مع أن الامتحان لم يأت على غفلة, لكن تعدد المنغصات والمشكلات يحرك الأجواء الساكنة.
لاحظنا ذلك خلال جولتنا إلى بعض الكليات فكل مجموعة من الطلاب نتوقف عندها,نجدهم يتحدثون فيما بينهم بأصوات عالية, فلم يكلفوننا مشقة الأسئلة التمهيدية.
في قسم اللغة الانكليزية كان الطلاب يقدمون مادتهم الأولى لهذا الفصل (مادة الترجمة) وكانت العبارة المتداولة بينهم لا الكتاب يفيد, ولا المحاضرات المصورة تفيد, لأن مقاطع الترجمة في الامتحان تأتي من خارج الكتاب ومن خارج النوط ويكون توزيع العلامات لهذه المادة غير منصف بالنسبة للأسئلة فيكف تكون ثلاثون علامة فقط للكتاب والمحاضرات و سبعون علامة هي للأسئلة الخارجية?. وهذا ما يفسر الأعداد الكبيرة من الطلاب الراسبين في هذه المادة والحاملين لها مقارنة مع مواد أكثر صعوبة منها.
لعبة الوقت والأتمتة
أما المشكلة الثانية التي تثير قلق الطلاب هي مشكلة الوقت القصير للأسئلة المؤتمتة.يقول الطلاب إن أطول وقت مخصص لمادة مؤتمتة تحمل 60 سؤالاً هو ساعة واحدة, بمعنى دقيقة واحدة لكل سؤال وبالطبع هذا لا يكفي طالباً بمستوى جيد أن يقرأ جميع الأسئلة ويترجمها فكيف به أن يحلها جميعاً.
ويضيف أحدهم: مثلاً اليوم وزعت الأسئلة بعد مرور 13 دقيقة من بدء الامتحان والسبب عدم وصول الأسئلة إلى الهنكارات حتى الساعة التاسعة إلا عشر دقائق وللأسف لم يعوض لنا الوقت سوى بخمس دقائق مع تعجيل المراقبين وهذا يعني من المستحيل إكمال الأسئلة أو توقع النجاح.
أسئلة كوكبية
وبما أننا نتحدث عن الأسئلة فقد قال لنا بعض الطلاب إن أسئلة الامتحان تأتي من فضاء آخر, مع أن الطالب مضطر لقراءة كتاب من 500 صفحة وأكثر ويضاف إليه الكثير من النوط المطبوعة ومع ذلك الأسئلة بعيدة عما يقرؤه, وربما يعتقد دكتور المادة أنه لا يوجد سوى مادته بهذا الفصل, أو أننا طلاب أتينا من إيطاليا أو أميركا لدراسة اللغة الانكليزية, وللأسف إذا طلبنا من أحد الاساتذة الإجابة عن الأسئلة التي وضعها هو في الامتحان فإنه لا يكلف نفسه عناء الإجابة.
طلاب الآثار
وما زلنا مع مشكلات الامتحان الانكليزي, فالعديد من طلاب قسم الآثار الذين التقيناهم أثناء تقديمهم لمادة الانكليزي المؤتمتة أكدوا أنهم يحملون هذه المادة منذ السنة الأولى ولنفس الأسباب السابقة,الأسئلة لاتأتي من الكتاب أو المحاضرات بل من معهد اللغات, رغم تأكيد الدكاترة بأنه يجب الالتزام بالكتاب وبالطبع هي أسئلة تعجيزية تشكل عائقاً كبيراً للنجاح.
الأرقام الامتحانية بورقة صغيرة
مشكلة يعاني منها جميع الطلاب مع بداية كل فصل امتحاني, وهي أن الجامعة تعلق ورقة كتبت عليها الأرقام والتي تحدد مكان الطالب في الهنكار أم في المدرج. وذلك قبل الامتحان بيوم أو بنفس اليوم. وتكون ملصقة على الحائط خارجاً ومعرضة للتلف أو التمزق. وبهذا اليوم وجدنا الازدحام الكبير والطلاب يبحثون عن أرقامهم منذ الساعة 8,30 صباحاً. فلماذا لا توزع في كل مكان في الجامعة وتوضع في لوحة إعلانات حفاظاً عليها من الضياع وفي وقت سابق للامتحان كي تمكن الطالب من معرفة مكان تقديمه للامتحان واختصارا للوقت وللازدحام.
