تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إيقاع الحياة السريع ... علاجه القراءة

مجتمع
الأحد 18-4-2010م
نيرمين خليفة

قبل أن تغزو الفضائيات التلفزيونية العالم اليوم وقبل أن تنتشر شبكة الانترنت كانت للقراءة قيمة مقدسة فهي المتنفس الوحيد والمفيد فالقراءة هي كل شيء بالنسبة للكثيرين.

أما اليوم فطلابنا لايقرؤون لذلك لايستطيع بعضهم أن يكتب جملة مفيدة ناهيك عن كتابة نص طويل إلى درجة وصلت أن معظم الطلاب الجامعيين أصبح لديهم فقر لغوي لأنه لايوجد عندهم رصيد في القراءة .‏‏

فالانسان هو مجموعة قراءات سابقة والقراءة مهمة حتى للتذوق والمتلقي الذي يكثر من القراءات يكون عنده إحساس بالجمال لأي نص يقرأه.‏‏

ولايمكننا أن ننسى أنه وفي كثير من الأحيان تظهر معوقات وصعوبات معيشية ويزداد الضغط على الناس ممايفرض عليهم الالتفات إلى حياتهم والبحث عن مصادر رزق ومصادر دخل جديدة فيتركون القراءة والكتابة جانباً ويبحثون عن الأسهل.‏‏

كما لايمكننا أن ننكر أن الابتعاد عن القراءة والكتابة ليس أمراً صحيحاً من كافة النواحي الفكرية والاجتماعية والصحية إلى جانب الابتعاد عن الحوار وانعدامه بين الآباء والأبناء .‏‏

والذي إن وجد يكون ضعيفاً لدرجة كبيرة نتيجة لوجود التكنولوجيا الحديثة المتمثلة بالكمبيوتر والانترنت ... وظهور بعض التعقيدات والصعوبات الحياتية ....‏‏

فهل من الممكن أن يكون الانترنت بدلاً عن الكتاب وأين هم الآباء والأمهات من هذا اليوم ؟؟!!‏‏

أكثر من التقيناهم من الآباء والأمهات أجمعوا على أن العلاقة بين الانترنت والكتاب علاقة غير منصفة بحق الانترنت في الدرجة الأولى فعالم الانترنت من جليد بينما عالم الكتاب من حروف وكلمات وورق ورائحة نشمها حين نقلب أوراقه.‏‏

لهذا فإن ماقدمه الأنترنت لايحل مكان ماقدمه الكتاب والعكس صحيح ....‏‏

ومع هذا لايمكننا اليوم إلا أن نتصفح الجديد عبرالانترنت إلا أن ساعة مع الكتاب تساوي الاحساس الذي تهبه عشر ساعات أمام الانترنت ومن المستحيل أن يقرأ في الانترنت مايقرأ في كتاب ذلك الكتاب الذي ظلم كثيراً في حضور الانترنت لكنه مازال حياً ومطلوباً .‏‏

وذات يوم ليس بعيداً سيعود ويقتحم عالم الشباب الذي ينكب الآن بشغف على أجهزة الكمبيوتر من خلال عودة الحوار بين الآباء والأبناء والذي سيساهم وبدرجة كبيرة في اغرائهم وتعريفهم بأهمية القراءة التي تخرجهم من إيقاع الحياة السريع ، فتنخفض عنهم تراكمات اليوم وهمومه ومشكلاته وأعبائه .‏‏

ومع الوقت تتحول إلى فعل ثابت في حياتهم لايمكن الاستغناء عنه .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية