|
|
غرافيك.. تيبوغرافيا الفن مشغول بأناقة ! ثقافة بوسترات.. أفيشات .. ملصقات لأفلام ، لمعارض .. أغلفة كتب.. وغيرها من تنويعات ذات بصمات فنية محسوسة .. ملحوظة، لا تغفل عنها عين الرائي. ملصقات بلسمات التيبوغرافيا كانت ضمن معرض نظمه المركز الثقافي الفرنسي للمصممين : الفرنسي فيليب أبلوا، والإيراني رضا عابديني . ثنائية المزج ما بين الحس الفني الإبداعي والجانب التقني ، تكاد تكون الميزة الأبرز التي تغني وتمايز الغرافيك والتيبوغرافيا عن غيرهما من أجناس الفنون الأخرى. فن حديث بأدوات تقنية، يدخل بقوة عالم ( رقمنة الفنون). ثنائية أخرى بانت بوضوح اشتغل عليها المصممان ، وربما كانت تلقائية نتيجة انتمائهما لثقافتين مختلفتين.. هي ثنائية الجمع ما بين أحرف لغتين (خطين). فيليب أبلوا اعتمدت تصاميمه الحرف اللاتيني، بينما يظهر بوضوح الحرف الفارسي( خط نص تعليق) الذي يشتغل عليه رضا عابديني. قدم الاثنان لمحة تعريفية عن عملهما في مؤتمر صحفي سبق افتتاح المعرض. ( أبلوا) تحدث عن أهم محطاته في فن التصميم الغرافيكي، وذكر الكثير من الأسماء المشهورة ممن صمم لهم أغلفة لكتبهم أو كتالوجات تحفظ أعمالهم، أهمهم (أيف سان لوران- مصمم الأزياء الشهير). النقطة الأهم التي أراد التركيز عليها هي كيف أنه يستقي من أعمال وأجواء هؤلاء خطوطاً عامة وأفكاراً أساسية، يسير عليها تصميمه. مثلاً.. ألوان أحد بوستراته الذي نفذها لسان لوران استقاها من ألوان زي صممه هذا الأخير . في حين ركز زميله عابديني على مصادره في ابتكار كيفية العمل واختلاق الأفكار. أحد أهم تلك المصادر التي يعود إليها كانت الأزياء الإيرانية القديمة .. كيف ترصف فيها الزخارف، يستفيد هو بدوره من هذه الكيفية في اكتشاف إمكانيات جديدة للحرف الذي بين يديه . التيبوغرافيا- الخط. فن يعتمد التقنيات في كيفية عرض، ترتيب، تعديل (الخط- الحرف- النقطة) وتوظيفها ضمن أسلوبية تخدم فنيات الملصق. يهوى هذا الفن الخطوط ذات الحواف الناعمة، بعيداً عن ظهور أي نتوءات. إحدى ميزات هذا الفن عشوائية حجم حرفه.. وهو ما يلاحظ في معرض المصممين (أبلوا- عابديني)، اعتمد الاثنان تشكيلات حرفية بجميع الأحجام. اختلاف الحجم يبدو أحياناً في الملصق الواحد . في الوقت الذي يطغى على تصاميم ( أبلوا) الألوان الفاقعة اللافتة للعين( الأحمر- الأخضر) تتدرج ألوان (عابديني) في تصاميمه ما بين ظلال وتدرجات اللون ذاته، أو ما بين ضدية الأبيض والأسود الأمر الذي حقق توازياً أو تكاملية على صعيد الحالة البصرية. هذا النوع الفني .. يمنحك إحساساً بوجود أناقة فنية مشغولة بأصابع تقنية .. حيث كل شيء محسوب.. بكل أبعاده.. ولهذا تشعر وكما لو أن الملصق (اللوحة) مهندس ، حقيقة، هندسة.. تتوازع الأحرف مساحات الفراغ، أو تأتي معبأة ضمن جسم- كتلة واحدة.. ويحيطها لون واحد. إذاً اللعبة الفنية هنا . هي لعبة حرف مع لون- ظل.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
