تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جداريات

ملحق ثقافي
30 / 3 / 2010
د.عبد الأمير الأعسم

من الناحية العقلية نجد أن الاختلاف يدفع في إيجاد الفرص للائتلاف؛ والعكس صحيح أيضاً.

لذلك، ما نحتاجه الآن هو أن نعيد النظر في الخطاب العربي من بدايات عصر النهضة العربية الحديثة في القرن التاسع عشر، إلى النهضة العربية المعاصرة.‏

والسؤال: ماذا نجد؟ نجد، بلا شك، أن «الاستقلال الفلسفي» هو الذي يفتح علينا باب الائتلاف ويسد عنا باب الاختلاف. وقد تحدث ناصيف نصار عن هذا، ولم يستفد منه المفكرون العرب كما يجب، ويبقى هذا الفيلسوف مستشرفاً للمستقبل أكثر من أي من زملائه الذين وقعوا في ترك التمسك بالموروث أو الوافد على نحو مفضوح في قلب حقائق الأشياء إلى أضدادها، كما فعل حسن حنفي ومحمد عابد الجابري في كتابهما «حوار المشرق والمغرب». فالفكر العربي لم يستقر، إلى يومنا هذا، للتحولات العربية المستمرة في القرنين التاسع عشر والعشرين، بين تسمية ما حدث في الأول «يقظة» كما فعل نجيب عازوري في كتابه «يقظة الأمة العربية»، أو في الثاني «النهضة» كما فعل هشام جعيط وزملاؤه في كتابهم «النهضة العربية الثانية». ومن المدهش أن نلاحظ اتجاهاً آخر يربط بين القديم والحديث في الفكر العربي على نحو منقوص غير وافٍ بالنتائج كما فعل غسان عبد الخالق في كتابه «بين الموروث والنهضة والحداثة» ، وهو أمر استدعى البعض من المفكرين لقراءة مزدوجة بين ما حدث في الغرب وما يحدث عند العرب، كما فعل فاروق أبو زيد في كتابه «عصر التنوير العربي».‏

هذه الاتجاهات، وجدت في الخطاب العربي المعاصر نوعاً من التصدع بين الاتباع والإبداع؛ وفي هذا السياق نجد محمد جابر الأنصاري يركز على أزمة الفكر السياسي العربي في كتابه «التأزم السياسي عند العرب»؛ ومن ناحية أخرى نجد التصريح بالواقعية الجديدة كما فعل محمد نعمان جلال في كتابه «الواقعية الجديدة في الفكر العربي» ، وهو ما لا يتفق مع مسارات فكرية أخرى تنحدر من بنى مختلفة كما فعل فكتور سحاب في كتابه «عن القومية والمادية والدين»؛ حتى إذا رأينا الواقع العربي المعاصر يواجه أنواعاً من التحديات، انبرى مفكرون عرب لبحث هذا الواقع وبيان علاقته مع التحديات التي تجابه الفكر العربي، قومياً كان أو غير قومي، كما فعل الطيب تيزيني وزملاؤه في كتابهم «الواقع العربي وتحديات الألفية الثالثة»، ومعن بشور وزملاؤه في كتابهم «الواقع العربي وتحديات قرن جديد».‏

وفي الاتجاه الآخر، نلاحظ قراءات لمشكلات في الفكر العربي تؤثر في نموه واضطراده، كما فعل تيسير الناشف في كتابه «السلطة والحرية الفكرية والمجتمع»، وهي مشكلات احتاجت من آخرين لدرس تطويعها من الناحية الإنسانية كما فعل أسعد شطارة في كتابه «أنسنة النظم الاجتماعية»، فاجتهد محمد جابر الأنصاري لصياغة جديدة للفكر العربي كما فعل في كتابه «الفكر العربي وصراع الأضداد». وعلى نحو غريب لا يتناغم مع كل هؤلاء، دعا بديع أرسلان إلى وحدة الفكر العالمي وكأنه وصل إلى وحدة الفكر العربي، كما فعل في كتابه «من أجل فكر عالمي موحد».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية