بالطفل نفسه ذلك الكائن اللطيف والشفاف والمعقد في الوقت ذاته حيث من الصعوبة الوصول إلى أْعماق هذا الكائن وماذا يدور في رأسه الصغير من أفكار...ولذلك وصف هذا النوع من الكتابة بالسهل الممتنع.
أسامة كانت..البداية
أقدم مجلة للأطفال في سورية هي مجلة أسامة، إذ صدرت عام 1969 وقد بلغ عمرها بحلول هذا العام ثلاثة وأربعين عاما،ويعود الفضل في تأسيسها للأديب والصحفي الكبير السوري الراحل عادل أبو شنب الذي بذل جهودا كبيرة وبمساعدة عدد من الكتاب والرسامين في ولادتها ورؤيتها النور ومن ثم تولى رئاسة التحريرفي السنة الاولى من عمرها الكاتب المسرحي سعد الله ونوس واستمرت بشق طريقها الصعب كرد على المجلات المستوردة التي تمجد الانسان الغربي فعبر مرورها بمحطات كثيرة مر عليها رؤساء تحرير تركوا بصماتهم الواضحة وفي كل محطة كانت تأخذ شكلاً جديداً من حيث الإعداد أو الإخراج وهذا ما أكدته لنا رباب هلال رئيسة تحرير المجلة التي تحدثت عن تجربتها في المجلة، التي بدأت قبل ثلاث سنوات ونيّف، وقد ذكرت أن المجلة في مراحلها السابقة تخاطب الأطفال من جميع الأعمار بدءاً من ثلاث سنوات، ثم تخصصت باليافعين منذ حوالي عامين، حيث أصبح هناك مجلة للصغار دون السابعة هي "شامة" التي تصدر أيضاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب.
البيئة هي النبع
عند تصفحنا للمجلة نجد أنفسنا أمام بحر من المعلومات والألوان والمواضيع المختلفة وكلها تنبع من بيئتنا العربية ومن صميم تقاليدنا وعاداتنا في اول خطوة لها ركزت على الطفل القارئ من خلال إحداث أبواب جديدة تنوعت بين ثقافية وفنية وأدبية وتسالي الثقافية، مثل: السينما،الآثار، الموسيقا، والمسرح، وذلك بشكل منتظم وممنهج.
مخاطبة روح الطفل
وهي تصف تجربة الكتابة العربية للطفل بغير الناضجة فالكتابة يجب ألا تتعلق بتربية الطفل وعلاقته بالمدرسة فقط ولذلك هي بعيدة عن هواجس الطفل الحقيقية وما يتصل بروح الطفل ونفسيته وهذا ما تؤكد عليه عبر الدخول إلى عوالم الطفل وأحلامه وعلينا أن نطلع دائما على عوالم الطفل الغربي لان الطفل هو نفسه في أي مكان..
الإعلاميون الأطفال
وفي خطوة هامة لرفع مستوى الطفل الثقافي وزيادة الثقة بنفسه فقد اعتدنا في كل عام أن نقوم بإصدار عدد خاص بمناسبة عيد الطفل العالمي حيث يقوم مجموعة من الأطفال بإصداره مع المحافظة على الأبواب الثابتة في المجلة تأليفا وإعدادا ورسوما حتى الزاوية الرئيسية يقوم بكتابتها الطفل وقد لاقت هذه الفكرة استحسانا لدى الأطفال حيث اقبلوا عليها بحماسة وحب وأصبحت تقليدا نقوم به في كل عيد للطفل وفي كل عدد نرى أسماء جديدة لأطفال جدد.
ومن الافكار الجديدة التي طبقتها لتشجيع الطفل على الإبداع والابتكار ولزيادة الثقة بنفسه قمت بتخصيص الغلاف الخارجي الأخير له حيث يقوم الطفل بتأليف الحكاية ورسمها بنفسه.
كتاب قرأته..
وهي صفحة للأطفال مابين 13 – 16 سنة والهدف تعويد الطفل على القراءة ومن ثم التعبير عن رؤيته الخاصة بهذا الكتاب. ففئة اليافعين ينقصهم الاهتمام ولذلك يجب إعطاؤهم فرصة جدية وحقيقية لإظهار مواهبهم.
مخضرمون وشباب
جهاد عبيد وهو من الكتاب الشباب في مجلة أسامة قام بكتابة قصص لأعمار من 3- 17 سنة وهو يكتب شهريا للمجلة سيناريوهات متصلة منفصلة لمسلسلات تتألف كل واحدة منها من 6 حلقات وهي أعمال اكبر من عمره بالإضافة إلى عدد من الكتاب يقومون على كتابة السيناريوهات والقصص والرسوم مثل غسان السباعي والدكتور علي خليل ومن المؤسسين أنور دياب ولجين الأصيل وتتعامل المجلة مع 40 رساما فمنهم ليسوا أكاديميين ومنهم من يملك الموهبة واستعين باختصاصيين نفسيين وحملة دكتوراه في الآثار مثل تغريد شعبان ومنهم بالموسيقى مثل غزوان الزركلي ومحمد حنانا ورامي درويش.
طموح مع وقف التنفيذ
عن أحلامها وطموحها أفضت لنا رباب هلال بان أكثر طموح لها وتتمنى أن يلبى أن تدخل مجلة أسامة كل مدرسة من مدارس القطر وذلك بمساندة وزارة التربية وتأمل ان ينفذ مشروعها بشكل جدي وسريع وان يتم توزيعها بشكل عادل لتصل إلى كل مكان من سورية.
شامة.. السورية
المجلة السورية الثانية والحديثة الولادة حيث لا يتجاوز عمرها السنة وأربعة شهور والتي تلاقي انتشارا واسعا بين الأسر السورية والتي خصصت لأعمار دون السابعة وقد حدثتنا الآنسة حنان الباني عنها قائلة: قبل إصدارها قمنا بالاعتماد على رأي الاختصاصيين النفسيين لفهم نفسية الطفل ولاسيما لأنها تتوجه لطفل يتعلم لأول مرة وقد لاقت رواجا كبيرا ونعتمد على كتاب الأطفال لأنهم قادرون على فهم نفسية الطفل وعلى توصيل الفكرة للأطفال بطريقة ممتعة ومشوقة أكثر وهم من سن18 وما فوق وذلك لإعطاء فرصة للشباب ومنهم الكاتبة نوار الجمالي التي توصل المعلومة العلمية للطفل بطريقة مغرية ضمن قالب مرح يتضمن مقدمة وحبكة مشوقة ولاسيما عن عالم الحيوان وتكتب لسن دون السابعة مثل يوم مختلف – أسنان سنان القاطعة – الألعاب الضائعة وتكتب مسلسلات من نوع متصل منفصل ومن الرسامين المتميزين ضحى الخطيب وهي خريجة مركز ادهم إسماعيل وتعتمد في أسلوب الرسم على عدة مواد من أقمشة وتلوين ومعجون وغيرها.
أمنيات
تتمنى حنان الباني من الجهات المعنية أن تعمل على الترويج لها من خلال برامج الأطفال وتوزيعها على رياض الأطفال بشكل مجاني لتساهم في تعليم الأطفال إلى جانب المنهاج المقرر لهم وان يتم توزيعها بشكل عادل لتصل إلى جميع المناطق السورية.
نتمنى من المعنيين المساهمة بتثقيف الطفل بزيادة أعداد هذه المجلات وتوزيعها بشكل عادل ومستمر لتصل إلى كل طفل سوري خصوصا والى الطفل العربي عموما.