تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شمعون بيريز والأيقونات الزائفة

شؤون سياسية
الأحد 18-4-2010م
منير الموسى

في 18 نيسان عام 1996 كان شمعون بيريز يرهب كل لبنان بعناقيد الغضب عندما احتمى أكثر من مئة لبناني بينهم الكثير من الأطفال والنساء في مقر الأمم المتحدة ظناً منهم أن حرمة المكان الدولي مستثناة من جرائم الصهاينة،

ولكن مجزرة قانا وقعت، فكانت محطة دموية من بين مئات المجازر التي كانت ترتكبها إسرائيل منذ اغتصاب فلسطين، إما انتقاماً من المقاومة العربية وإما للترويع وطرد الشعب العربي من أراضيه، وليس آخر هذه المجازر في غزة، ولاسيما مجزرة مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التي راح ضحيتها الأطفال والنساء والعجائز.‏

وشمعون بيريز أحد مهندسي العدوان الثلاثي على مصر، وعراب المستوطنات وتهجير الفلسطينيين وصاحب فكرة احتلال جنوب لبنان لفرض حزام أمني لإسرائيل، ومرتكب جرائم الحرب،يروج لنفسه على أنه حمامة سلام وينسى من الذي احتل جنوب لبنان منذ عام 1978 ويطالب بتطبيق القرار 1701 الذي تخرقه الطلعات الجوية الإسرائيلية باستمرار.‏

يتلون رئيس الكيان الإسرائيلي بيريز بألف لون، تارة يتبجح وتارة يستغبي العالم الساكت عن جرائم اسرائيل. وآخر ما تفتق به ذهنه في باريس أن على السوريين أن يكونوا واضحين.. هل يريدون السلام أم دعم حزب الله؟‏

ولطالما تغنى بأن إسرائيل واحة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة وسط جيران من الجهلة وأنها الدولة المتقدمة وسط المنطقة، فتلك ديمقراطية مزعومة قامت على الجوائز لمن يرتكب المجازر بحق العرب على مدى أكثر من62 عاماً، إذ لكل مجزرة صهيونية مجرمها الأكبر الذي دون اسمه في تاريخ إسرائيل وتمت مكافأته بمواقع سياسية مثل بيغن (مجزرة دير ياسين) وموشي دايان (مجزرة الدوايمة) وشارون (صبرا وشاتيلا،وكذلك مجزرة جنين 2002)، وبنيامين بن اليعازر (مجزرة سيناء) وإلى آخر القائمة من مثل نتنياهو وبيريز وباراك وأولمرت وليفني فالطريق إلى ديمقراطية إسرائيل وحكم الكيان الصهيوني لا يكونان إلا بالمجازر.‏

واللافت في هؤلاء أنهم ليسوا فقط من الموصوفين بالتطرف اليميني أو الأصولي، بل بينهم زعماء ساهموا بالمجازر عن دراية وعمد وهم موصوفون بالاعتدال من اليسار أو من العلمانيين بدءاً من ديفيد بن غوريون الذي دشنت باسمه حديقة في باريس دشنها أخيراً تلميذه شمعون بيريز الذي وجد الفرصة سانحة ليهاجم سورية وحزب الله، ويحرض عليهما للتغطية على ارهاب الجيب الصهيوني المستمر بلا هوادة على الشعب الفلسطيني وعلى الأصوات التي علت في مؤتمر الأمن النووي في 11-12الجاري والتي طالبت بوقف ازدواجية المعايير تجاه السلاح النووي الإسرائيلي اضافة إلى التغطية على القرار 1650 الهادف إلى طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية لاستكمال تهويدها بالترانسفير. والمتتبع لتصريحات حكام إسرائيل ومن بينهم بيريز يتلمس ذلك الصلف الذي وصلت إليه الآلية النفسية لدى الاسرائيلي نتيجة الفجوة في التعاطي الغربي مع الجرائم التي ترتكبها إسرائيل حتى إن الأمم المتحدة التي تهيمن عليها الدوائر الغربية لم تدافع عن نفسها في مجزرتي قانا، والفاخورة ولم تحاسب مجرمي الحرب.‏

فهل يحسب شمعون بيريز مهندس اتفاقات أوسلو التي أودت بالقضية الفلسطينية، نفسه أنه «رجل السلام»؟ لنرى بعضاً مما يطالع به العالم صاحب «معهد السلام والعيش المشترك» المزعوم من خلال نفسية الصلف إذ قال بصدد الجندي الأسير جلعاد شاليط، إنه «لا يعقل احتجاز أسير ثلاث سنوات» مستخفاً بعقل الرأي العام الغربي عندما تناسى جرائم الاحتلال بحق 8000 أسير فلسطيني مضى على بعضهم 25 سنة في الأسر ومعظمهم تدهورت صحته وخلال مجزرة الفاخورة دعا بيريز حماس إلى التعلم من إسرائيل كيفية التعامل مع الأطفال محملاً إياها مسؤولية موتهم ومتجاهلاً أن الجيب الصهيوني يرضع أطفاله البغضاء والحقد ويعلمهم القتل منذ نعومة أظفارهم، ونذكر كيف أن أطفالاً إسرائيليين كتبوا على قذائف الطائرات إهداءات الموت إلى أطفال لبنان في مجزرة قانا الثانية عام 2006 وأن مجلس الحاخامات أصدر بيانه آنذاك بأن من يترحم على أطفال العرب يقس مباشرة على أطفال إسرائيل.‏

يقال: إن الذين استحوا ماتوا وإذا لم تستح فافعل وقل ماشئت. وهذا حال حكام إسرائيل الذين لديهم مرايا تقول لهم إنهم أجمل من على الأرض وأفهمهم لولا وجود الأطفال العرب الذين يجب قتلهم!‏

لو تابع بيريز الصحافة وآلاف المواقع الالكترونية الغربية وبكل اللغات الحية وخاصة الاعلام البديل في أوروبا وأميركا لرأى صورته وصورة اسرائيل على حقيقتها وكل العالم يعرف زيف الأيقونات الصهيونية ولكن الممالأه مطلوبة في زمن الجشع الرأسمالي في الغرب، وقد تسول له ولغيره من حكام إسرائيل بل سيعن على بالهم اجتراح السبيل لطمس الفضائح والجرائم الفاشية الاسرائيلية التي تعرضها شبكة الاتصالات الدولية «انترنت».‏

ولا بد أن الدعم الأوروبي والأميركي لإسرائيل زائل ولاعجب أن يأتي يوم قريب وتفتح أبواب متاحف العار لتسجل اسم كل مجرم مر على تاريخ الانسانية على صفحات العار ومعاداة الإنسانية ومحاكمة من بقي منهم حياً لأن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية