كوني امرأة الألوان بمثل هذه الكلمات الجميلة وما يشبهها تتم مرافقة اعلانات الموضة والأزياء فكيفما تحرك الشباب يجدونها قد تكون في الصحف في الاعلانات الطرقية في الفضائيات حيث الاهتمام والبهرجات الاعلامية,كما أنه تتواجد فضائية خاصة بعالم الأزياء والتجميل على مدى الأربع والعشرين ساعة, هل يتوافق كل ذلك مع الوضع المادي ومقدرة الشباب على مسايرة الموضة وهذا العالم الوردي الجميل? ألا يشكل له استفزازاً? ألا يتعلق كل ذلك بنهم الشركات للبيع والربح?..
فلا نعجب اذا رأىنا شباب يرتدي بنطالاً من الجينز الممزق عند الركبة وآخر مرصع بدبابيس المعادن وغيرها واذا ما سألته فإنه يستهجن السؤال.
وربما هذا مقبول إذا كان معتدل لأنها حيوية الشباب لكن اللحاق بالموضة أصبح هاجساً عند البعض من الشباب متذرعين بكونها أحد المعطيات التي تساعد على التوازن في مجتمع باتت المظاهر فيه هي الأهم فكثير من الفتيات أكدن أنهن يتبعن الموضة حتى لايبدون غريبات عن المحيط ما يرتب عليهن الظهور بمظهر لائق في الشكل ومنه على حسب قولهن النجاح في الحياة ماذا يقول الشباب في هذا السياق مثلاً فراس ضمان قال: اتباع الموضة حالة طبيعية وما المانع من ذلك فهي تحقق للشباب الشعور بالراحة والقبول عند الآخرين فاختار الموضة المناسبة البعيدة عن المبالغة والتي تليق به كشاب وطالب .
وليس من الضروري للفت نظر الجنس الآخر وانما نعرف من أنفسنا كيف نعلق على الشباب الذين لا يهتمون بهندامهم فهم يظهرون أيضاً كما المستهترين بمحيطهم.
اتباع الموضة قد يكون في بعض الأحيان تعبيراً عن حالات نفسية كما تقول مي درويش : الاعتناء بالمظهر يعني الاطلالة الاجتماعية الجميلة من جهة ومن جهة ثانية يشعرني بالثقة بنفسي والاستقلالية كشابة خرجت الى الحياة تختار أشياءها بنفسها,وإن قلنا بأن الاهتمام بالموضة والمظهر الجميل حالة سلبية فإننا نكذب على أنفسنا,وقد وصل الاهتمام بالشكل الخارجي الى درجة اعتبارها كشروط في بعض مجالات العمل ونحن ندرك ونعرف تماماً بأن الكثير من النجاحات . ولو كانت الصعيد الشخصي كان جواز السفر المظهر وحتى على الصعيد المهني فإنه يوحي بالشخصية المتماسكة والواثقة.
سألنا الشاب سامر جمال فارس /خياط ت
فحدثنا من خلال تجربته مع الشباب قائلاً:ضروري الاهتمام باللباس لكن ليس الى الحد الذي نراه حيث نشهد اهتمام الشباب الذكور أحياناً يتفوق على اهتمام الصبايا فهذه المبالغة تعبير عن نقص في الشخصية وهناك أىضاً التقليد للأغنياء في اقتناء الملابس والظهور بمظهرهم خصوصاً إن محلي في بيئة شعبية فألحظ أن الموديلات المطلوبة والصرعات يتقلدون بها حارات معروفة بارستقراطيتها فأي انسان يهتم بالمظهر ,لكن من المؤكد ذلك يتبع لتفكير الانسان وتربيته وتأثير الأهل عنده علينا ألا نضغط على الشباب في أشياء يمكننا تحقيقها لهم,مثلاً أحد الصبايا تأتي برفقة والدتها الى المحل وتطلب موديلات تظهر أنوثتها بينما والدتها تصر علي دائماً بالتغيير والتفصيل دوماً الموديل الفضفاض لكن أتبع رأي الصبية حتى لا أخيب رغبتها لأنه يجب مراعاة هذه الشريحة في مثل هذا العمر.
وأقول أىضاً في هذا السياق إن لهاث الشباب وراء الماركات تعرضهم للخداع مثلاً أحدهم اشترى بنطالاً بسعر مضاعف على أنه ماركة في حين جلبه أحد رفاقه من على البسطة بسعر زهيد رغم أنه نفس الماركة وهذا ما يدعو للحيرة أىضاً أين الضوابط لمثل تلك القصص..?
صاحب محل ألبسة الشاب يامن جوهر قال:جميع الشباب في عمر معين يطلبون الموضات والصرعات وهذا ليس بمستهجن .
و أحاول تأمين ما يريدون ولا أرى أي سلبية في هذه الحالة فلعمرهم خصوصية يجب مراعاتها . الموضة الدارجة والتعامل معها بشكل متوازن قد تكون حالة طبيعية لكن ملاحقتها المسعورة وبالشكل المبالغ فيه قد يقرأها علم النفس بشكل مختلف,كما أكد الأستاذ الجامعي عادل رحومة علم نفس في إحدى محاضراته فقال: أمام انسداد الأفق واليأس في امكانية تبوء موقع في مجتمع المحظوظين يختار الشباب بدل الجهد والتعب لاقتناص لمتعة فورية بدل التخطيط للمستقبل خصوصاً أن الشاب ما زال قريباً من حياة التلمذة فتنمو عنده نزعة
أقرب الى العدمية يستمد سلوكها من خارج ثقافته ويتغذى من كل ألوان الموضات وصرعات الشباب .
كما يتمسك بطقوس تعبيرية في المظهر لأن المظهر هو شكل من أشكال التواصل مع المحيط وحدها نظرة الآخرين من خلالها نعرف أنفسنا فيتخذ الشاب جسده فضاء تعبيرياً تواصلياً مع الآخر.
هناك موضات دورية وماركات عالمية معممة تفرض نفسها ويتصدى لها المولع بمظهره غير أن هذه النزعة الإغرائىة تتخذ صفه شبه قدرية من حيث إلزامية التقليد والزامية التماثل مع الآخرين ومجاراتهم مهما كلف الأمر.
هنا يكمن التحكم في استراتيجيات المظاهر ضد قوة الوجود والواقع والجسد أنسب مجال لمسرحة الذات اثبات حريتها من خلال الموضات والصرعات وقطع الثياب الفريدة ويكسب الذوق هنا صفة الفرجوية وإن كان ذلك تواصلاً نزاعياً على مستوى الشكل لكنه تعبير واضح عن مقاومة طقسية وحل رمزي لكثير من المشكلات والأزمات الشبابية والتي تتحلى بأشكالها المختلفة, إن شئنا أو أبينا وذلك بفقدان البديل الحقيقي نفسياً ومهنياً وثقافياً.