وقال نصر الله في كلمة له بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل الامام الخميني ندعو للحفاظ على وحدة واستقرار سورية ودماء جيشها وشعبها وحل الازمة من خلال الحوار بين جميع ابنائها، لدينا رؤية مما يجري في سورية وموقف نحن ندعو الى الهدوء والحوار والسلم والاصلاح والتعالي عن الجراح والحفاظ على وحدة سورية ووحدة شعبها ودماء جيشها وشعبها واهلها نحن قلبنا يحترق على سورية كما هو الحال عند اي سوري على سورية وكرامتها وموقعها وقوتها ورفاهها وامنها واستقرارها.
وبشأن قضية المخطوفين اللبنانيين في سورية خاطب نصر الله الخاطفين قائلا: هؤلاء زوار أبرياء يجب أن يعودوا الى أهلهم واذا كان لكم مشكلة معي فهناك الكثير من الوسائل والطرق لنحلها واذا كنتم تريدون الحل بالحرب فليكن واذا بالسلم فليكن واذا بالحب فليكن ايضا وأما أن تتخذوا من الابرياء رهائن من أجل حل مشكلة معينة بمعزل عن طبيعتها وحقيقتها فهذا ظلم كبير يجب أن تنتهوا منه .
ودعا نصر الله جميع اللبنانيين إلى مواصلة الهدوء وضبط النفس والصبر واعطاء الدولة الوقت لتتابع الموضوع وتصل إلى النتيجة وقال نحن منذ اللحظة الاولى لعملية الخطف التزمنا على المستوى السياسي سواء في حزب الله وفي حركة أمل ودعونا أهالي المختطفين وكل المحبين لضبط النفس والهدؤ والصبر وقلنا منذ البداية أن هؤلاء المختطفين مواطنون لبنانيون وبالتالي الدولة اللبنانية هي المسؤولة بالدرجة الاولى عن اعادتهم واطلاق سراحهم وكرامتهم وسلامتهم وامنهم ونحن جميعا كقوى سياسية وقيادات سياسية أو دينية نساعد الدولة ولكن هذه هي مسؤولية الدولة وبالفعل الدولة برؤسائها على المستوى الحكومي وعلى مستوى العديد من الوزارات والمؤسسات تعمل بجد في الليل والنهار من أجل ايصال هذه القضية إلى خاتمة طيبة.
واكد نصر الله ان المعركة مع العدو الاسرائيلي مستمرة ففلسطين ما زالت تحت الاحتلال ومقدسات المسلمين والمسيحيين فيها مازالت تنتهك وشعبا بكامله مازال مشردا ومعذبا في أرض الوطن وخارجه والآلاف من الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي والمئات من الشهداء ما زالوا في مقابر الارقام.
وقال نصرالله تحضرنا ذكرى النكسة في 5 حزيران عام 1967 واجتياح لبنان في 6 حزيران عام 1982 التي كان يسميها الاسرائيلي عملية الاجتياح وتدعو الذكرى الاولى والثانية الشعوب العربية والاسلامية وشعوب المنطقة إلى استخلاص العبر والدروس والاستفادة من كل التجارب وكل ما حصل من الالام والمعاناة والاخطاء والثغرات والنواقص والانجازات والايجابيات.
وأضاف نصر الله يستوقفني مشهد نعوش الـ 21 شهيدا فلسطينيا التي وزعت بالامس بين قطاع غزة والضفة الغربية ويمكن للانسان أن يقرأ أمام هذا المشهد الذي يجمع بين الحزن والاعتزاز رسائل كثيرة وأهمها رسالتان أولاهما الدلالة على وحشية هذا العدو الذي يحتجز أجساد الشهداء عمدا ليمس بمعنويات وعواطف ومشاعر وأحاسيس شعب بكامله ليشعره بالاهانة والاذلال وثانيهما الاضاءة على مرحلة قوية من تاريخ المقاومة الفلسطينية التي تميزت وما زالت تتميز بالاقدام والشجاعة والبطولة والعمليات النوعية والتصميم على مواصلة طريق المقاومة والجهاد مهما كانت التضحيات.
وتابع نصر الله اننا نستحضر رفات بقية الشهداء اللبنانيين الذين ما زالن رفاتهم في مقابر الارقام وكذلك قضية الاسرى اللبنانيين الذين يوجد نقاش حول حياتهم أو شهادتهم والتي قلنا انها مسؤولية الدولة ويجب أن تباشرها وعندما تلجأ المقاومة الي تحمل المسؤولية على هذا الصعيد انما يكون عادة بسبب غياب تحمل المسؤولية.
وأضاف نصر الله انه في ذكرى احتلال لبنان يجب أن نتذكر بقية أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الدولة والشعب وعاتقنا جميعا في تحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة.
واكد نصر الله أن التحدي الكبير أمام الشعوب العربية هو تحدي بناء الدولة وقال ان هناك تحديا اخر في بعض الدول كما نعتقد نحن وهو تحدي الاصلاح كما هو الحال في سورية أو في البحرين أو في أماكن أخرى ولكن نحن أيضا كشعب لبناني أمام هذا التحدي بدليل أننا حتى الآن في العام 2012 وكم مضى على استقلال لبنان ما زال الخطاب السياسي لدى الجميع فمنهم من يقول نريد دولة واخر يقول العبور إلى الدولة وثان يقول بناء الدولة وبالتالي بالمجمل هناك اجماع لبناني أنه لا يوجد لدينا دولة فعلية حقيقية وهذا ما يجب أن ننجزه ونقدم عليه .
ودعا نصر الله إلى ان تناقش طاولة الحوار المرتقبة في لبنان مسألة عقد مؤتمر حوار وطني شامل او مؤتمر تأسيسي وطني لوضع لبنان على المسار الصحيح وقال نحن اللبنانيين يجب ان نصل الي قناعة بان لبنان لا يتحمل تقسيما ولا فيدرالية فلبنان مستقبله هو مستقبل واحد وليبقى واحدا ويواجه كل أزماته ويحقق كل طموحات المجتمع اللبناني الحل هو في دولة وطنية حقيقية قوية فاعلة عادلة محترمة يحكم فيها القانون وليس العصبيات وليس المزاج الشخصي.