بعد أن جعلوا للمنطقة إضافات متتالية لأجنداتهم الخبيثة من حيث محاولة فرض عناوين جديدة على الارض بدل تلك التي خسروها في الميدان السوري.
من المنظور الاميركي جاء القرار في إنشاء جيش إرهابي على الحدود بين سورية وتركية كورقة جديدة تفاوض من خلالها في المشهد السوري
بعد أن كانت اوراقها الارهابية المتمثلة بتنظيمي داعش والنصرة قد احترقت على ايدي ابطال الجيش العربي السوري، فكان الوجهة نحو دعم ميليشيا «قسد» كقوة بديلة.
ليأتي الرد التركي بهيئة سلبية على قرار الحليف الاميركي، وذلك من خلال توجيه النية نحو القضاء على ميليشيا الاكراد المتواجدة على حدودها مع سورية وإطلاق مزاعمها المتمثلة بهذا الاطار وتوجيه ردها عبر قرار اتخذته يكمن في عدوان جديد على منطقة عفرين السورية.
وللغاية تلك رفع الجيش النظام التركي حال التأهب على الحدود مع سورية إلى أعلى مستوى، وفق ما أفادت وسائل إعلام تركية صباح أمس.
هذا وقام الجيش التركي، بإزالة أجزاء من الجدار الحدودي في 12 نقطة على الحدود التركية مع عفرين في سورية.
في حين نقلت قناة «خبر تورك» أمس أن وحدات القوات التركية مع إرهابيي «الجيش الحر» نسقتا تكتيكهما تحت مزاعم تطهير مدينة عفرين السورية من «وحدات حماية الشعب الكردية».
وتشير القناة التركية إلى أن العسكريين حددوا 7 ممرات رئيسية واقعة شرقي عفرين ستمر عبرها الوحدات المدرعة التركية التابعة للقوات التركية وإرهابيي «الجيش الحر» للدخول إلى المدينة.
المزاعم التركية المستهلكة في عناوينها ومضمونها لم تعد تنطلي على أحد، فلطالما كانت الذرائع الكاذبة تخفي خلفها اجندات اردوغان الاخوانية في الاعتداء على الاراضي السورية لتحقيق حلمه العثماني في التوسع، فكان الرد السوري حاضراً عبر تحذيرات وجهتها الخارجية السورية بالتصدي على الفور لأي هجوم قد تشنه القوات التركية على الأراضي السورية في عفرين شمال غربي سورية، والذي يعتبر بشكل لا لبس فيه عدوان يشنه الجيش التركي على أراضي سورية.
وفي ظل الضبابية التي عصفت بالمشهد قامت اميركا على لسان وزارة الدفاع الاميركية بنفي قرارها تشكيل جيش، وقالت ان القوات التي تدربها واشنطن شمال شرقي سورية ليست «جيشا جديدا» أو حرس حدود تقليدي، زاعمة أنها تهدف إلى توفير الحماية للاجئين.
وجاء عن البنتاغون بأن واشنطن تستمر في تدريب ما اسمته قوات الأمن المحلية في سورية، وهي لا تمثل جيشا جديدا، أو قوات حرس حدود تقليدية، بل الهدف من تدريبها تعزيز أمن وسلامة اللاجئين وحماية سبل عودتهم إلى مدنهم المدمرة، متجاهلة أن المدن المدمرة دمرتها طائراتها التحالف الأميركي، وان واشنطن لم تنقطع يوما عن تدريب وتمويل التنظيمات الإرهابية تحت مسميات واشكال مختلفة.
مراقبون يرون أن اميركا تلعب على طرفي الحبل في التعامل مع المشهد القادم ولا سيما بعد أن أغضب قرارها الحليف التركي.
