|
استمرار الشلل في أوروبا.. سحب غبار البركان تتجه شرقاً وجنوباً وصولاً للمتوسط وكالات - سانا - الثورة
ومن المنتظر أن تنضم دول منطقة شمال المتوسط وخاصة إيطاليا واسبانيا إلى مجموع الدول التي أغلقت مجالها الجوي في حين انضمت بالأمس دول أوروبية جديدة إلى قائمة الدول التي أغلقت مجالها الجوي في الايام الماضية. فقد حذر خبراء الطيران من استمرار اغلاق كبرى مطارات أوروبا مع تحرك سحابة الرماد البركاني الاتية من أيسلندا جنوبا وشرقا عبر القارة الاوروبية. وتقطعت السبل بملايين الركاب في أوروبا بعد الغاء نحو 16 الف رحلة جوية يوم الجمعة. وكانت بريطانيا وايرلندا قد أعادتا فرض الحظر الجوي وحذرتا من ازدياد سوء الاحوال الجوية خلال يوم أمس. يذكر أن خسائر شركات الطيران تبلغ نحو 130 مليون استرليني ( 200 مليون دولار) يوميا في اطار تعليق الرحلات الجوية غير المسبوق في تاريخ الطيران المدني. وتقول هيئة مراقبة الملاحة الجوية في بريطانيا التوقعات الحالية تشير إلى تفاقم الوضع. وكانت بريطانيا قد مددت الحظر على الرحلات المدنية حتى الواحدة صباح الاحد «اليوم». وأشارت المنظمة الدولية لأمن الملاحة الجوية في أوروبا يوروكنترول والتي تضم 38 دولة إلى تحرك سحب الرماد البركاني باتجاه الشرق والجنوب الشرقي وحذرت من حدوث ارتباك كبير في حركة الطيران. وكانت العديد من الدول وشركات الطيران قد أوقفت رحلاتها الجوية وسط مخاوف من أن يتسبب الرماد، وهو مزيج من جزيئات الزجاج، والرمال، والصخور، في تعطيل محركات الطائرات. يذكر أن نحو ثلثي الرحلات اليومية البالغ عددها 28 الفا في المنطقة المتأثرة بالسحب البركانية قد الغيت يوم الجمعة بينما تم وقف نصف الرحلات المعتادة بين أوروبا وأمريكا الشمالية. وكانت حالة من الارتباك والفوضى قد أثرت في مئات الالاف من المسافرين منذ ثورة بركان أيسلندا يوم الاربعاء الماضي وهي المرة الثانية التي يثور فيها البركان خلال شهر. ويقول تومي جودمندسن، عالم الجيولوجيا بجامعة أيسلندا إن نشاط البركان تزايد ما أدى إلى ارتفاع سحابة من الرماد البركاني على ارتفاع 8.5 كيلومترا في الهواء. وأضاف جودمندسن في حديث لوكالة أسوشيتدبرس أن العلماء سيتمكنون من التحليق فوق البركان للمرة الاولى لتقييم كمية الجليد التي ذابت وذلك بعد انقشاع الرياح. وقد أثر الحظر الجوي على كبرى المطارات الاوروبية من بينها هيثرو وفرانكفورت وشارل ديغول. ومن جانبها أعلنت ألمانيا اغلاق جميع مطاراتها الجوية البالغ عددها 16 مطارا أمس كما ألغت خطوط الطيران الالمانية لوفتهانزا جميع رحلاتها الجوية حتى الثامنة من مساء أمس. وقال متحدث باسم لوفتهانزا لم نشهد وضعا كهذا من قبل . وقد تدفق المسافرون في شمال أوروبا على محطات القطارات والبواخر والعربات. وتقول شركة القطار الاوروبي السريع اليوروستار إنها لم تشهد هذا العدد من الركاب في يوم واحد من قبل مشيرة إلى أن جميع الرحلات محجوزة بالكامل حتى يوم الغد. على صعيد آخر من المنتظر أن يحول الحظر الجوي في مطارات اوروبا دون حضور زعماء العالم جنازة الرئيس البولندي ليخ كاتشنسكي المقرر اقامتهااليوم في وارسو. وكانت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل قد اضطرت إلى الهبوط في البرتغال في رحلة عودتها قادمة من الولايات المتحدة بينما تسبب الحظر الجوي في الغاء أولى رحلات الخطوط الجوية العراقية من العاصمة العراقية بغداد إلى بريطانيا. يذكر أن حالة الارتباك الجوي قد امتدت إلى القارة الاسيوية حيث ألغيت عشرات الرحلات الاروروبية من أستراليا والهند والصين واليابان وسنغافورة. من جهة ثانية قال مسؤولو الصحة في بريطانيا إن تأثير الرماد البركاني على الاشخاص الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي سيكون قصير الاجل في أغلب الظن. واضافة لبريطانيا والمانيا قررت عدة بلدان أوروبية تعليقا جزئيا أو كليا لحركة الطيران في مطاراتها إلى غاية اليوم وهو ما تسبب لشركات الطيران في خسائر مادية تقدر بمئات ملايين الدولارات. وإلى جانب بريطانيا قررت كل من صربيا وإستونيا ولاتفيا تمديد تعليق حركة الطيران على غرار ما قررته دول أوروبية أخرى بينها الدانمارك وهولندا وبلجيكا وفنلندا وروسيا البيضاء وأوكرانيا. وفي فرنسا يشمل قرار الإغلاق 35 مطارا في كل أنحاء البلاد، فيما مددت غلق المجال الجوي حتى الثانية عشرة ظهرا من يوم أمس في 16 مطارا دوليا. وتوقفت حركة الطيران الجوي بشكل شبه كلي ببلدان البلطيق إضافة إلى التشيك والنمسا والمجر وشمال غرب رومانيا وبولندا. وقال متحدث باسم هيئة الطيران المدني البريطانية أتوقع أن تواجه أوروبا أكبر تعطل للنقل الجوي منذ هجمات 11 أيلول 2001 في نيويورك. وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) إن التعطل يكلف شركات الطيران أكثر من مائتي مليون دولار يوميا إيرادات مفقودة. ويقول علماء البراكين إن الرماد البركاني قد يعطل حركة النقل الجوي لمدة قد تصل إلى ستة أشهر إذا استمر ثوران البركان، ولكن حتى إذا كان الثوران قصير الأجل فإن الآثار المالية على شركات الطيران قد تكون كبيرة. هذا وقد أمتد تأثير ثوران البركان إلى منطقة الشرق الاوسط ولكن بصورة مختلفة حيث ألغى كل من مطاري أبوظبي ودبي الدوليين اكثر من 50 رحلة جوية خلال اليومين الماضيين إلى المطارات الاوروبية بسبب اغلاق مطارات في أوروبا نتيجة سحابة الرماد التي غطت مناطق عديدة من المملكة المتحدة والقارة الاوروبية. وعلقت الخطوط الجوية الوطنية الاماراتية رحلاتها من مطارات الامارات إلى العديد من الوجهات الاوروبية فيما علقت خطوط أوروبية وعالمية رحلاتها من مطاري أبوظبي ودبي إلى المملكة المتحدة وهولندا والنرويج والنمسا وفرنسا ومحطات أخرى في المحيط الجغرافي الاوروبي لبركان أيسلندا كما الغت شركة الاتحاد للطيران جميع رحلاتها المتجهة إلى المملكة المتحدة وأيرلندا وبعض الوجهات الاوروبية أول أمس نتيجة الاغلاق. ودعت شركات الطيران العاملة في الامارات جميع مسافريها المتوجهين إلى دول أوروبية مراجعة مواقعها الالكترونية على شبكة الانترنت للتأكد من سير الرحلات والحصول على معلومات عن رحلاتهم قبل التوجه إلى المطارات في ظل اتساع نطاق تعليق الرحلات موضحة بأن معلومات المواقع يتم تحديثها كل خمس دقائق بحسب قرارات مطارات أوروبا بفتح أو اغلاق الاجواء فيها. كما الغت شركات الطيران الاميركية معظم رحلاتها المتجهة إلى أوروبا والقادمة لنفس السبب. ونقلت وكالة (أ ف ب) عن الجمعية المهنية الاميركية لشركات الطيران قولها ان شركات الطيران الاميركية الغت نحو 280 رحلة أول أمس بعدما الغت الخميس 165 رحلة من أصل 337 رحلة يومية للركاب والبضائع تصل الولايات المتحدة بالقارة الاوروبية. وقالت المتحدثة باسم سلطة المطارات في واشنطن كورتني ميكالونيس انه تم الغاء معظم الرحلات إلى تلك المنطقة من العالم لافتة إلى أنه لم يقض عدد كبير من المسافرين الليل في المطارات بفضل جهود شركات الطيران في ابلاغ زبائنها بالغاء رحلاتهم. وتمثل مشاكل النقل الجوي نعمة لشركات نقل أخرى، إذ عملت جميع قطارات شركة «يوروستار» التي تربط بريطانيا وأوروبا وعددها 58 قطارا بكامل طاقتها لتنقل نحو 46 ألفا وخمسمائة راكب. وقالت متحدثة باسم الشركة إنهم قد يفكرون في إضافة خطوط أخرى. من جهتها قالت شركة أديسون لي لسيارات الأجرة في لندن إنها تلقت طلبات لرحلات إلى مدن أوروبية منها باريس بفرنسا وميلانو بإيطاليا وزيوريخ بسويسرا وسالزبرغ في النمسا.
|