وعبر الأهل في الجولان- الذين احتشدوا في قرية مجدل شمس المحتلة للمشاركة في المهرجان الخطابي الذي أقامته قيادة فرع القنيطرة لحزب البعث العربي الاشتراكي أمس في موقع عين التينة المقابل احتفالاً بالذكرى الرابعة والستين لعيد الجلاء -عن عزمهم على مواصلة الكفاح والمقاومة لتحرير كامل تراب الجولان وعودته إلى السيادة الوطنية مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
الجلاء مبعث الأمل
وأكد أحد أبناء الجولان في كلمة ألقاها عبر مكبرات الصوت أن الاحتفال بعيد الجلاء يشكل مبعث الأمل بزوال الاحتلال نهائياً طال الزمن أو قصر موجهاً التحية لأبطال الجلاء الذين صاغوا بتضحياتهم ونضالهم صبح الجلاء الأغر، مشدداً على عزم أبناء الجولان على الصمود ومقاومة الاحتلال ورفض كل ما يصدر عنه من إجراءات وقرارات تعسفية ظالمة وتمسك الجولانيين بعهد الولاء الأبدي للوطن وإيمانهم بأن التحرير قادم وأن النصر سيكون حليفهم في النهاية.
نحيي صمود أبناء الجولان
كما ألقى محمد نفاع من الحزب الشيوعي الفلسطيني كلمة من مجدل شمس حيا فيها صمود أبناء الجولان وتضحياتهم وأسراهم، مثمناً نضال الشعب العربي الفلسطيني الذي يواجه مثل أبناء الجولان عدواً عنصرياً يقوم اليوم بإجراءات عدوانية استفزازية محاولاً تهويد مدينة القدس وتهديد المسجد الأقصى، معاهداً الشهداء في فلسطين والجولان على مواصلة المقاومة حتى دحر العدو الصهيوني وتحرير الأسرى الأبطال الذين يواجهون السجن والسجان بكل بسالة وعزيمة واقتدار.
الجولانيون
ساهموا بصنع الجلاء
وثمن الدكتور رياض حجاب محافظ القنيطرة في كلمته في الاحتفال دور الأهل الأباة الصامدين في الجولان الذين يسطرون بنضالهم صفحات ناصعة في تاريخ وطنهم مؤكداً أن إنجاز الجلاء تحقق بفضل بطولات أبناء الوطن وتصديهم للاحتلال وتضحيتهم بالدماء الزكية التي روت أرض الوطن.
ولفت حجاب إلى أن الجولانيين الأباة ساهموا مساهمة كاملة في إنجاز الجلاء من خلال ثوراتهم في الخصاص ومرجعيون ومجدل شمس وكوم الويسية وجباتا الخشب وفيق وكل شبر من تراب الجولان محيياً رجالات تلك الملاحم أمثال الأمير محمود الفاعور وأسعد كنج أبو صالح والشهيد أحمد مريود.
واستذكر المحافظ أبطال الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو ومحمد الأشمر وحسن الخراط وسعيد العاص الذين أشعلوا نار الثورة وقضوا بشجاعتهم مضاجع المحتلين.
وأشار إلى المواقف الوطنية والقومية لسورية تجاه مختلف قضايا الأمة ونهجها الداعم للمقاومة فكراً وممارسة ودفاعها الدائم عن مصالح الأمة العربية وحرصها على وحدة الصف العربي وتأكيدها الدائم التضامن العربي الذي يشكل حصن الأمة ضد المؤامرات التي تحاك حولها.
واستحضر كل اشكال المقاومة التي خاضها ابناء الشعب السوري منذ العام 1967 مؤكدا ان دماء الشهداء البررة في الجولان السوري المحتل ستؤدي جميعا الى صياغة فجر الحرية لكامل الجولان.
وحيا حجاب في ختام كلمته أهل الجولان المتمسكين بالمقاومة والارض والهولة المدافعين عن الارض احفاد الرجال العظام الذين حققوا مجد هذا اليوم العظيم.
كلمة الجبهة
كما ألقى عبد الله فنيجر من حزب الاتحاد الاشتراكي العربي ممثل الجبهة الوطنية التقدمية كلمة حيا فيها الأهل الصامدين تحت الاحتلال في الجولان، لافتاً إلى أن استمرار مسيرة الجلاء لا يمكن أن تتم إلا بإيماننا العميق بثقافة المقاومة وبمعلمها القائد بشار الأسد الذي أكدها في كل مواقفه بالمحافل الدولية والعربية.
حضر المهرجان الخطابي محمد العفيش أمين فرع القنيطرة لحزب البعث وأعضاء قيادتي فرعي الحزب والجبهة الوطنية التقدمية وأعضاء مجلس الشعب في المحافظة وكافة الفعاليات الرسمية والشعبية بالقنيطرة وحشد كبير من أبناء المحافظات الجنوبية وفرع الهلال الأحمر في طرطوس.
***
بيان الهيئة الشعبية لتحريـــر الجـــولان
وفي بيان أصدرته الهيئة الشعبية لتحرير الجولان بهذه المناسبة أكدت فيه أن الجلاء العظيم جاء ثمرة يانعة من ثمار النضال الشعبي ونتيجة طبيعية لوحدة شعبنا وقواه الوطنية الأمر الذي يؤكد قدرة المقاومة الشعبية على إنجاز أهداف شعبنا وصيانة استقلالنا وضمان مستقبل بلادنا من أجل أن تظل قوية منيعة في مواجهة كل التحديات.
وأكد أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل بقاءهم على عهد الصمود والثبات حتى تحرير الجولان كاملاً وعودته إلى الوطن الأم سورية.
وأضاف البيان إنه على الرغم من الفترة التي مرت على احتلال الجولان فإن المحتل لم يستطع النيل من صمود المواطنين السوريين في الجولان أبناء وأحفاد صانعي الجلاء معربين عن ثقتهم الكبيرة بالوطن الغالي سورية وقيادتها التي لا تتزعزع ومؤكدين أن أملهم بحتمية النصر والتحرير راسخ وعميق.
وحيا البيان الشهداء رمز التضحية والفداء وأسرى الحرية خلف قضبان سجون الاحتلال كما حيوا المقاومين الأبطال في جميع ساحات المقاومة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان والعراق. وأعرب البيان عن الأمل في أن تعود ذكرى الجلاء ورايات الحرية تخفق فوق الجولان بعد عودته إلى الوطن الأم سورية للاحتفال معاً بعيد الاستقلال الكبير.