تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كاسندرا... ماغي فرح?!

كتب
الأربعاء 2/1/2008
لينا هويان الحسن

من مكملات ( البرستيج) لدى معظم المثقفين الاستهزاء بكتب الفلك والابراج وإلى ما هنالك من محاولات التكهن بالمستقبل.

فإضافة للمعدات اللازمة لتصبح مثقفاً - حمل الغليون والجريدة , حتى لو بالمقلوب, لابد من كيل الشتائم وبالجملة, للمنجمين وكأن كل بقية البشر بانتظار اكتشافاته الخارقة بشأن التنبؤ وكأن الفراعنة الذين أرسوا أسس الابراج الاثني عشر كانوا بحاجة لعبقري متثاقف ليقنعهم بسخافة أفكارهم كذلك ليثني كليوباترا عن بناء معبد ( دندرة) الذي احتوت قبته على اول تدوين لدائرة الافلاك زودياك... أيضا السومريين والهنود والاشوريين واليابانيين والصينيين والهنود الحمر.. كل هؤلاءكان عليهم ان يستمعوا الى رأي المثقفين ليقلعوا عن ممارسة فضول التكهن بالقادم ..‏

رغم كل شيء اسمعوا هذه الحكاية:‏

يروي التاريخ بصيغة الاسطورة : ان الاميرة كاسندرا ابنة بريام ملك طروادة وشقيقة باريس الذي اقدم على اختطاف الملكة هلينا الاسبارطية ونشبت الحرب الشهيرة التي كانت نتيجتها دمار طروادة وسبي اميراتها وقتل امرائها .. كاسندرا هذه هام بغرامها الاله أبو لو الذي من ميزاته اضافة الى كونه إلهاً للضوء والشباب والموسيقا والشمس كان هو كاشف الغيوب ويمتلك مفاتيح العرافة وكاسندرا الجميلة لم تكن تبادله اعجابه إلا أنها سايرته على أمل تتعلم سر التنبؤ. كانت تريد أن تكون عرافة ولانه كاشف لما تخبىء القلوب ايضا. كشف سرها وأراد ان يعاقبها بطريقة بالغة الدهاء. وكان ان منحها القدرة على التنبؤ كما كانت تريدوماذا رأت? : رأت شقيقها هكتور مقتولا برمح اخيل وزوجته اندروماك سبية ووالديها مضرجين بدماء الموت والقصر يحترق ورأت نفسها اخيرا سبية لملك الاغريق وقتيلة بيد زوجته الغيورة?! ابصرت كل ذلك قبل عشر سنوات من حدوثه وعاشت ألم انتظار الكارثة وروت لاهلها ما رأت فكذبوها. فلتهنئي اذن كاسندرا بنت بريام...!!‏

هكذا هوميروس سرد لنا بإلياذته حكاية كاسندرا لكي يقول لنا بأسلوبه الحاذق: أن لا تعلموا الغيب ذلك افضل لكم .. لكنه ايضا يعلم ان الفضول من ميزاتنا كبشر... لهذا كان كتاب ماغي فرح ضمن مشترياتي من الكتب لهذا الشهر.. رغم قناعتي بجدوى ان نعرف اقدارنا هذا اذا توفر العراف الموهوب .‏

linahawyane@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية