عودة جميع الأطراف إلى الحوار الجاد فيما بينهم خدمة لقضيتهم العادلة ويأمل الجميع أن يكون العام الجديد بداية لصفحة جديدة لتوحيد الصف ضد عدو واحد يغتصب أرضهم ويحرمهم من أبسط حقوقهم لاسيما في ظل التصعيد المستمر لسلطات الاحتلال والاستمرار في رفضها القبول بأي تسوية مع الفلسطينيين واصرارها على بناء المزيد من المستوطنات لفرضها كأمر واقع في أي اتفاق سلام محتمل.
ولعل الاشتباكات التي جرت أمس بين حركتي فتح وحماس في غزة وراح ضحيتها سبعة قتلى و45 جريحاً تؤكد من جديد ضرورة العودة للحوار وقد أكد مشير المصري أحد قياديي حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس أن الحوار الفلسطيني هو خيارنا الاستراتيجي وموقفنا واضح في ذلك الشأن.
وأضاف المصري في حديث لاذاعة لندن أمس أن الحوار يجب أن يكون مبنياً على قواعد وطنية لبحث القضايا الهامة.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعلن الاستعداد للحوار مع حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس حول الوضع على الساحة الفلسطينية تزامناً مع ذلك وفي ظل السياسة العدوانية والتصعيد المستمر لقوات الاحتلال الاسرائيلي استشهد مواطن فلسطيني هو يحيى جبر وأصيب خمسة آخرون بجروح اثر عدوان بأربعة صواريخ شنته قوات الاحتلال على موقع لكتائب القسام التابعة لحركة المقاومة الوطنية حماس شرق البريج وسط قطاع غزة.
في غضون ذلك ألمح رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى ان اسرائيل قد لاتجد خياراً أمامها سوى الموافقة على تقسيم القدس وقال أولمرت في مقابلة مع صحيفة جيروزالم بوست ان العالم يتحدث عن اسرائيل على أساس حدود 1967 ويتحدث عن تقسيم القدس وأوضح أنه لايتصور التوصل الى اتفاق سلام على أساس حدود عام .1967
وأكد اولمرت من جهة أخرى ان اسرائيل تعتزم الابقاء على أكبر مستوطناتها في الضفة الغربية وهي مستوطنة معاليه أدوميم في أي اتفاق سلام مقبل مشيراً الى ان هذه المستوطنة غير قابلة للتقسيم.
الى ذلك ذكرت صحيفة هارتس الاسرائيلية ان السلطات الاسرائيلية أعلنت مؤخراً طلبين لاستدراج عروض مبان استيطانية في القدس المحتلة.
وقالت الصحيفة ان الاعلان الأول يقضي بناء 440 مسكناً استيطانياً على أراض فلسطينية تمت مصادرتها عام ,1973أما الطلب الثاني فيتعلق بأرض فلسطينية مساحتها ستة دونمات وتم استملاكها في العام 1983 في حي جيلو الاستيطاني وسيتم بناء فندق عليها.
وفي سياق آخر أكدت منظمة اسرائيلية وهي ما يسمى بمركز جيشالحرية الحركة أن اسرائيل ما زالت تمنع 625 طالباً فلسطينياً من مغادرة قطاع غزة الى الخارج لمواصلة دراستهم العليا مشيراً الى أن ذلك يتناقض مع القانون الدولي.
على صعيد آخر استمرت مأساة الحجاج الفلسطينيين العالقين في العريش ونويبع في مصر بسبب رفض اسرائيل عودتهم الى غزة عبر معبر رفح الذي خرجوا منه.
وقد ارتفع عدد حالات الوفاة بصفوف الحجاج الى ثلاثة بعد وفاة اثنتين من الحاج احداهما بسبب هبوط بالدورة الدموية اثناء وجودها بمركز إيواء في العريش والثانية على معبر بيت حانون اثناء محاولتها العودة الى اهلها في غزة.