|
|
شارع النصر قلب دمشق استراحة
وكان شارع الميدان قد ظهر في العصر المملوكي بعد اتصال ضواحي دمشق بدمشق القديمة ،ومنها القرية المعروفة بالقبيبات ،فإن شارع النصر قد افتتح بعد أن امتد العمران غرب المدينة وليصل إلى المباني المشيدة في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مثل محطة البرامكة وبعدها محطة القنوات ثم ثكنة الحميدية ومشفى الغرباء (مباني جامعة دمشق الآن). وتم شق شارع النصر أيضا بالتزامن مع فتح طريق إلى الصالحية حيث أقيمت أبنية تعليمية ومشفى وقنصليات أجنبية . وقد توزعت في الأربعينيات والخمسينيات عدة مبان على جانبي شارع النصر منها القصر العدلي ومبنى الإذاعة القديم ومحطة الحجاز ومؤسسة مياه عين الفيجة. ويعد شارع النصر قلب دمشق ،إذ يصل الآن شمال المدينة بجنوبها وشرقها بغربها ،ففي شرق الشارع قلعة دمشق وسوق الحميدية ،كما يطل على ساحة المرجة من خلال زقاق رامي، ويربط حي القنوات العريق بشمال المدينة من خلال شارع خالد بن الوليد،وعندما يتجه المار به شمالاً يصل إلى جسر فكتوريا ونظرا لتوسطه المدينة يعد شارع النصر أكثر شوارع دمشق حيوية،وكان إلى فترة قريبة مركز انطلاق الحافلات العامة إلى أنحاء المدينة القديمة والحديثة ،فكانت تقف فيه باصات الميدان ـ الشيخ محي الدين والقصاع والمزة ولم تكن دمشق قد توسعت بعد فكانت هذه هي الحفلات الرئيسية ،وفي سوق الهال كانت تقف باصات الريف . وينسب شارع النصر إلى باب النصر وكان يقع على الجهة الغربية للسور جنوب القلعة مباشرة من سوق الاورام (بداية سوق الحميدية) أنشأه نور الدين ثم هُدم أيام الوالي العثماني محمد رشدي باشا الشرواني سنة 1863. وعندما جاء جمال باشا السفاح واليا على دمشق في عام 1914 قام بتوسيع الشارع وهدم البيوت القائمة على طرفيه ،وتمت تسميته باسم “جمال باشا”، وعندما حرر الجيش العربي دمشق من العثمانيين عادت تسميته الأصلية “شارع النصر” وربما جاءت التسمية رمزاً للانتصار على الجيش العثماني،ولا يزال يحتفظ باسمه حتى يومنا هذا .
|
|||||||||||||||||||||||||||
