تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العقوبات لا تضر إلا بالشعوب

هيرالدتريبيون- بقلم الرئيس السنغالي عبد الله واد
ترجمة
الأربعاء 2/1/2008
ترجمة ليندا سكوتي

شكل حضور رئيس زمبابوي (روبيرت موغابي) مؤتمر القمة الإفريقية- الأوروبية المنعقدة مؤخرا في لشبونة أثرا سلبيا على أجوائه حيث قاطعه رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون وجعل المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تهاجم نظام موغابي وتبعها في ذلك القادة الأوروبيون.

في الأمس القريب عمد عدد من الدول الغربية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على زمبابوي بدعوى تلاعب الإدارة في هذا البلد بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2002 وانتهاكها حقوق الإنسان من خلال الممارسات والاجراءات التي اتخذتها ضد المعارضة السياسية ومصادرتها لملكيات البيض من الأراضي.‏

إثر زيارتي لزمبابوي ولقائي موغابي تكونت لدي القناعة بأنه قد آن الأوان لإعادة النظر بالعقوبات المفروضة على هذا البلد وإن الاتحاد الأوروبي وافريقيا قادران على انهاء ما حدث من ظلم دون اعتماد العقوبات أسلوبا في معالجته.‏

وفي واقع الأمر فإن قولي هذا لا يعتبر استهانة بخطورة المعضلات ولا يقلل من أهمية إصرار براون على دفع زمبابوي إلى مسار الديمقراطية اسوة بالكثير من الدول الإفريقية الأخرى لكنه يعبر عن اعتقادي بعدم جدوى العقوبات المفروضة في تحقيق الأهداف المرجوة التي كان على الدول الأوروبية ألا تتخذها بشكل عام لما لها من منعكسات سلبية على المواطنين الذين نرغب في حمايتهم كما هو الحال بالنسبة لشعب زمبابوي.‏

إن التأثير العملي لعقوبات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة سيفضي إلى تعزيز موقف موغابي وسينعكس سلبا على الطبقات المتوسطة والفقيرة في ضوء التنامي الكبير للآثار التضخمية في زمبابوي التي بلغت 8000% كما أن عدم الاستقرار الاقتصادي سيقود إلى زيادة بؤس فئات كثيرة من الشعب (باستثناء فئة قليلة من ذوي الحظوة) حيث بدا ذلك جليا بهجرة الكثير من العقول والمواطنين الذين يعيش ما يزيد على 3 ملايين منهم في بريطانيا ومازال الطلب للحصول على تأشيرات السفر يتزايد بشكل مستمر يضاف إلى ذلك إحجام المستثمرين الأجانب عن الاستثمار فيه بعد أن فرضت عليه العقوبات, وبتقديري فإنه من المفضل لمعالجة هذا الواقع قيام الدول الإفريقية بالسعي لحل معضلة زمبابوي وذلك بالعمل على رفع العقوبات أو تأخير تنفيذها كي يستطيع القادة الافارقة اجراء مفاوضات لتطبيع العلاقات مع هارير.‏

وفي هذا السياق كتبت إلى رئيس الاتحاد الإفريقي رسالة دعوته فيها إلى تشكيل لجنة من خمسة رؤساء لدول إفريقية بهدف المساعدة على تطبيع العلاقات بين زمبابوي وبريطانيا.‏

لم يتدخل القادة الأفارقة مع موغابي في بداية الثمانينات للمساعدة في حل المعضلات الناجمة عن مرحلة ما بعد الاستعمار وخاصة ما يتعلق منها بملكية الأراضي وكان لزاماً على المجتمع الدولي التدخل لحل مشكلة ملكيات البيض من الأراضي لكن الجميع أحجم عن التدخل تحسبا من تحمل أي مسؤولية لجهة منح تعويضات لملاك الأراضي عما تمت مصادرته.‏

ونافلة القول:إن زمبابوي تواجه مصاعب جمة لكن موغابي بدأ بفتح الباب للتفاوض, لذلك فإن الاستمرار بالعقوبات وفرض العزلة لن يؤدي إلا إلى إغلاق هذا الباب زيادة في معاناة الشعب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية