مثلا في المخيمات التي تقيمها الجامعة يتدافعون إليها، خصوصا أنها تجسد في هذه الفترة رسالة عظيمة، تؤكد إرادة الشباب ووجودهم القوي في معركة الوطن، ومهما كان طابع المشاركة اختياريا كان أم إلزاميا.
تقول الشابة (هبة سلوم) سنة ثالثة كيمياء والتي تحدثت عن المخيمات التطوعية: أنا كغيري من الشباب نشارك في أي عمل يصب في مصلحة الوطن، ويؤكد دورنا وموقعنا في الذود عن كرامة الوطن، ومنذ فترة ليست ببعيدة أقامت الجامعة مخيم تطوعي، و قد وجدت أن المشاركة في المخيمات في هذه الفترة تترجم معاني عظيمة، وتتجلى عبرها القيم الوطنية، حيث يسعى كل منا للتنافس، وتقديم ما بوسعه، والعمل كي يكون له مكان، يشارك في المعركة، وذلك بكل السبل الممكنة،حتى مسألة تنظيف الشوارع وإعادة تأهيلها،وقفات التضامن كرمى للشهداء،التبرع بالدم، وإلى كل الساحات الأخرى.
ورغم كل هذه الظروف الصعبة، فإننا نرى الاستمرارية لهذه المخيمات التي تقيمها الجامعة، وهذا يعني بحد ذاته صمود وإرادة، فقد انطلق الشباب بكل حب واندفاع، ليؤكدوا أنهم يبذلون الغالي والرخيص من اجل كرامة وطنهم، خصوصا أن برنامج المخيم وأعماله كافة، كانت في هذا السياق ، من حضور فعاليات خدمية وثقافية وكل ما يؤكد إرادة الحياة، وكان من تلك الأعمال زراعة الغرس الكثيرة لأشجار، و برامج أخرى كلها من شانها تعزيز الانتماء، هذا عدا عما تعنيه هذه المخيمات بخلقها أجواء شبابية متحمسة، يتم النقاش فيها حول العديد من القضايا التي تهم الوطن وتهم الشباب ومسؤوليتهم تجاهه.
بالفعل أن أجواء المخيمات والمبادرات الشبابية بغض النظر عن الجهة الداعية لها وطبيعتها وخططها بشكل عام، فإن أهدافها الاجتماعية والثقافية الأخرى لها أهميتها عند الشباب، لا سيما وضع الطالب في وضع اجتماعي بعيدا نسبيا عن أجواء الدراسة و قريب إلى أجواء اجتماعية، تستفز الكثير من النقاشات العامة والمتنوعة، وقضايا مشتركة تهم الشباب، و تطلعهم على أوساط تقدم لهم الفائدة وآراء جديدة في نفس المنحى، وذالك عبر الانفتاح على الاخرين،
كما أكد الشاب (أمين إبراهيم) قال: قد نكون بأمس الحاجة في هذه الفترة بالذات لوجود أجواء تفسح المجال لنا كشباب للحوار، وقد تؤمنها هذه المخيمات الطلابية، وأي مجموعة شبابية، خصوصا أن تجمع الطلبة من أعمار متقاربة، تثار فيها النقاشات والأحاديث مع من هم بأعمارنا، وعندهم الهموم المشتركة،حتى لو كانت تخص الدراسة، وقد نسينا أنفسنا،ولا أقصد هنا المسألة الترفيهية، بقدر ما أقصد الجانب الذي يتيح لنا تداول الآراء أكثر حول قضايا وطنية وشبابية من منظور الشباب، وتفعيل إرادتهم لخلق التفاؤل والأمل بالمستقبل مهما أصابهم ،فالوطن يتطلب الإرادة القوية والشباب هم أكثر من يملكون ذلك، ويأتي انفتاحهم وتكريس هذه القيم، على الأكثر عبر الأجواء، التي يخلقها اللقاء الجماعي من مخيمات وأعمال تطوعية تجمعهم،وقد حملت أبعادا أخرى خلال الفترة الأخيرة،حيث ظهرت في كل الساحات الدراسية وغير الدراسية وكل المجالات،فهي تشجعنا وتفتح المجال أمام مبادراتنا بشكل أو بآخر.
هذا الاندفاع حاضر يمتلكه الشاب السوري،والواقع يؤكد عليه، ما أن تدعوه أي مؤسسة تعليمية أو خيرية أو أهلية للمشاركة فمجرد الإعلان عنها، يسبقه مئات الشباب،بل إنهم هم ذاتهم يشكلون المجموعات التي تساهم بالعمل والتطوع وفي أي مجال كان، المهم أن وجهته وهدفه الأول والأخير هو الوطن، لذلك لانستغرب وجود المبادرات الشبابية المتنوعة الأهداف بشكل كبير، وهي أكثر من أن تعد، مستمرة لم تتوقف، تتجدد مع كل مناسبة، كي يقدم الشباب من خلالها لأوطانهم وعبر كل المجالات، منها مثلا(رمضان يجمعنا وإكرامكم واجبنا) حيث قام الشباب بأعمال تطوعية، يوزعون السلال الغذائية على الأسر المحتاجة،كما ينظمون مجموعات تقوم بزيارات ترفيهية إلى مراكز الإقامة المؤقتة منها ما كان في عيد الفطر السعيد،هذا عدا الزيارات المنظمة بشكل دائم،وتحت عنوانين وطنية مختلفة.
من هذه المبادرات أيضا فريق (النحل الأخضر)وهو فريق شبابي، شكله مجموعة شباب من كليات مختلفة، وله العديد من الأهداف والأنشطة لتكريس العمل ضمن أجواء جماعية ،وتكريس مفهوم التشاركية وما تعنيه هذه الآلية من تعزيز قيم الغيرية وروح المسؤولية العامة،وكان لنفس الفريق أنشطة لافتة عديدة.
كثرت أعمال الشباب ومجالاتها مثلا (مشروع ابتسامات) مبادرة شكلها طلبة السنوات الأولى في طب الأسنان، فكانت له أعمال إنسانية وطبية وخدمية، لاسيما من خلال المشاركة في الزيارات لمراكز الإقامة المؤقتة، وتقديم الخدمات العلاجية المجانية لمئات الحالات،عدا عن نشر الوعي الصحي وتقديم الإرشادات الصحية فيها.
وأيضا هناك مجموعة(بحبك سورية) ومبادرات (لبينا النداء) فعاليات (سيزولون و نبقى) و غيرها الكثير من الفعاليات والأعمال والمشاركات، التي كان عمادها الشباب،والهدف الدائم لهم إعلاء كلمة الوطن.