محبة الآخر..?!..محبة العمل?!.. محبة المؤسسة أو الجهة التي نعمل بها, ويفترض أننا ننتمي إليها وهي بعض مؤسسات الوطن?! أم أن علاقاتنا بالآخر لا تزال محكومة بالأنانية, ومحاولة تدمير هذا الآخر لسبب أو لآخر قد يكون من بينها أنه يشكل خطراً وظيفياً علينا فنعمل على إبعاده, أو أنه يشغل موقعاً نريده لنا..?! وكذلك علاقاتنا بعملنا تتراجع ولم تعد تربطنا بمؤسساتنا إلا العلاقة المادية, أو المالية فنبحث فيها عن عوائد شخصية نجنيها أو مكاسب خاصة نعمل للحصول عليها وكأنها فرصة لتحقيق أقصى ما نستطيع من منافع!!..وربما يعيش بعضنا حالة اغتراب عن الجهة التي يعمل فيها بسبب تهميش أصابه, وإبعاد عن العمل يمارس بحقه!!
بمعنى آخر, ورغم أن الأعياد هي أعياد محبة تعمر فيها النفوس وتنبض القلوب, وتنشر الفرح لكنها تكاد تمر عندنا مرور الكرام إلا من بعض عبارات مجاملة بتمنيات نقصدها أو لا نقصدها, نرددها لبعض من نلقاه, أو نكتفي بإرسالها لبعض المعارف وحتى الأقرباء عبر هواتفنا المحمولة!!
فهل هي ضغوط الحياة التي غيرتنا?! أم هل هذا بعض ثمن الحضارة أو البعض الحضارة التي غزتنا?!
ربما تكون هذه وتلك قد أصابت نفوسنا وعلاقاتنا, فأفسدت تلك وتعمل على تدمير هذه?!
دعونا نعترف بشفافية, هل انعكست قيم أعياد المحبة هذه على علاقاتنا بزملائنا, فصرنا أكثر صدقاً معهم وأكثر إصراراً على العمل كفريق عمل يخدم بلدنا?! أم أننا ما زلنا نشتغل ببعضنا أكثر ما نشتغل بشغلنا?!
وهل صرنا أكثر ارتباطاً بمؤسساتنا التي نعمل بها وننتمي إليها فازداد إخلاصنا لها من خلال تجويد عملنا, أم أن علاقتنا بها تصير يوماً بعد آخر علاقة مادية بحتة فنحسب ماذا نجني من وراء كل عمل أو قرار?!
فلنعمل على تكريس قيم الأعياد الإيجابية وهي كلها إيجابية وفي طليعتها قيم محبة الآخر..محبة العمل..محبة الوطن..