على الصعيد السياسي تواصل الدولة السورية مساعيها في إنجاح اي مؤتمر يسعى إلى إيجاد حلول توافقية تخرج البلاد من الازمة المفتعلة ومن المقرر أن تشارك دمشق في مباحثات فيينا في 25 و26 من الشهر الجاري، والتي كان قد دعا إليها المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، جاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
أما فيما يتعلق بمؤتمر سوتشي فقد أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي سيعقد يومي 29 و30 يناير الجاري، ودعت موسكو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لحضور مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الروسية بصفة مراقبين.
جاء ذلك في طريق الرد على قالته مصادر فيما يسمى «المعارضة» أن مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع إجراؤه في سوتشي في 29 و30 من الشهر الحالي، قد يتغير موعده ومكان انعقاده.
وتحت ذريعة نجاح الدورة المقبلة للمحادثات بين السوريين تحت الرعاية الأممية التي أعلن عن إجرائها في فيينا في 25 و26 يناير، بأنها قد تغني عن ضرورة تنظيم مؤتمر في سوتشي، إلا أن مراقبين يرون بأن النية التي يبيتها اسياد المعارضات المتلونة تتجه دائماً إلى تعطيل كل المؤتمرات التفاوضية التي من الممكن أن تجد حلولا ناجعة تخرج البلاد من ازمتها.
ميدانياً لم تستطع المعوقات الموضوعة في طريق الخروج السوري من دوامة الفوضى سواء على الصعيد العسكري او السياسي وفق ما يقوم به حلف الارهاب على الحدود الشمالية بشكل خاص، وما تجاري به العناصر المعارضة التابعة لدول الارهاب الوهابي والاخواني بنيتها الوقوف على أوامر مشغليها في عرقلة مؤتمر سوتشي، ولم تستطع إيقاف عجلة الجيش السوري عن التقدم في احراز الانتصارات.
وفي جديد الانجازات الميدانية فقد سيطر الجيش العربي السوري وحلفاؤه أمس الاول على قرية بطيحة في ريف حلب الجنوبي، وتقدم من محور تل الضمان وخاض اشتباكات عنيفة مع «النصرة» الإرهابية في بلدات عدة شمال شرق مطار أبو الظهور العسكري بريف حلب الجنوبي، الذي بات يحاصره من ثلاث جهات، هي جنوب المطار وشرقه والمحور الشمالي.
وأشارت التقارير إلى أن قوات الجيش بمساندة حلفائها تعمد على تقطيع مناطق خصومها من «النصرة» والميليشيات الارهابية، عبر تنفيذ عمليات قضم للقرى والمناطق تحت الضربات العنيفة الصاروخية والمدفعية والجوية، والتي كلفت «النصرة» وميليشياتها إلى الآن أكثر من 250 قرية وبلدة، من ضمنها نحو 148 قرية في ريف حلب الجنوبي، تزامناً مع عملياتها في شمال شرق حماة والتي كانت الأقل تقدماً من ضمن الجبهات داخل المحافظات الثلاث المتحاذية.
وفي حمص، ذكر مصدر عسكري، أن التنظيمات الارهابية جددت خرقها لاتفاق منطقة خفض التصعيد شمال حمص وأقدمت على استهداف نقاط ومواقع للجيش العربي السوري على اتجاه المزارع الشمالية لمدينة الرستن بالريف الشمالي ما استدعى من الجيش الرد على مصادر إطلاق النيران والاشتباك مع مسلحي تلك الميليشيات وإيقاع إصابات مباشرة في صفوفها.
وأفادت مصادر مطلعة،على جبهة غوطة دمشق الشرقية، بأن مدفعية الجيش استهدفت مواقع إرهابيي «جيش الإسلام» في مزارع دوما بعدة قذائف مدفعية، كذلك فإن سلاح الجو الحربي استهدف مواقع الارهابيين في محيط مدينة دوما بضربتين جويتين، بينما استهدفت رمايات نارية المسلحين في محور حرستا، وكبدت خلالها الارهابيين عشرات القتلى والجرحى.