ولاشك أن الزيارة المرتقبة لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلى القاهرة مهمة وبالغة الدلالة في مثل هذا التوقيت، ويزيد من هذه الأهمية نظرة مصر لروسيا على أنها قطب فاعل في النظام الدولي وليست مجرد رقم في النظام العالمي، فروسيا الاتحادية قوة كبرى ولا يليق أن تكون بديلاً من طرف آخر لأنها أساسية منذ البداية.
وبناء على الرؤى السياسية المشتركة جدد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي موقف بلاده بالتأكيد على عدم وجود حل عسكري للازمة في سورية وقال: انه لابد من التوصل الى حل سياسي لها.
وأضاف فهمي لقناة روسيا اليوم ان الاجتماع الرباعي بين وزراء خارجية ودفاع مصر وروسيا سيبحث اضافة للقضايا الثنائية الازمة في سورية مشيرا الى أن الاجتماع سيبحث قضايا ثنائية لتنمية العلاقات بين البلدين اقتصادياً وسياسياً وامنياً وعسكرياً وعددا من الملفات في المنطقة منها عملية السلام والازمة في سورية والحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط.
بدوره أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي أن مصر وروسيا متفقتان على أهمية الحل السياسي للأزمة في سورية وأنه لا مجال للحل العسكري لإنهاء هذه الأزمة.
وقال عبد العاطي في حديث لوكالة نوفوستي ووسائل إعلام روسية أخرى نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أمس إن الجانبين المصري والروسي «متوافقان على المضي قدما في عقد المؤتمر الدولي حول سورية «جنيف 2 بما يؤدي إلى حل يحقق تطلعات الشعب السوري ويوقف أعمال القتل ويصون للدولة السورية وحدتها الإقليمية».
واعتبر أن التزام سورية بنزع أسلحتها الكيميائية هي خطوة يجب أن يتبعها خطوات أخرى تتمثل في ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل مضيفا إنه «إذا كان هناك طرف لديه أسلحة نووية فيجب التعامل مع الأمر على أساس مبدأ الشمولية والحق في الأمن المتساوي حيث لا يستقيم أن يكون هناك طرف إقليمي يملك قدرات نووية على حساب الأطراف الأخرى لأن هذا أمر لا يمكن القبول به أو التسامح معه».
وأشار عبد العاطي إلى أن «الأزمة في سورية والقضية الفلسطينية وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل تحظى بأهمية في مباحثات المسؤولين في البلدين فضلا عن القضايا الإفريقية» .
وفيما يتعلق بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل قال عبد العاطي» إن روسيا لها دوراً مهما ًفي دعم الموقف المصري خلال إقرار عقد مؤتمر لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية والذي كان مقررا العام الماضي ولكن ونتيجة للمواقف الإسرائيلية المتعنتة لم يعقد المؤتمر».
وكشف عبد العاطي عن وجود اتصالات مصرية روسية وتنسيق للعمل على عقد المؤتمر قبل ربيع العام القادم؛ مشيرا إلى مبادرة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي لإخلاء المنطقة من كافة أسلحة الدمار الشامل سواء كانت نووية أم كيميائية أم بيولوجية.
كما اعتبر عبد العاطي أن الزيارة المرتقبة لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلى القاهرة مهمة وبالغة الدلالة في مثل هذا التوقيت مشيرا إلى أن «علاقات التعاون مع روسيا لم تنقطع أبدا وأن هناك بعدين هامين لزيارة الوفد الروسي رفيع المستوى الأول هو البعد الثنائي في إطار رغبة مصرية يقابلها رغبة روسية صادقة لدفع العلاقات بين البلدين إلى الأمام في كل المجالات السياسية والتجارية الاقتصادية، فيما البعد الثاني يتركز على التعاون الأمني والعسكري وخصوصا أن جانبا من تسليح الجيش المصري هو في الأساس من الترسانة العسكرية الروسية».
