في حياتي العملية
أسئلة تدور برأسي هل سيتحقق حلم من أحلامي? هل سأعمل العمل الذي نلت الشهادة الجامعية من أجله?
هل سأصطدم بعوائق حذرني منها من سبقني ? هل سأصمد أثناء محاولاتي تجاوز العقبات أم أني سأتحول تدريجياً الى موظف حياته روتينية ينتظر نهاية الشهر ويعد الأيام لتنتهي سنوات خدمته?
هذه بعضٌ من هواجس سردها (ياسر ريحاوي) عندما عين في احدى المؤسسات بعد تخرجه من كلية الهندسة ما يدفع للتساؤل ماذا يعني أول يوم في العمل?
هل هو تحقيق حلم أم أنه تجربة ?وهل سيعلقون عليه الآمال الكبيرة أم أن الخيارات ستكون متعددة في حال استطاع الشباب تذليل العقبات الأولى في أيامهم الأولى في العمل?.
الفشل كما النجاح
من المهم ألا يكون الحلم واسعاً فالفشل كما النجاح موضوع وارد ولامعنى للخوف منه, هكذا اخبرني جواد معلا متحدثاً عما انتابه في أول يوم عمل فبالرغم من شهاداته التي يحملها من لغات ومحاسبة وبرمجة إلا أنه لم يستبعد التعثر من حساباته لكن ليس ذلك الفشل الذي يهزم بل هو بمعنى ألا تنطبق توقعاته مع ما سيصادفه في هذا العمل الجديد.
فالمجتمع ليس مثالياً وبالتالي لن يحلم بأنه سيعمل بجو مثالي,وهذا ما وضعه نصب عينيه في أول يوم عمل له ما ساعده على أن تصبح جميع أموره على مايرام.
وها هو الآن وبعد خمسة أشهر يستلم مركزاً لا بأس به في الشركة ولو أنه وقف عند العقبات التي صادفته لترك منذ اليوم التالي.
أما سعيد صطوف فكان أول يوم له وحتى أول شهر نكسة , شعر أن جميع أحلامه وما سهر لأجله الليالي سيتحطم في هذا العمل الذي كان بعيداً تماماً عن حلمه لكن بالصبر والتروي الذين نصحه بهما والده غير حلمه,وأحب فرصة العمل التي حصل عليها فطبق مايقوله المثل إن لم يكن ما تحب فأحبب ما يكون وقال ? أن هذا في البداية صعب لكن الحياة تحمل الكثير من المفاجآت قد تجعلنا نغير أحلامنا أو نكتشف أن هنالك أشياء ربما أجمل من احلامنا واوسع منها لكن يجب ان نعطي لانفسنا الفرصة لاكتشافها.
تتحدث ريتا دونا عن أول يوم بالعمل قائلة: لقد كان بالفعل مفاجئاً لي فلم أتوقع أنني سأصدم بالروتين القاتل من اليوم الأول عندما كنت أتابع كتاب مباشرتي بالعمل بالاضافة الى نوعية العمل الذي وضعوني به فدراستي علوم طبيعية وعملي كان في قسم المالية.
وقررت من يومها أني سأترك العمل وها أنا في سنتي الثانية وما زلت أعمل العمل نفسه وأعتقد أنني لن اتركه فلا توجد خيارات أخرى.
أما توفيق محسن فكان أول يوم للعمل له هو اليوم نفسه الذي قرر به أن يهاجر فلا معنى للعمل في مكان يراه يكبت كل طموح ففي داخله تغلي الأحلام والأمنيات والمكان الذي عمل به مغاير لكل ذلك وهو الآن ينتظر الفيزا الى كندا لن ينتظر أن يشيب شعره وهو في المكان نفسه.
أحلام كثيرة وأمنيات أكبر من أن يسعها مكان واحد لكن التجربة وحدها هي التي تقرر المناسب فما بين الدراسة والعمل وما بين الطموح والواقع يقف الشباب اما بيأس ليقرروا الهجرة
هرباً أو ليقفوا بقوة ليغيروا خط السير كله اما باعادة التفكير بطريقة حلمهم أو للخوض في الفرص المتاحة للتغيير بأيديهم ومواجهة الصعوبات بصمود واصرار .