما إلى فيلم سينمائي, ثم قام التلفزيون بحجز نسخته, وعرضه لنا.‏

ستتساءلون: لماذا حازت هذه الخاطرة على اهتمام مؤسسة السينما? ومن ثم لماذا حازت على اهتمام التلفزيون ليعرضها? هل لأنها فريدة في فكرتها المذهلة أم في حوارها? (بالمناسبة هذه الخاطرة السينمائية كانت صامتة).‏

توجد عدة احتمالات لإنتاج هذه الخاطرة سينمائياً:‏

الأول: هو أن الفكرة أذهلت المقررين في مؤسسة السينما, فاضطروا تحت وطأة هوسهم بها أن ينتجوها فيلماً, ويرصدوا لها ميزانية.‏

الثاني: هو أن مؤسسة السينما هذا العام قد أنجزت عشرين فيلماً روائياً طويلاً, ووجدت أن هناك فائضاً في ميزانيتها, فأنجزت هذه الخاطرة.‏

الثالث: هو أن الزمن القادم على ما يبدو, هو زمن الخاطرة, وليس القصة القصيرة, أو الرواية, أو الشعر, مع الاعتذار من زكريا تامر وأدونيس.‏

بعد هذا التوصيف لتلاحم مؤسسة السينما مع التلفزيون, أظن أنه ليس من حق القائمين على التلفزيون أن ينزعجوا منا, ويتهموننا بالتشويه والتصيد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية