مايؤكد أهمية أن تكون الكلمة الصادقة الحرة هي العنوان الكبير للثقافة في مواجهة حملات التضليل الإعلامي التي نواجهها في غير محطة ممهورة بنفط ملوث ومال مشبوه.
وليكن الختام مسكا اجتمعت كوكبة من الشعراء، جاؤوا ليعبروا عن حبهم لسورية وكيف هي سورية تفتح ذراعيها مكرمة للضيوف متعالية على كل الجراح، تنسج من الحب عناقيد الحب، وفي بردتها ينضوي العالم جميعه.
شارك في الأمسية الشعرية التي أدارها الأديب بديع صقور، الشاعر د. علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد الكتاب في الدولة الشقيقة مصر، يقول:
ماأطيب العشق فيها حين أبذله
بل حين أحتال أو يحتال من طلبا
كانت تؤانسني والظل ثالثنا
ما أشرق الصبح أو أمسى الذي لعبا
فكم تركت رمادا في محبتها
والعشق لم يمح أشواقا ولا عطبا
عذبت فيها غراماكم أحن لها
مثل الرغام ينادي الماء والسحبا
من ذا يريح فؤادا من محبته
أو من جمال حضور في الحشا نشبا
طوبى لقلبين من هجر ومن أرق
مازلت أهوى زمانا قلما وهبا
فالحب يهدي نوالا إن أراد بنا
خيرا روانا، وشرا إن ثوى تعبا
وحملنا الشاعر صلاح الدين الحمادي عبر تصوفه إلى عالم نفتقده من الحب والصدق والتفكر بما حولنا وما آلت إليه حالنا:
مدد أمضيناها في ملكوت الغفلة..
كانت تقتات العمر بصمت قطعا قطعا مددا..
حملتنا ريح العزة بالوهم.. ورياح قبائلنا..
ورياح قبيلتنا.. ورياح أخرى في الآفاق..
من غفلتنا لم نحصها عددا..
ياهذا المتفائل بزمانه أقصر..
وتأمل حولك لترى من أمرك رغدا..
طاحونة مالك مافتئت تسقيك الأوهام..
ياهذا المتغطي بالأيام..
إنك عار.. ويتيم يطلب سندا..
ويكتب الشاعر سعيد الصقلاوي في وصاياه لعيون الشام بلد الكرامات والعز والشموخ:
ياصديقي.. في عيون الشام كرمى للكرامات..
وضياء الدهر تاريخ السؤالات..
وعيون الشام غابات المروءات..
ومروج الشام أزهار النبوات..
وحكايا الروح في صوت السماوات..
وسيوف الشام رايات الفتوحات..
وأغاني الشام أحلام الصبابات..
ياسمين الشام بسمات الحبيبات..
أمهات الشام أمهات الرجولات..
سنديان العز مخضر الشهامات..
ولهيب العزم في زند البسالات..
أما الشاعر يوسف شقرا يحدثنا عن سيدة البحر بلغة شفيفة رقراقة يقول:
قالت سيدة البحر:
كانت ترتشف قهوتها المسائية..
تلوح للذي أدمى سعف النخيل..
ياأيها القادم من وهج الرمل..
إلى غسق الدجى والأنين..
وبالأصابع الندية تخط على الزبد..
زهرة الروح الأخيرة..
خطوط الرحلة طولا وعرضا..
حكايات الياسمين.. مابك أيتها المتمردة..
مابين الموج.. وخطوب الرمل المدجج والدخان..
تبحث عن راحلة.. لاتحمل أسفار الرعشة الأولى
أيها المتمرد الذي ساومه البحر عن زرقته..
فصده وأوصد أبواب المدينة.. في وجهه الضحوك..
وفي قصيدته يتوجه الشاعر خالد أبو خالد في ملحمته المطولة إلى الشام، شامة الدنيا:
شوقي لصوتك جلنار في الأعالي..
زهر نار في رمادي.. جرح ناي في غبار القصف.. من دار لدار.. شوق البياض إلى المحابر..
والحصار إلى المعابر.. بين ميلاد القصيدة..
بين حاصرتين من قصف المدارس والدمار..
شوق البنادق للمعارك.. في مخاضات المدائن..
في اختصار الموت في موت الصغار..
شوق البيارق لاحتفال الغار بالشعر الشفيف.. وباللآلىء في المحار..
شوقي لوجهك في الظلام وفي الضياء..
ويختم الشاعر حبيب الصايغ بمقطوعات نثرية والعديد من القصائد التي أمتعت الحضور بلغتها الرشيقة ومضمونها الوجداني العالي، حيث تنقل بين الشعر الوطني والوجداني وشعر الغزل ومن شعره نقطف زهرة، محمد، محمد إلى آخر من يلي:
غدا رجلا واستبد بأهوائه كلها، ارتفع..
الموت بين الحناجر، والاحتقان البعيد..
وسرنا إلى حافة الشمس حافين..
نادى المنادي، احتضر ياابتداء..
احتضر يا، انتشار الجذور..
ونادى المنادي: المنايا تدور..
يقاتل خلف الحدود ورجال طويلون..
أطول من أهلهم، ويحتفلون بما وهبوا من نذور..
وقد يحلمون وتكبر أحلامهم..
في الطريق إلى جامعاتهم بين أعراسهم والقبور..
كحلم صغير وينبت مستبسلا في جحيم التراب..
يفصل أغنية النسر مابين جو وجو..
يصمم رقصته الأبدية، قال محمد:
ألف، لحن، غنى، أعاد، وبسمل، في يده حجر..
ثم مات وفي يده حجر، ثم عاش وفي قلبه صخرة..