كما أن إدراك الرجل
بأنه قد أصبح زوجا وأبا يخلق في مسيرة حياته تركيبة معينة إذ إن مجرد إحساسه بأنه قد أصبح مسؤولا عن أسرة تنتظر قدومه يرغمه على أن يزداد إحساسا بالمسؤولية.
وللصغار طريقة عجيبة في حمل أكسل الآباء على الحركة وتنشيط العضلات فالأب الذي يحمل طفله على رأسه توددا إنما يحرق سعرات حرارية كما أن دفع عربة الطفل الرضيع في الحدائق العامة هو رياضة عظيمة وإلى جانب ذلك وتخطيا له فإن كثيرا من الآباء يقولون إنهم مضطرون إلى مراعاة اللياقة الصحية لأن وجود أطفال تحت رعايتهم يحتم عليهم الاعتراف بأنهم لا يستطيعون تحمل عواقب الكسل لذلك فهم مدركون لحاجتهم إلى العناية بأنفسهم اذا ارادوا ألا يحرم اطفالهم منهم.
لعله بدافع من الشعور (بالرجولة) وعدم قابلية الضعف أو بدافع من الخوف نجد أن الرجال عامة أقل استعدادا من النساء لعرض انفسهم على الاطباء لإجراء الفحوص الدورية السنوية وقد قام أحد الآباء بزيارة عيادة اختصاصي جلدي بعد أن قرأ المعلومات الطبية عن المشكلات الجلدية أثناء بحثه عن سبب الطفح الجلدي لابنته وبعد أن اطلع على هذه المعلومات أدرك أنه لابد من مراجعة اختصاصي الجلد من أجل تقصي طبيعة شامة مشبوهة على ظهره وحسنا ما فعل إذ إن الطبيب اكتشف اثناء فحصه أن لديه ارتفاعا في مستوى الكوليسترول.
وترى الدراسات أن الرجال الناعمين بحياة أسرية سعيدة مع زوجاتهم وأطفالهم يكونون أقل من سواهم تعرضا للمشكلات الصحية الناجمة عن الشدة وأقل إصابة بآلام صدرية وقلق وإنهاك وسوء هضم ودوخة.
ومن الآثار الإيجابية على أبوة الرجل رفع إحساسه بالاعتزاز وقيمة الذات وأن يمارس الأب دورا حميما في حياة اطفاله قد يحمله على التخلي عن القليل من الأمور التي كان يعتبر حاجاته ليندمج في حياة أسرته ويدرك بالتالي شعوره إزاء نفسه وإزاء النجاح الذي حققه بصفته والدا وبصفته شخصا فالطفل يعطي والده نظرة ايجابية إلى الحياة وترفع مزاجه لأن نظرة واحدة إلى طفل سعيد في البيت تملؤه بهجة لا نظير لها ومع أن الآباء قد يفتقدون شيئا من الحرية إلا أنهم في نهاية الأمر سيجدون كيف أن الأبوة ستمنحهم حياة أغنى من ذي قبل اذ سترغمهم على التفكير إلى ما وراء ذواتهم وهذا ما يعود بالعافية على صحتهم العقلية كما أن مراودة الآمال والأحلام بخصوص صغارهم يجعلهم أقوى أملا بالحياة.