جرعات مناعة عاطفية .. انتيبيوتيك لنزلات وهبوطات المشاعر الفجائية .. مسكّنات لحمّى حبّية ..
عروض تتشاطر وتتبارى بتقديمها راديوهات الـ( fm ).. ترشقنا بها على التوالي .. على التناوب .
خارطة البث الإذاعي ( الإف إماوي ) تتنافس في مضمار سباقها حصداً لأكبر نسبة زبائن – عفواً مستمعين ..
تحتال وتبتكر تسويقاً لبرامجها ، كأن تأتي بالنجم الفلاني ليحمل اسمه البرنامج العلاني ..
- على أثير ( المدينة ( fm ) يأتيك صوت الممثلة ديمة قندلفت مقدّمةً برنامج ( عن قصص الحب ) ،وصدفة محضة أكيدة تجعل برنامجها يُبث في أحد أيامه مع برنامج بسام علي ( بس لحبيبي ، إذاعة أرابيسك ) وربما كان هناك برنامج ثالث ورابع بذات التوقيت ..
والمكسب معك أيها المستمع المهلهل عاطفياً .. فأمامك عرضان إذا لم تعجبك نصيحة ديمة يمكنك العوم على موجة بسام ..
- كل من البرنامجين يستعرض قصة محورية لأحد المصدومين عشقياً .. ثم تأتي اتصالات المشاركين تعليقاً على ما سمعوا ..
مع بسام .. لك أن تسمع سيلاً من نصائح تُحيلك لبراءة الخلق الأولى .. كما لو أنك في موعظة تُعيدك إلى طريق الصواب ، يقول ( ارتق ِ بحالك ، حبّي حالك بتقوي .. إذا الناس تصرّفوا معنا غلط لازم نضل راقيين ) كلام وعظي عام ..
ديمة .. تنتظر حتى ( القفلة ) لتكيل نصيحتها الشاملة .. تحاول أن تكون أكثر منطقية .. تفصفص القصة من وجهة نظرها وكأنما تتماهى مع دور تمثيلي تؤديه سمعيّا ً ..
ولكن .. ألا يُدرك من يقوم على هذه الإذاعات .. ألا يقنع مقدّمو هذه الترهات والخزعبلات أن ما تتفتّق به عقولهم لا يعدو كونه وصفات ( خلّبية ) نصائح ( مفخوتة – نص كم ) ، ليست سوى حقن مهدّئة .. لها مفعول مؤقت فيما لو كان لها مفعول من أصله .. يستغلّون حاجة عشاق يتسوّلون كلمة طيبة ..
السؤال ..
من أين لهؤلاء المقدّمين بالخبرة حتى يتنطحوا ويكيلوا نصائح يفرقونها على مسامعنا رشّا ً ودراكا ً ..هل بحثوا واستشاروا خبراء نفسيين ومرشدين اجتماعيين .. أم أنهم اطمأنوا لخبراتهم الشخصية .. فاستخفّوا واستسهلوا آخذين أثير الإذاعات طولاً وعرضاً ..
المصيبة .. ألا تكون اجتهاداتهم فقط ( فاقسة خلّبية ) بل فاسدة منتهية الصلاحية ..