قال أبو سامر: إذا كانت تخل العقل فانقلها إلي (بشويش), لأن عقلي واقف على دقرة!
قال أبو عبدو: أنا الآن في المشفى الوطني بإدلب, أمشي في الكوريدور, ومددت يدي بالمصادفة إلى مأخذ الشوفاج فإذا به ساخن! تحسسته بإصبعيَّ السبابة والوسطى مستفيداً من حكمة أهل حمص التي تقول إن رأيين أحسن من رأي واحد, فتأكد لي أنه شغال!
قال أبو سامر المعرتمصريني لصديقه:
- إذا سمحت ابق حيث أنت, فأنا آت إليك على جناح السرعة.
واستكرى سيارة عامة وحضر إلى المشفى, وأمسك أبا عبدو من يده وسحبه إلى الكوريدور الذي تقع فيه غرفة التصوير الطبقي المحوري, واستوقفه, وقال له:
-في عصر هذا اليوم, وفي هذا المكان بالذات, رأيت مشهداً لو التقطه مصور تلفزيوني بارع ثم عرضه على وكالات الأنباء للبيع, لحصل من ورائه على رزقة محرزة! رأيت امرأة متعرضة لحادث سير أليم مسجاة على النقالة, وفوقها وضع كيس السيروم, ومن أحد جانبيها يتدلى كيس القثطرة البولية, وكانت ترتجف على نحو متواتر فيرقص فوقها كيس السيروم, وتهتز بها النقالة, ويتراقص شريط القثطرة البولية في الهواء دون توقف.. وأنت تعلم أن علماء الفيزياء يسمون الحد الأعظمي للاهتزاز (حادثة الطنين),واللّه لولا أن جاءت إحدى قريبات المصابة حاملة بطانيتين سميكتين ودثرتها بهما, لكانت وصلت إلى حد الطنين ولربما انفجرت معها النقالة من شدة البرد!
وفجأة, مد أبو سامر إصبعيه متلمساً أحد مآخذ الشوفاج, فتبين أنه بارد, فاعتقد أن أبا عبدو الإدلبي كان يمازحه حينما أبلغه أن الشوفاج شغال, ولكن أبا عبدو أوضح له أنهم يشغلون في كل كوريدور مأخذاً واحداً, مستفيدين من حكمة أهل معرتمصرين التي تقول :البشكرة خير من العمى! ولا يشغلون المآخذ كلها لأن ضربتين على الرأس تصرعان الجبابرة!
merdas@scs-net.org