|
الدكتور صابر فلحوط .. قضينا الليالي تحت أعمدة الكهرباء استعداداً للامتحانات تجارب شخصية إنه الدكتور صابر فلحوط الذي روى للثورة تجربته الشخصية فقال: ولدت في قرية وادعة, متواضعة في جوار السويداء, من الجهة الشمالية تدعى - عتيل- مشتقة من العزم والصلابة والإرادة, وذلك في أواسط الثلاثينيات من القرن الماضي. الأسرة كانت غاية في الفقر المدقع, والخصاصة والحاجة لأبسط مقومات الحياة, شأنها شأن معظم الأسر في ذلك الزمان, حيث يتحالف فيه على الفلاحين والفقراء عدوان لدودان- الإقطاع الداخلي, والاستعمار الفرنسي الخارجي. درست المرحلة الابتدائية في مدرسة القرية, حيث يتحول سقف المدرسة في الشتاء, كما سقوف معظم بيوت القرية إلى مخزون للدلف الذي ينهمر على رؤوس التلاميذ وكتبهم ودفاترهم بعد توقف الهطول والمرحلتين الإعدادية والثانوية في مدينة السويداء, التي كانت قرية كبيرة لا يميزها عن باقي القرى سوى وجود الكهرباء في بعض شوارعها والتي كانت غنيمتنا الأغلى, حيث كنا نقضي الليالي الطوال تحت عامود الكهرباء في الشارع نقرأ ونستعد للامتحانات المدرسية لأن توفر الكهرباء حيث نقيم, هو حلم ليس في قائمة طموحاتنا!! وبعد الشهادة الثانوية نزلت إلى دمشق لأول مرة في منتصف خمسينيات القرن المنصرم لأسجل في جامعة دمشق حيث كان عدد طلابها عشرة آلاف طالب ولا يصل إليها من أبناء الفلاحين والكادحين إلا كل (طويل عمر). جئت إلى دمشق أول مرة بين صناديق العنب والتفاح وبعدما استقرض والدي مبلغ مائة ليرة سورية من أحد وجهاء القرية, امتطيت صهوة الباص بين صناديق العنب والتفاح المنقولة من السويداء لتباع في سوق الهال بدمشق, وذلك لأن الفارق في الأجر بين جوف الباص وسطحه كبير. كما حملت في جيبي توصية من أحد وزراء جبل العرب في حكومة ذلك الزمان, علها تشكل حرزاً عاصماً ودعماً يقود إلى النجاح في الامتحان المخصص لطالبي المنح الدراسية الجامعية..!! وفي اليوم التالي تقدمت مع المئات من الزملاء لامتحان المنحة لدراسة اللغة العربية. كانت اللجنة الفاحصة تتألف من الاستاذين الجليلين- المرحوم الدكتور حافظ الجمالي عطر الله ثراه, والدكتور عبد الله عبد الدائم أمد الله في عمره, ونفعنا بعلمه وفكره. قدمت المغلف الذي يحتوي بطاقة التوصية للدكتور الجمالي, فلم يفتحه إنما وضعه في -جارور- الطاولة, وشرع في طرح الأسئلة, قراءة وشعراً وإعراباً وسياسية واجتماعاً, ثم قال:أنت تذكر في الاستمارة أنك تكتب الشعر.. قلت نعم, قال أسمعنا شيئاً من شعرك, قلت: سأصبر حتى يسأم الصبر من صبري وأحفر بالأهداب ياجبل الصخر.. ولست بخوان مودة صاحب , ولو خانني في الجو, والبر, والبحر عندها قال لي مبروك ولا حاجة لقراءة بطاقة التوصية. عندما يمر قطار الذكرى بالمحطات المفرحة, والمحرجة, ويستعرض شريط الصور المبهجة والمبكية لابد أن أسجل بالاحترام والإجلال أسماء الذين تأثرت بهم, وقبست من وجههم ونورهم ما يضيء شمعتي المتواضعة البصيص, وهم في المرحلتين الإعدادية والثانوية الاستاذ المرحوم محمود سعد الدين القادم من صفد بعد الاحتلال الصهيوني ليكون بوصلة تربوية ووطنية في مدارس السويداء, وكذلك الأستاذ الشاعر المرحوم سلامة عبيد, والاساتذة شبلي العيسمي, وذوقان قرطوط وسلمان هنيدي أطال الله