كثافة المنهاج الألماني
طلاب اللغة يجدون المنهاج الألماني لغة جديدة, وهي مناسبة لطلاب السنة الأولى والثانية ولكن مشكلتهم تبدأ في تكثيف المنهاج في السنة الثالثة والرابعة والذي يكون بشكل كبير يصعب دراسته ومقارنه بالسنوات السابقة ويكون الانتقال من مستوى وسط إلى مستوى عال جداً وبشكل فجائي..وهذا يناسب طالباً يدرس الألمانية منذ المرحلة الابتدائية انتهاء بالمرحلة الجامعية.
محاضرات وزعت يوم الامتحان
أما طلاب اللغة الفرنسية فيعانون من كثرة المحاضرات التي تعطى قبل الامتحان بوقت قصير ما يتسبب بتأخير توزيع نوط عنها ولا يستطيعون الحصول عليها إلا قبيل الامتحان بيوم وأحياناً بنفس اليوم.
محمد -سنة رابعة قال: لدينا مادة للامتحان بها هذا اليوم وحالياً حصلنا على أربع محاضرات في نفس اليوم. وبالطبع لن نكون قادرين على دراستها وسيكون الاعتماد على الاجتهاد الشخصي.
مشكلة مزدوجة في قسم الجغرافيا
فطلاب السنة الثالثة والرابعة يعانون من مشكلتين الأولى تقارب أوقات امتحان بعض المواد. كأن يقدم الطالب مادة من السنة الثالثة محمولة ومادة من الرابعة بنفس اليوم. ما يضطره لإلغاء واحدة على حساب الأخرى. وأمنيتهم أن لا تشترك مواد الثالثة مع الرابعة. وشكواهم أن السنة الرابعة هي تخصص وموادها كثيفة جداً والثالثة هي سنة صعبة تعاني منها معظم الفروع في الكلية. أما الثانية هي المفاجآت التي تحصل أثناء الامتحانات كأن يأتي سؤال علامته عالية من قسم محذوف وغير مطلوب بالامتحان وذلك في مادة من المواد ما يسبب الرسوب بهذه المادة وبنسب عالية. ولماذا يضطر الاستاذ لفعل ذلك. يقول الطلاب لأنهم يريدون التخفيف من نسب النجاح.
عانينا من الغش بالموبايلات
عندما التقينا الدكتور أمين طربوش عميد كلية الآداب للسؤال عن التحضيرات الخاصة بالامتحان, لفت انتباهنا البطاقة الزرقاء المعلقة على جاكيته والتي تحمل اسمه وعمله (تعرف به) وكان ذلك مفتاح الحديث معه, إذ قال: طبقنا هذا العام بطاقات التعريف, تفادياً للفوضى داخل القاعات. وهي بطاقات يعلقها العميد ونائب العميد, والمراقبون ومشرفو القاعات والدكاترة, وكل من لا يحملها, ليس له علاقة بالقاعة الامتحانية.
وفي هذا العام أيضاً منعنا إدخال الموبايلات نهائياً, تحت طائلة العقوبات فمن نجد معه (من الطلاب داخل القاعة) موبايلاً مغلقاً يحرم دورتين امتحانيتين, ومن يحمل موبايل مفتوحاً يحرم أربع دورات.
وذلك لأننا في الدورات السابقة عانينا الكثير من هذا الموضوع, فقد كان الطلاب يتصلون فيما بينهم أو مع الخارج من خلال السماعات وكانت الأجوبة تنتشر خلال ربع ساعة وتباع. ولهذا حاولنا أن نأخذ كل الاحتياطاات لهذا الموضوع.
ويتابع عميد الكلية حديثه قائلاً: في هذا العام وزعنا أسماء الطلاب عن طريق الحاسوب وأعطينا لكل سنة من السنوات حرفا معينا, ورقما معينا حتى لا يتكرر الحرف أو الرقم, وقمنا بتعليق مسودة الامتحان قبل الامتحان بعشرين يوماً حتى يتمكن الطلاب من تنظيم موادهم وتفادياً لمصادفة مقررين في وقت واحد.
