تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المناورات الأميركية في الأردن ..أبعاد ودلالات!

شؤون سياسية
السبت 2-6-2012
د. صياح عزام

بعد أسبوعين من التحضيرات والاستعدادات , بدأت في جنوب الأردن يوم/15/ أيار الماضي/2012/ مناورات عسكرية ضخمة تحت اسم «الأسد المتأهب» لم يشهد الشرق الأوسط مثلها منذ عشر سنوات, شارك فيها نحو اثني

عشر ألف عنصر من القوات المشتركة من/19/ دولة وهي: الولايات المتحدة الأميركية, وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ورومانيا وأوكرانيا واستراليا والباكستان وبروناي والسعودية وقطر والكويت والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة, والعراق والأردن ولبنان ومصر وإسرائيل, وإن كان اسمها لم يرد بشكل علني في لائحة الدول المشتركة إمعاناً في التضليل والخداع.‏

واستمرت هذه المناورات قرابة اسبوعين حسب أقوال الجنرال « لين توفو» قائد القوات الخاصة الأميركية الذي قال في تصريح له« ... بدأنا يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر أيار لعام /2012/ تطبيق الخبرات التي طورناها في الأسابيع الأخيرة حول الحرب غير النظامية.... وإنَّ الرسالة التي أريد أن أوصلها من خلال هذه المناورات تتلخص في أننا نجحنا في اجتذاب الشركاء المناسبين في هذه المنطقة وأنحاء العالم مما يضمن لنا القدرة على التصدي للتحديات التي تواجهنا دولياً....».‏

جدير بالذكر أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال « مارتن دمبسي» قد زار الأردن في مطلع شهر أيار عام /2012/ وأجرى محادثات ومشاورات هامة مع نظيره رئيس أركان الجيش الأردني حول هذا الأمر.‏

هذا وقد أشارت بعض الشبكات الإعلامية إلى أنَّ إجراء هذه المناورة على الحدود المشتركة مع سورية يثير أكثر من تساؤل حول علاقتها بالأحداث السورية, ولا يستبعد مراقبون أن يكون من بين أهداف هذه المناورة الضغط على سورية عسكرياً ودفعها إلى تقديم تنازلات لأميركا وإسرائيل وأتباعهما في المنطقة وفي العالم.‏

وفي الوقت نفسه, أشارت مصادر عسكرية أردنية إلى أنَّ مناورات الأسد المتأهب والتي تعتبر الأوسع في الأردن منذ /11/ عاماً , تهدف لتحقيق ما أسمته « تبادل الخبرات بين القوات العسكرية المشاركة حول تدريبات تقليدية لسيناريوهات الحرب, وتفتيش السفن البحرية التي قد تكون محملة بالأسلحة لدول في المنطقة».‏

ونفت هذه المصادر ما تناقلته بعض الفضائيات, ووكالات الأنباء بأن يكون للمناورة التي ستجري بمشاركة الجيش الأميركي وجيوش دول أجنبية وعربية أخرى أي علاقة بأحداث إقليمية في المنطقة, أو أنها مُوجهة ضد أي طرف فيها بما في ذلك سورية , وأكدت المصادر نفسها أن المناورة تهدف إلى تحسين قدرة القوات العسكرية المشاركة فيها على التعامل مع الأزمات الناتجة عن أي هجمات إرهابية ومساعدة اللاجئين فيما يحتاجون إليه وتقديم المساعدات المختلفة لدول قد تواجه عمليات أمنية غير تقليدية كذلك نفت أي مشاركة إسرائيلية فيها بمختلف مراحلها وتمارينها المقررة.‏

هذا وقد أطلق معارضون أردنيون منذ مطلع /2010/ حملة تحت عنوان « ليست حربنا» انتقدت التعاون الاستخباري العسكري بين الأردن والولايات المتحدة, ووصفت هذا التعاون بأنه يحمل ضرراً كبيراً للأردن ويدخل الأردن في مواجهات لا علاقة له بها من قريب أو بعيد, سواء كان ذلك في أفغانستان أو العراق أو غيرهما من المناطق.‏

جدير بالذكر أن الأردن يُعد حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط, ويتلقَّى مساعدات عسكرية سنوية منها لا تقل عن /300/ مليون دولار , كما يحصل على مساعدات عسكرية ضمن برامج الجيش الأميركي لتسليح الدول الحليفة , وما من شك في أن مثل هذه المساعدات ليست مجانيّة , بل هي بثمن لأن الولايات المتحدة لاتساعد أي دولة أو جهة إلا إذ ضمنت بأنها ستجني من وراء هذه المساعدة ما يفوق قيمتها بكثير.‏

ومن هذه المعارضة على سبيل المثال ما جاء على لسان المهندس « ليث شبيلات» رئيس جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية في الأردن, وذلك أثناء رده على سؤال وجهته إليه قناة الجزيرة حول المناورات العسكرية الأميركية – الأردنية المشتركة, حيث أدان هذه المناورات بشدة عندما قال في إطار ردّه على السؤال:‏

« ... إننا في الأردن وباقي الوطن العربي نُدينُ كل الذين يتعاونون مع الأميركيين سياسياً, فكيف مع مَنْ يتعاونون معها عسكرياً وأمنياً»‏

وتابع قائلاً «..... إن المناورات الأميركية – الأردنية المشتركة مُدانة, بقدر ما هو مُدانٌ الموقف القطري والعلاقات القطرية - الصهيونية الآثمة....».‏

وفي إسرائيل تشير التقديرات إلى أن توقيت المناورة لم يأتِ مصادفةٍ, بل يرتبط بأمر هام بالنسبة للولايات المتحدة, وهو أنه لديها مصلحة في الحفاظ على استقرار السلطة في الأردن أيضاً, في ضوء التحركات الداخلية والاحتجاجات التي يشهدها كما أن أي المناورة مُوجهة في هذا الوقت بالذات ضد إيران.‏

من جهة أخرى نقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر في لندن عن محللين سياسيين بواشنطن قولهم بوجود علاقة قوية بين هذه المناورات والوضع في سورية, وأشارت إلى أن الباحثة الأميركية بمعهد/كارينجي للسلام/ « مارينا أونوواي» قالت « يمكن أن يكون لهذه المناورات أبعاد تتعلق بالوضع في سورية».‏

على أي حال, إن مثل هذه المناورات وفي مثل هذا التوقيت لا يمكن فصلها عما يجري من أحداث في المنطقة وخاصة في سورية بل يريد القائمون بها توجيه رسائل لأكثر من دولة وخاصة سورية وإيران والمقاومة بشكل عام وبالتالي فهي ليست بريئة وليست لتبادل الخبرات كما يدعي أصحابها!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية