وبموجب هذا القرار يصبح إرهابيو داعش حسب الرؤية الجديدة للمعتدين «أطلنطيين علمانيين وفوضويين». ويمكن أن يتخيل أي كان، كيف ستقاتل قسد مع داعش ومن ستقاتلان ولماذا؟! هما ورقة المساومة الجديدة على مستقبل سورية وشكل الحل، فتعتقد واشنطن بذلك أنها ستدفع إلى مفاوضات بشروط مؤاتية لها.
فداعش وقسد تستخدمان الآن كسلاح في السياسة الأميركية لمواجهة سورية وإيران وروسيا لضرب أي مبادرة روسية تؤدي إلى حل سياسي وخاصة بعد أن امتلكت روسيا زمام مبادرة الحل السياسي، ولعرقلة معارك القضاء على جبهة النصرة الإرهابية.
ومن تهاجم داعش والنصرة؟ أليس فقط الدول التي على حدود فلسطين؟ وخدمة للكيان الصهيوني الذي يريد تهجير سكان البلدان العربية المحيطة بفلسطين إلى أوروبا التي تفتح أحضانها واسعةً لهم ليتسنى للكيان الصهيوني إنشاء إسرائيل الكبرى التي رُسم لها أن تكون مساحتها أكبر بعشرين ضعفاً عما هو الكيان الصهيوني الآن؟ وكل مخططات وحروب أميركا في المنطقة هي لتدمير «جيران إسرائيل» وتجزئتهم وإرجاعهم إلى ما قبل التاريخ، حفاظاً على أمنها لقرن قادم، وإطلاق يدها وتمرّدها على قرارات الشرعية الدولية لإتمام قضم الضفة والقدس والجولان.
ومن نافلة القول أن كل حروب واشنطن في البلقان وإفريقيا والمنطقة كانت تستهدف تطويق روسيا ودول صاعدة أخرى وليّ ذراع إيران، واندفاع تركيا للهجوم المعادي على عفرين بذريعة ما تفعله أميركا وقوات قسد هو خلط مدروس للأوراق بين الأميركان والأتراك، وشعب سورية لا يزال يتحمل تبعات العدوان الإرهابي الأميركي واتهاماته (الكيميائية) بمساعدة خونة ودول رجعية، ولكن دولاً كثيرة وقع العدوان عليها عبر التاريخ خرجت أقوى مما كانت عليه قبل الحرب عليها.
وسورية تقترب من حسم المعركة على الإرهاب وتنتصر في ساحات الدبلوماسية وموائد المفاوضات، وستنتصر على النازية (الأميركية) الجديدة، ولن تجعلها تمسك بالأرض أو بالنفوذ، ولن يكون لها أن تمسك بالحدود بين العراق وسورية، ولا أن تحافظ على وجودها العسكري بسورية.