كما قمنا بتوزيع التعليمات على جميع القاعات الامتحانية والهنكارات ليقرؤها جميع الطلاب, ونحن نتمنى أن يتعاون الطلاب معنا بالأمور الانضباطية ولا نريد منهم أكثر من ذلك.
47 ألف طالب يمتحن في كلية الآداب
وعند سؤالنا له عن كيفية توزيع الطلاب والهنكارات, وموضوع المراقبة ووقت الامتحان, والأسئلة قال:
لدينا 47 ألف طالب يتقدم للامتحان في كلية الآداب هذا العام, يضاف إليهم طلاب التعليم المفتوح. في حين عدد الموظفين في الكلية لايتجاوز ال 147 موظفاً فقط, لهذا نحن نستعين بطلاب الدراسات العليا من أجل المراقبة, وهم ملزمون جميعاً بالمراقبة, ونحن قسمنا الكلية إلى سبع قطاعات, لكل قطاع حددنا مسؤولا أو رئيس مركز لكي تنحصر المسؤولية والخدمات, كما قمنا بتوزيع آلات تصوير على كل هذه المراكز لتلافي أي نقص في الأوراق الامتحانية.
وبالنسبة لوقت الامتحان, بشكل عام هو ساعتان للكتابي, أما المؤتمت فيحدده أستاذ المقرر.
المحاضرات المصورة مخالفة للقانون
لا يوجد ما يسمى بالنوط أو المحاضرات المصورة وهي أشياء دخيلة على الكلية, نحن نعتمد الكتاب الجامعي ولا نعترف بالأملية أو النوطة, لكن مع الأسف هي منتشرة على مستوى الجامعة كلها في الطب والعلوم والهندسة والآداب.
ومثلاً أنا دكتور مادة لطلاب الدراسات, تفاجأت أن هناك نوطاً تباع لمادتي. أما ما يقوم به بعض الدكاترة من مطالبة الطلاب بالمحاضرات التي أعطوها خلال الفصل والتي تدفع هؤلاء الطلبة لتصويرها وشرائها, فإن الأمر مخالف للقانون. ويحق لاستاذ المقرر الخروج عنه بحدود 25-30% فقط, أو أكثر فإن الموضوع مخالف للقانون الجامعي.
وماذا عن مشكلات اليوم الأول? يؤكد عميد الكلية أنها كثيرة لكن أغلبها يتعلق بتأخر الطالب عن القاعة الامتحانية, لأن معظمهم يأتي قبل بدء الامتحان بدقائق قليلة, فلا يكفيه الوقت للبحث عن رقمه واسمه والقاعة الامتحانية, ولهذا يكون الضغط كبيرا أمام اللوحة الامتحانية. وعليه نحن هذا العام أخذنا قراراً بعدم إدخال أي طالب إلى الامتحان بعد توزيع الأسئلة والأوراق الامتحانية.
أما المشكلة الثانية فهي حالات الغش التي تبدأ منذ اللحظة الأولى للامتحان وما يتبعها من منغصات.
طلاب الحقوق ورياضة الركض
وفي كلية الحقوق يمارس الطلاب مقولة في الحركة بركة لأنهم وعلى حد تعبيرهم كل يوم في قاعة شكل وفي كلية شكل. ويبدأ الركض قبل موعد الامتحان بساعة وأكثر لأن غالبية الطلاب لا يكونون قد دخلوا هذه الكليات أو القاعات سابقاً. فهم يوماً في الفنون, ويوماً في الاقتصاد وآخر في الهندسة والعلوم وهكذا.
أما المشكلة الأهم أنهم لا يجدون نتيجة من وراء هذا الركض ولا من قراءة الكتب الملزمين بقراءتها والتي تتجاوز صفحاتها ال 500 وال 600 صفحة, لأن دكتور المادة لا يتمكن من تصحيح الأوراق جميعها لضيق الوقت ولكثرة عدد الطلاب, ومن يكتب ب 80 علامة قد يحصل على علامة ال 50 . وهم في امتحانهم لليوم الأول (مادة عقوبات فصل ثاني) يوجد 3000 طالب متقدم للامتحان والمطلوب دراسة الكتاب كلمة كلمة (بدقة شديدة) وهذا بحد ذاته يجعلنا نشعر بالظلم والخوف حتى قبل البدء بالفحص.