فلسطين , العراق , لبنان وكأن الامور تراوح مكانها مع انسداد الافق أمام انبعاث حل سياسي جدي يفضي الى الانعتاق من الاحتلال والهيمنة الاجنبية .
وبدلا من الديمقراطية المزعومة التي ستنطلق من العراق لتضيء ظلمات المنطقة, وفق احدى الكذبات الاميركية الخاصة بالعراق , فان دماء جديدة تسفك في هذا البلد مع مطلع كل شمس وشبح التقسيم يقترب ويكاد يتجسد أمرا واقعا , بينما قوى الاحتلال تتخبط بحثا عن مخرجها الخاص.
وفي فلسطين , حيث نجحت اسرائيل والعصبيات الضيقة في الايقاع بين الاخوة وتحقيق شبه فصل بين الضفة والقطاع , انطلقت مفاوضات هشة وبلا افق تبدو وظيفتها مجرد التغطية على مشاريع الاستيطان التي سحبت من الادراج وبدأ الاعلان عن مناقصاتها فور انفضاض الاجتماع في انابوليس بل قبل ذلك .
ومثلما دفعت الدولة الاعظم في العالم بقوتها الغاشمة الى المنطقة بلا تعقل لتغرق في الوحل العراقي, فان حليفتها اسرائيل التي توهمت أنها تعيش عصرها الذهبي بسبب حالة الانحسار العربي, بدأت هي الاخرى تعيش ازمتها الداخلية المتعددة المستويات بسبب المكاسرة الفلسطينية العنيدة لآلتها العسكرية المتوحشة..فالامن مفقود والاقتصاد يتداعى, والسياسة مفلسة, والاسئلة الكبيرة حول الحاضر والمستقبل لا تجد من يجيب عليها, بعد ان تحول السياسيون الاسرائيليون الى لاعبين صغار يتلهون بالمهاترات الحزبية مطلقين العنان لجيش هزمته قوته في مواجهة شعب اعزل يقاوم بكل عناد كل محاولات ابادته أو تركيعه.
وفي لبنان , تبدو المعادلة نفسها.. صراع بين قوى وطنية وتلك التي تمثل ارادة الاجنبي . واستطاعت القوى الوطنية بفضل صمودها السياسي والميداني فرملة المشاريع الاجنبية, وتثبيت الكثير من الحقائق الجديدة على الارض والتي يصعب بعد اليوم القفز فوقها.
عام مضى فيه كثير من الدم والوهم .. وعام جديد يأتي فيه أيضا كثير من الوهم وقليل من الامل .