وتابع .. إن «روسيا قطب فاعل في النظام الدولي ولها نفوذ وتأثير في النظام العالمي ونحن منفتحون للتعاون الكامل معها وخاصة أن هناك علاقة صداقة قائمة.
ولفت المتحدث باسم الخارجية المصرية إلى أن حكومة بلاده الحالية شددت على توازن السياسة الخارجية المصرية وتوسيع البدائل المتاحة أمام هذه السياسة بما يعزز ويعمق المصلحة الوطنية لان أحد الأركان الأساسية لاستقلال القرار الوطني المصري أن يكون هناك تعدد في الاختيارات أمام السياسة الخارجية.
ونفى عبد العاطي أن يكون هناك استبدال طرف بآخر مؤكدا أن روسيا الاتحادية قوة كبرى ولا يليق أن تكون بديلاً من طرف آخر كما أن مصر تتعاون مع روسيا من واقع مكانتها الدولية ودورها الرئيسي في قضايا الشرق الأوسط والعلاقات التاريخية الصلبة التي جمعت شعبي البلدين.
سفير روسيا في مصر: انعقاد المؤتمر الدولي حول
سورية على رأس أجندة السياسة الروسية الخارجية
أكد سيرغي كيربيتشينكو سفير روسيا لدى مصر ان ايجاد حل سياسي للازمة في سورية هو على رأس أجندة أولويات السياسية الروسية الاقليمية لافتا الى جهود روسيا واتصالاتها مع جميع الجهات المعنية لانعقاد المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2.
وقال كيربيتشينكو في تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية أمس ان انعقاد مؤتمر جنيف2 حول الازمة في سورية يعد على رأس أجندة أولويات السياسية الروسية الاقليمية والجهود المبذولة على أعلى مستوي لايجاد حل سياسي لانهاء القتال والبدء بمرحلة انتقالية في سورية مشيرا الى أن روسيا استطاعت في الفترة الاخيرة توثيق التعاون مع أمريكا والجهات المعنية الاخري من أجل عقد هذا المؤتمر ولكنه يصطدم ببعض العقبات معربا عن اعتقاده بان هناك فرصا ضائعة في هذا الطريق نظرا لمماطلة فصائل في المعارضة.
كما أشار كيربيتشينكو الى استمرار تكثيف الاتصالات مع جميع الجهات المعنية بما في ذلك المعارضة السورية من أجل استكمال تحضيرات المؤتمر.
وأكد السفير الروسي مجددا أن موضوع مستقبل سورية هو بيد الشعب السوري.
ووصف كيربيتشينكو زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين سيرغي شويغو وسيرغي لافروف الى مصر والتي ستبدأ يوم غد الاربعاء وتستمر لمدة يومين بأنها الاولي من نوعها بصياغتها المعروفة باسم 2 زائد 2 لانها تجري فقط مع كبرى دول العالم مثل الصين والمانيا وفرنسا وأمريكا واليابان وتعتبر فصلا جديدا في مسيرة العلاقات القائمة بين القاهرة وموسكو.
ولفت كيربيتشينكو الى أن هذه الزيارة تعد ثاني اتصال على مستوى حكومي تحت القيادة الجديدة للسلطة في مصر موضحا أن المباحثات المرتقبة بين الجانبين ستتناول ملف التعاون الثنائي والاساس القانوني لتعزيزه في مجالات الاقتصاد والتجارة والدفاع حيث ستتناول المباحثات خلال الزيارة القضايا الدولية والاقليمية وفي مقدمتها الازمة في سورية والتسوية السلمية في الشرق الاوسط والوضع في العالم العربي وانشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط فضلا عن القضايا الدولية المدرجة على جدول أعمال الامم المتحدة.
كما أكد السفير الروسي اهمية التعاون في مجال الدفاع مع مصر مؤكدا أن المباحثات المرتقبة بين وزيري الدفاع المصري والروسي تتسم بطابع سياسي وأن التعاون العسكري مستمر ويعتبر تدريب كوادر الجيش المصري جزءا منه حيث تستجيب موسكو لجميع طلبات القاهرة على المستوى الدفاعي والعسكري.