التي يندى لها الضمير الإنساني ويؤكد وجود مصلحة وهدف للدول الداعمة للإرهابيين المسلحين وهو استجلاب التدخل العسكري والإنساني لسورية والذي يندرج ضمن المخطط والمشهد لإقناع المجتمع الدولي بوجود بداية حرب أهلية بين أطياف المجتمع السوري المتماسك ,ناهيك عن أنها جاءت تزامناً مع وصول الموفد الدولي الى سورية وهو ما يدل على إفلاسهم السياسي في استهداف سورية بسبب تعاونها الجاد مع كل المبادرات البناءة.
التحقيقات التي ظهرت للعيان ولو بشكل مبدئي تضع الأمور في نصابها من خلال تفنيد الادعاءات والأكاذيب ووضع النقاط على الحروف والحقائق في نصابها لوضع حد لتشدق بعض أعضاء مجلس الأمن باتهام الحكومة السورية بارتكاب المجزرة وإظهار مرتكبيها متلبسين بجريمتهم اللاانسانية واللاأخلاقية في تواطؤ وتغاض فاضح عن الحقائق, والأهم أن هذه الاتهامات تؤكد فشل رهانات اللاهثين وراء إقامة مناطق عازلة للمعارضة وتدخل عسكري كما تشتهيه سفن هنري ليفي ومجموعة ما يسمى أصدقاء سورية في اسطنبول مروراً بدعوات دوائر التآمر العلنية لتسليح المجموعات الإرهابية على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يصم أذنه عن تقديمهم للعدالة لا سيما أن من بين هؤلاء أعضاء في مجلس الأمن عينه.
فما أخفقت دول التآمر في تحقيقه من خلال بعثة المراقبين التي تعاملت معها سورية بكل صدق وشفافية لتسهيل مهامها لم يرض دول التآمر فسارعت وبتنسيق جماعي الى إعادة البعثات الدبلوماسية في خطوة ترمي الى تصعيد الضغوط على دمشق بهدف النيل من معنويات الشعب السوري وإضعاف مقاومته وإدخاله في حالة من الإرباك والفوضى عن طريق بث الشائعات والتصريحات النارية والحرب الإعلامية التي باتت مستهلكة بازار المواقف السياسية والتصعيد الدبلوماسي حيال سورية..
لا شك أن سورية أبدت تعاوناً منذ أن وطئ المراقبون أرضها وقدمت التسهيلات دون قيد أو شرط ولكن ما يثير الاستهجان هو عدم التقدم في التعاطي الدولي مع الأزمة السورية في مجلس الأمن الذي يدعي الحرص على وقف العنف وإطلاق الحوار الوطني, بل على العكس فقد نأى بنفسه عن مطالبة الدول الداعمة للمعارضة لانخراطها في حوار مع الحكومة السورية لدعم أي تقدم في التعاطي مع الأزمة السورية في مجلس الأمن والتي باتت هذه الأزمة تختبر عهداً جديداً في العلاقات الدولية لا يقرأ إلا في سياق التآمر الدولي في محاولات يائسة لإسقاطها والنيل من قرارها السيادي.
aidaamali@Gmail.com