وأضافوا أنه رغم أن هذه الآلية تشمل عوامل مورثة معقدة, إلا أنها ككل ينظمها حامض نووي وحيد, وأن هذا الحامض النووي يخضع لتحوير يتسبب في سلسلة تفاعلات متتالية لها علاقة بتنظيم عمل الجسم.
وجد العلماء أنه إذا ما تمت عرقلة عملية التحوير هذه بأي شكل من الأشكال تتوقف سلسلة التفاعلات هذه ما يؤثر في انتظام عمل وظائف عديدة في الجسم.
ويقوم العلماء حاليا بدراسة الأجسام المضادة التي يمكن أن تؤثر في هذا الحامض النووي.
ويؤمل أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى انتاج عقارات أكثر نجاعة في علاج الأرق وغيره من الأعراض المتعلقة بالنوم.
والساعة البيولوجية للجسم آلية شديدة الحساسية قادرة على استشعار التغيرات في البيئة المحيطة به, وتقوم بتنظيم عدد من وظائف الجسم المتباينة كالنوم والتمثيل الغذائي والسلوك. ويقدر بأنها تقوم بتنظيم عمل ما يصل إلى 15% من المورثات في الجسم.
ويؤثر الاضطراب في نظام هذه الوظائف بشكل كبير في صحة الإنسان, ويمكن ربطه بالأرق, والاكتئاب, وأمراض القلب, والسرطان, واختلال الجهاز العصبي.
وقد مكنت تقنيات البيولوجيا الجزيئية العلماء من فهم الآلية التي تعمل بها تلك الساعة العجيبة, فمن خلال الأبحاث التي أجريت على ذبابة الدروسوفيلا تبين أن لحظة الصفر في الدورة اليومية تبدأ عند الظهر; حيث تبدأ عملية نسخ الجينات المسؤولة عن تكوين مركب حساس للضوء, ويظل النسخ مستمراً حتى ما بعد الغروب مباشرة لتبدأ عملية ترجمة الجينات المنسوخة إلى بروتينات تتحد لتكون المركب الحساس للضوء, وعند الفجر يعمل الضوء على تفكيك هذا المركب الحساس; فيفقد فعاليته تدريجيا, وعند الظهر يفقد فعاليته تماما وتبدأ الخلية في عملية النسخ من جديد.