والتي تعتبر بحق جلسة حوارية بامتياز ليسألني :(قرأنا في الصحف أن مجلس الشعب ناقش مع وزراء الإسكان والتربية والتعليم العالي والصحة قضاياكثيرة أريد أن أسألك أولاً ماذا قال وزير الصحة وهل موضوع الضمان الصحي على نار ساخنة كما تقول الحكومة عن أمر عندما تسأل عنه?!!
وراح يتحدث عن وضعه الصحي وفهمت منه أنه راجع خلال سنوات مرضه مشافي وعيادات كثيرة وخلص إلى أن مشافي الدولة تضم خيرة الأطباء والأجهزة والممرضين والممرضات وأن الخدمات التي تقدمها هذه المشافي إلى المواطنين كبيرة وأنها في رأيه أفضل وأكثر نجاحاً مما تقدمه المشافي الخاصة والعيادات الخاصة التي تمد يدها إلى جيب المريض قبل أن تقدم له شيئاً..ولكن?!...
وأبو محمود يأخذ على مشافي الدولة بعض الملاحظات وتمنى علي أن أقوم بطرحها من تحت قبة البرلمان أو نقلها شخصياً إلى السيد وزير الصحة.
يقول أبو محمود :(يا أخي ..والله عندما تتوفر للمريض توصية ممن يعمل في المشفى أو توصية من صاحب نفوذ تصبح الخدمات المقدمة للمريض من أفضل الخدمات في كل مشافي الدنيا أما المريض الذي لايعرفه أحد ولايوصي به أحد لن يكون محظوظاً لاهو ولاأهله معه وله الله,لاأستطيع أن أعمم ولكن هذا واقع)... وتابع متمنياً (ليت إدارات المشافي تعتبر توصية مع كل مريض إن لم تكن من صاحب نفوذ فليكن من ضمائرهم ومهمتهم الإنسانية وأرجو من مديري المشافي والذين أحبوا الجلوس خلف طاولاتهم التنبيه على الممرضين والممرضات تشذيب كلماتهم وتعاملهم مع المريض وذويه لأن المريض وذويه يحتاجون إلى الكلمة الطيبة نظراً لوضعهم النفسي بشأن مريضهم مع ضرورة التأكيد على مسألة العناية بالنظافة من مدخل المشفى إلى غرف العمليات وأمر آخر ...ضرورة التنبيه على من يقدم وجبات الطعام للمرضى أن يقوم بتقديمها بنفس راضية وليس كمن يعطي شحاذاً رغيف خبزفالمريض يأكل من فضل الدولة وليس من حسابه)
وطالب بأن يتم إصلاح أجهزة التصوير الشعاعي والمخبري عند حدوث عطل فيها فأكثر هذه الأعطال يتأخر إصلاحها وربما كان بعض أصحاب هذه العيادات من العاملين في المشافي نفسها ومن مصلحتهم بقاء الأعطال أطول وقت ممكن.
ثم سأل عن الضمان الصحي وعن مضمون حديث وزير الصحة.
خلال هذه المدة تجمع بعض من أعرفهم فاتجهنا إلى مقهى قريب.
وبدأت أتحدث عن جلسة الخميس التي وصفها رئيس وأعضاء المجلس بأنها جلسة حوار حقيقي مع الحكومة وقال السيد رئيس المجلس إنه سيعمد في العام الجديد إلى فتح حوارتحت قبة البرلمان مع كل وزارة على حدة.
أتوقف في هذه النافذة عند إجابات وزير الصحة على أسئلة السادة أعضاء مجلس الشعب يقول السيد وزير الصحة :(ماتم من إنجاز في المجال الصحي كان أشبه بالحلم في الثلاثين السنة الماضية حدث تطور كبير في انتشار المراكز الصحية والمشافي ,في العامين الماضيين تم افتتاح (61) مشفى في الخطة العاشرة التي نحن الآن بصددها سيكون لدينا مركز صحي لكل (10) آلاف مواطن في الأرياف ومركز لكل (20) ألف مواطن في المدينة وسيكون لكل »600) مواطن سرير وسيكون لدينا منظومة إسعاف سريع في هذا العام سيتم شراء »85) سيارة إسعاف وهناك »165) سيارة ستقدم من مؤسسة الجايكا اليابانية وسيتم افتتاح مشاف تخصصية سيكون هناك مركز لجراحة القلب في دير الزور وفي طرطوس ومشفى جديد للتوليد واخر للأمراض العصبية وثالث للعظمية في دمشق في عام 2010 سنحقق النورم العالمي وسنطبق نظام الإحالة في خمس محافظات بحيث ترتبط كل أسرة بمركز صحي وهذا المركز يحيل المرضى إلى العيادات التخصصية وسيكون لكل نصف مليون عيادة تخصصية شاملة لدينا الآن 13 عيادة وسيكون لدينا 16 عيادة أخرى إضافة إلى شبكة معلومات واتصالات سنبدأ بتشغيلها في عام 2008 تؤمن الإحصاءات والبيانات وتستطيع رصد الأمراض الوبائية والأمراض الجديدة.
وعن قانون الضمان الصحي أجاب كان لدينا قانون في عام 1979 ولكنه توقف لأنه لم يكن مدروسا بشكل كاف ,الحكومة تنظر إلى هذا الأمر بجدية لهذا تقرر إحداث لجنة وزارية مكونة من وزير المالية ووزير الصحة ووزير الشؤون الاجتماعية وكانت وزارة الصحة درست الموضوع بكل أبعاده بما فيه التأمينات الاجتماعية وبعد أن تم إحداث هيئة للتأمين ودخلت شركات التأمين الخاصة وزعت أعمال هذه اللجنة وأعدت مشروعاً ودراسة جديدة ورفعت إلى اللجنة الوزارية والتي ستجتمع لدراسة ماتم إنجازه.
أتوقع خلال الأشهر الثلاثة ان نقدم الرؤية الكاملة إلى رئاسة مجلس الوزراء وننظر إن كان سيعهد به إلى وزارة الصحة أم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية أم إلى هيئة مختصة والضمان الصحي يجب أن يتم بشكل تدريجي وأرى أن نبدأ مثلا بشريحة المعلمين ثم ننتقل إلى العاملين في الدولة ثم إلى المتقاعدين ومن ثم إلى المواطنين جميعهم عبر اشتراك ضمان شامل فالأمر في اهتمام الحكومة والقيادة السياسية وأعد أننا في نهاية هذا العام سننجز مشروعاً متكاملاً للضمان الصحي...أبو محمود استوقفني ليقول لي »ثلاثة أمور هي الأساس في حياة كريمة كرامة مصانة, ولقمة شريفة وعناية صحية ترعاها الدولة) ثم سألني :
»مارأيك بفنجان قهوة ساخن?)
سألته:»هل القهوة ضارة أم مفيدة للصحة)
ضحك وبدا مرتاحاً لماقلته:»كل شيء باعتدال مفيد).