أعمارهم. أما في المرحلة الجامعية, وبعدما اتسعت دائرة الرؤية أكثر, وأصبح ميزان التقويم أدق فقد كان قدوتي عملاً , وفكراً وأخلاقاً وإخلاصاً الدكتور حافظ الجمالي, والدكتور عبد الله عبد الدائم والدكتور أمجد الطرابلسي, والاستاذ سعيد الأفغاني الذي كان باختصاصه يمثل (الشيخ الرئيس الذي لا يبارى). أما الشعراء الذين يستوطنون ما بين البطين والأذين في القلب فهم- المتنبي من القدامى وسليمان العيسى والجواهري وبدوي الجبل والأخطل الصغير ممن عاصرناهم. لسعني العقرب وأنا أحصد القمح ومن الأحداث الشخصية التي تحفر مجراها عميقاً في صخرة العمر, وشغاف الذاكرة, التالي: لقد كنت في صائفة العام 1956 أحصد القمح مع الأسرة في أرض تقع بين مدينة السويداء وقرية الثعلة, وبينما كنت نائماً بعد يوم رهيب في مقارعة القمح والشوك معاً, أتوسد- جراب الخبز- وألتحف ما تيسر, أحسست بألم شديد في شحمة أذني إثر لدغة عقرب لم يأبه لإرهاقي واستغراقي في نوم عميق.. وأذكر أنني صرخت, من ألمين اثنين, الأول اللدغة الحادة, والثاني الخوف من لدغة أخرى من ذلك الليل المرعب السواد! وبعدما عولجت اللدغة بالطرق البسيطة والمعروفة يومذاك وهي جرح مكان اللدغة بأية وسيلة حادة, وامتصاص الدم والسم. انتقلنا من المكان إلى آخر علنا نتصالح مع الأحلام في تلك الليلة التي لا تنسى, والتي تحولت الكوابيس فيها إلى شعر: (الدرب, درب الحقل عبدناه أجفاناً تذوب, أسألت صخرته, وكم دقت بجبهتها قلوب.. أجسادنا لا تشتكي فالنوم فوق الصخر عاد.. الشوك مفرشنا, وبعض عقارب الوادي وسادة أو ليس ذا يرضي أخا الإقطاع والقصر المشيد والسيادة!? كانت فترة الدراسة الجامعية طافحة بالآمال والنشاط والأحداث الجسام التي كنا جزءاً منها, وكانت تنبض في قلوبنا وأعصابنا, فقد قامت الوحدة بين سورية ومصر, وهي الحدث الأبرز, والأبهر في القرن العشرين. وهنا استذكر أنني بكيت مرتين, بكاء تمتزج فيه العاطفة مع العقل, مرة عندما عقد لنا اجتماع في فرع حزب البعث العربي الاشتراكي- في منطقة عرنوس بدمشق- حيث تبلغنا حل الحزب, والثانية لحظة سماعي تنحي الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر عن القيادة في مصر بعد نكسة حزيران. وخلال الدراسة الجامعية تم انتخابي مندوباً لجامعة دمشق, وأذكر أن الزعيم المرحوم عبد الناصر أقام لنا حفل استقبال في نادي الجزيرة بالقاهرة في تموز .1958 وعندما تقدم ممثلو الجامعات لتحية عبد الناصر قلت قبل أن أصافحه: (أنا صوت الجيل رعاد يهز الكون هادر أنا نور البعث هتاك حجابات الدياجر أنا شعب يعربي النجر رعاف البواثر أنا إعصار عظيم الهول من ثورة ناصر ثم صافحت الزعيم حيث أبدى المرحوم كمال الدين حسين وزير التربية إعجابه بدوري في الاحتفال الذي سبق أن أقيم في جامعة القاهرة, بحضور الرئيس وقد كنت عريفاً للاحتفال بالشعر والنثر. ومن المفارقات التي تستعصي على النسيان أنه أقيم في الاسكندرية, في صيف العام نفسه معسكر للقادة الجامعيين, ويوم تعرضت بالنقد للدكتور- سليمان حزين- الذي ألقى محاضرة في المعسكر عنوانها (اشتراكيتنا نابعة من السماء وليست مستوردة من الخارج) وكان في مداخلتي بعض الآراء التي يتناوش فيها السلب مع الإيجاب إزاء مفهومها للاشتراكية, فقد طردت من المعسكر, وشكلت لجنة تحقيق برئاسة الدكتور أمجد الطرابلسي وزير التربية لمحاسبتي بسبب (خروجي على اللحن)) وعندها ضاعت وعود المرحوم كمال الدين حسين وزير التربية لي بالدراسة المجانية للدكتوراه في جامعة القاهرة!! ومع ذلك لم يضعف الأمر من عزيمتي الوحدوية, والوفاء المطلق لها كما تعلمنا في مدارس البعث, فقد اجتهدت وأحرزت كأس عبد الناصر للخطابة إضافة لاختياري نائباً لرئيس اتحاد طلاب الجمهورية العربية المتحدة. خلال الدراسة الجامعية أصدرت أول مجموعة شعرية بعنوان- البراكين- وفيها قصيدة إشكالية جلبت لي وجع الرأس وشيبه المبكر!! وعنوان القصيدة- مذكرات نائب- وذلك بعد حل البرلمان في كل من سورية ومصر وتعيين مجلس من القطرين بقرار سلطوي ودون انتخاب!! وبالرغم من استشارتي المحامي اللامع رياض المالكي- وزير الثقافة يومذاك- حول نشر القصيدة, والاتفاق على تاريخ كتابتها قبل قيام الوحدة, إلا أن الحيلة لم تمر على حواجز الأمن في تلك الفترة حيث تم استدعائي من قبل- الفرع الداخلي- وتهديدي بعظائم الأمور إذا عدت إلى مثل هذا الشعر الذي يحتمل التأويل والتفسير غير المريح.. وكانت المذكرة الأولى على النحو التالي: الصبح فتح عينه فإذا أنا في البرلمان حولي من الأصحاب أكداس يلفلفها الهوان جمدت كأصنام الزمان .. وحسبتني وحدي الجبان وحدي أعيش بلا لسان فإذا بنا كلٌ أمام الشعب محتقرٌ جبان. بعد إنهاء الدراسة الجامعية عينت مدرساً للغة العربية في مدينة صلخد في جبل العرب وكان الانفصال قد دق أطنابه بين سورية ومصر. واستمر الحنين للوحدة متأججاً في النفوس حتى إذا ما جاء يوم الأول من أيار عام 1962 التهبت الشوارع بالمسيرات المنددة بالانفصال والداعية للوحدة. فاكتشفت السلطة في صلخد ممثلة بقائد المنطقة أنني كنت محرضاً على المسيرات وكاتباً للشعارات, التي رفعها الطلاب في مسيرات الغضب, فألقي القبض عليّ وسجنت في قيادة المنطقة تمهيداً لنقلي إلى دمشق. وبينما أحضر القاضي المرحوم محمود البريدي من درعا للتحقيق معي تمهيداً لتحويلي إلى دمشق كانت جماهير صلخد رجالاً وطلاباً تحيط بمبنى المنطقة مهددة بفعل ما لا تحمد عقباه إذا استمر اعتقالي, وبعد مشاورات مع الجهات المعنية بدمشق أفرج عني ليحملني الطلبة على أكتافهم إلى منزلي وأتسلم في اليوم التالي دعوة سوقي إلى حلب لخدمة العلم. وكان قد سبق ذلك زيارة السيد خالد العظم رئيس الوزراء حينذاك إلى السويداء والاستقبال الرافض والمشؤوم الذي استقبل به, الأمر الذي أدى إلى اتهامي مع مجموعة من الرفاق بالتحريض حيث تم توقيفنا في مركز للأمن مع الرفاق جميل شيا-ويحيى أبو عسلي, والمرحوم صياح المغوش. وهنا لا بد أن استدرك وأذكر أن فرط الحماس للوحدة دفعنا خلال الوحدة إلى أن نستقبل المذيع الاستاذ أحمد سعيد في مطار المزة, ونحمله على أكتافنا طوال المسافة من المطار إلى قصر الضيافة في شارع أبي رمانة في قلب دمشق. وبعد قيام ثورة حزب البعث العربي في الثامن من آذار عام 1963 وبتكليف من قيادة الحزب كان لي شرف الإسهام بإذاعة البلاغات الأولى للثورة من إذاعة حلب التي كان يشرف عليها الرفيق -الملازم الأول- يحيى أبو عسلي أيام كنت أخدم العلم في كلية الضباط الاحتياط. ولعله من اللحظات المحرجة, والتي تفرض حضورها على الذاكرة- الدراما- التالية: بعد أحداث 18 تموز 1963 في سورية حضر إلى دمشق المرحوم الرئيس العراقي عبد السلام عارف متوسطاً بين سورية ومصر (وكانت ثورة العراق ضد عبد الكريم قاسم قد قامت في 8 شباط1963) ولما كنت أخدم العلم في التوجيه المعنوي مشرفاً على برامج الإذاعة والتلفزيون الخاصة بالجيش وأتواجد باستمرار في مبنى الهيئة العامة, فقد ناداني على عجل الضابط المشرف على الإذاعة في تشرين أول ,1963 وبعدما أغضبه خطاب مسؤول التوجيه المعنوي الذي ألقى كلمة ترحيبية بالرئيس العراقي بحضور الرئيس السوري آنذاك, وقال لي: اذهب فوراً وتحدث بالمفاهيم والتوجهات التي نقولها يومياً في إعلامنا, وقد اتصل أمامي بمسؤول التوجيه المعنوي مزبداً مرعداً قائلاً سيصل إليكم- فلان- مباشرة يعطى الكلام ويتحدث بما يريد. نقلت بسيارة عسكرية في غاية السرعة, وبينما كان المذيع القدير عادل خياطة يقول: بعد قليل ستطربنا الفنانة المبدعة سميرة توفيق, فإذا بي أظهر على المسرح أمام مكبرات الصوت لأقول شعراً طالما أردده في إذاعتنا, الأمر الذي أغضب الرئيس العراقي وعبر عن انزعاجه بحركة يديه التي غطت شاشة التلفاز,وبمغادرته مسرح المعرض حيث أقيم الحفل الفني تكريماً له.. ولعل هذه الحادثة شهدها عشرات الآلاف ممن ما زالوا يذكرونها.. وتقديري أن الرئيس عارف أساء فهم شعري يوم قلت في حضرته: أنا في النيل أسود دربها وحدة رغم دعاة الكذب أنا بعث وليمت أعداؤه عربي, عربي, عربي واعتبر أن ذلك سوف يفسد وساطته القومية بين القطرين. في 24 شباط 1966 وبعدما أذعت بلاغات حركة 23 شباط, صدر مرسوم بتعينيي مديراً عاماً للدعاية والأنباء في سورية, وهذا الموقع كان مسؤولاً عن تصدير أخبار القطر, ورقابة الصحف والكتب والأفلام الداخلية والخارجية. وقد تعاملت معه بروح الأديب والشاعر, وليس بأسلوب المشكك والمستريب. ومن المفارقات المستغربة التي أذكرها لطرافتها, أنه جاءني في 1/4/,1966 الصحفي الفرنسي الكبير (اريك رولو) رئيس تحرير جريدة (لموند) حاملاً رسالة توصية من سفيرنا في باريس الذي أحب واحترم (الدكتور سامي الجندي) وقد قال لي السيد- رولو- أنه حضر من باريس خصيصاً لإجراء لقاء صحفي مع-ميشيل عفلق- وصلاح الدين البيطار المتواريين عن الأنظار بعد حركة 23 شباط. وقد اعتذرت عن عدم تلبية الطلب لأنه أولاً ليس من مهامي, وثانياً فوق إمكاناتي, إضافة لاستحالته من جانبي الوظيفي والسياسي. ولعل المفاجأة الغريبة والمذهلة معاً أن (جريدة لموند) صدرت بعد 48 ساعة وفي صفحتها الأولى تحقيق صحفي مع السيدين عفلق والبيطار أجراه السيد (رولو) في أحد أقبية مدينة دمشق القديمة. وبعد عام من تسلمي مهام المدير العام للدعاية والأنباء صدر مرسوم بتعييني ملحقاً ثقافياً من سفارتنا في صوفيا-بلغاريا- حيث استثمرت وقتي جيداً ودرست الدكتوراه بالعلوم السياسية وقمت بواجباتي في الإشراف على الطلبة السوريين, الذي كانوا بالمئات في بلغاريا, وقد عادوا للوطن يحملون أعلى الشهادات وأصبح العديد منهم وزراء ومديرين ومسؤولين كباراً. عدت للوطن بعد الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها الزعيم الخالد حافظ الأسد لأكلف بمهام مدير عام دار البعث, ورئيس تحرير جريدة البعث الناطقة بلسان الحزب القائد حوالى خمس سنوات.. كما انتخبت خلالها نقيباً للصحفيين حيث بقيت في هذه المهمة أطول فترة في العالم لمثل هذا المنصب حتى العام .2006 وفي العام 1975 عينت مديراً عاماً للوكالة العربية السورية للأنباء سانا, إضافة لمهمتي رئيساً لاتحاد الصحفيين حتى العام 1992 الأمر الذي أتاح لي شرف أن أكون في موكب الزعيم الخالد حافظ الأسد في عشرات الزيارات الرسمية التي قام بها لعواصم في الشرق والغرب. كما أتيح لي أن أشهد قيام اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة, التي خاضت حرب تشرين التحريرية- أمجد أيام العرب في القرن العشرين تحت رايته وأكون قريباً من المحادثات السورية العراقية بهدف إقامة وحدة بين القطرين الشقيقين تمتد دولتها ما بين الخليج والمتوسط. كما شهدت, إجهاض هذا الحلم الوحدوي الذي لو تحقق لتغير وجه المستقبل والتاريخ في الوطن العربي, ولعل هذه الانتكاسة التي صنعها النظام في العراق يومذاك, كانت وراء كل ما استجر على العراق والمنطقة من ويلات. خلال الفترة ما بين 1966- 2006 اسعفتني الظروف أن أسهم بتأسيس الاتحاد العام للصحفيين العرب, وأن استمر نائباً لرئيس هذا الاتحاد حتى تاريخه, كما انتخبت نائباً لرئيس اتحاد الصحفيين العالمي في موسكو عام 1980 وكذلك انتخبت رئيساً للمركز العربي للدراسات الإعلامية منذ انتقاله من القاهرة إلى دمشق في العام 1980 حتى تاريخه. وكان لي شرف حضور جميع مؤتمرات الحزب القطرية والقومية منذ العام 1965 حتى اليوم, وقد شرفت بانتخابي عضواً في اللجنة المركزية للحزب في المؤتمر القطري العاشر عام .2005 ولفرط ما كتبت, وأذعت شعراً بعد ثورة الثامن من آذار عام 1963 حملت لقباً أرجو أن ارتفع إلى مستواه وهو -شاعر الثورة- لأن شعري الثوري كان يدرس في المدارس, ويغنى في الإذاعة فترة طويلة, وقد أصدرت عشر مجموعات شعرية, كما أصدرت عشرة كتب نثرية في السياسة والاجتماع إضافة إلى مئات المقالات والدراسات والمحاضرات والأبحاث في مختلف شؤون الحياة والمجتمع. متزوج ولي ثلاثة أولاد, طبيب جراح عيون, وطيار مدني, ومذيعة تلفزيونية. شعاري الذهبي قول الزعيم الخالد حافظ الأسد :(نحن أقوياء بمقدار ما نمتلك من القوة) وقول الزعيم الخالد جمال عبد الناصر:(ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة). وأبرز هواياتي: المطالعة, ورياضة المشي, وكرة السلة, والصيد البري. ولم أجلس في مقهى في حياتي, باستثناء فترة المرحلة الجامعية حيث كنا نتحلق لنتخلق, ونتعلم حول الفيلسوف القومي الاستاذ زكي الأرسوزي في مقهى- الهافانا- بدمشق, كما لم أمارس أية وسيلة من وسائل التسلية المعروفة كالورق والطاولة, وما شابهها. أمنيتي بل نصيحتي لزملائي وإخوتي, وأبنائي الصحفيين هي: (إن الشهادات العالية والألقاب الفخمة, والمناصب الرفيعة يستحيل أن تصنع صحفياً مميزاً, أو كاتباً محلياً,أو شاعراً ذائع السمعة). وإن العرق, والأرق, والمعاناة والمثابرة, وتراكم المعارف, والخبرات, وحسن استثمار المعلومات, تشكل الأساس الراسخ في بناء الشخصية المهنية المرموقة والتي تترك بصمتها على جبين الزمن في مجتمع يحترم المتميزين والمجلين, ويرفع القبعة لهم على الدوام, وإن كان لا يتوانى عن رمايتهم بحجارة التجريح وسهام الحسد, وغبار الاتهام الظالم.
|