تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيف يكون الحضور

ملحق ثقافي
30 / 3 / 2010
ميلاد محمد حسن: للغائبينَ مجاز شوقٍ عاصفٍ للحبِّ يطفو

في البعيد خيالهمْ ووجوههمْ‏‏

كانت على ذاك الربيع غوايةَ الزّهر المعتّقِ للهوى‏‏

يا عشب نيسان المهدّج بالصفاء وبالنقاء وبالندى‏‏

وكأنّ منديلَ الطريق نسائمٌ..‏‏

خلف الرياح سهولنا.‏‏

يا صهوةً قد روّضتْ هوجَ العواصف كلّها‏‏

والريح تركب فوق خيلِ قدومها..‏‏

كي تقرأ العشب الفتيَّ وليس في قاموسها‏‏

شيءٌ عن القمح الفقير بجرحنا أو حقلنا‏‏

ومواسمِ الزيتون تُحْكَمُ باليباسْ ...‏‏

لا شيء يسعفنا سوى الحبّ الذي‏‏

يرمي على العتبات ذاكرةً ويمضي تاركا للريحِ‏‏

أسماءَ انتماءاتِ الفصول وكيفَ غير هواجسِ الأيامِ‏‏

ترسو اليوم في صدري وفي أشياءَ تشبهُ قصّتي..‏‏

وعلى امتداد الآهِ تنكسر الجداولُ‏‏

فوق صخر الطّحلبِ المتطفّل المولودِ في هذا المساءِ حبيبتي‏‏

والكلُّ يسأل عنك في هذا المساءِ‏‏

وكلّ شيء عابرٍ الآنَ يقضي بالغيابْ...‏‏

للغائبين مجازُ شوقٍ فوق كل مساحةٍ..‏‏

هل تعلمينَ حبيبتي ما في غيابكِ قد حصلْ ؟؟‏‏

والرّيح ترفض أن تسافر وحدها..‏‏

سقطتْ أَعِنَّةُ خيلها..‏‏

وفضاؤها لجم النسائمَ واعتقلْ..‏‏

إذْ كلّ شيءٍ كان وجها شاحبا‏‏

فحنينُ ذاك الزّهر صوتٌ فارغٌ‏‏

وحديث هذا الموج حبٌّ مبتذَلْ..‏‏

لو تعلمين حبيبتي ما في غيابك قد حصلْ..!‏‏

للغيمِ حبٌّ ضائع نكرَ السماء ووجهها‏‏

والصبحُ أضربَ عن نداهُ فما اغتسلْ ...‏‏

والليل نكَّسَ حلمَهُ..‏‏

لا فيه مقعدُ عاشقين عيونهم وجهُ الغريبِ‏‏

شفاههمْ عارٌ على شرفِ القبلْ...‏‏

ويجيء يسألني عن امرأتي التي..!‏‏

يا ليلُ تسأل عارفا.. بالله حبّاً لا تسلْ..‏‏

أنا مثلك الآنَ احتضارٌ موجعٌ‏‏

أنا راهب كسرَ العذابُ يقينَهُ‏‏

لا وحيَ في حرفي نزلْ...‏‏

أنا مارق للريح أمشط شعرها‏‏

أين الجدائلُ والخصلْ..؟؟!‏‏

كل الذي قد غبت ثانية فقالوا قد لبثت حكاية‏‏

أو ربما حلما وأكثر أو أقلْ...‏‏

لو كان يمكنني التقاطُ شهيقيَ المدفونِ في جوفي‏‏

وفي طرطوسَ تسأل بحرها عن لهفةٍ‏‏

والشمسُ تسأل موجَهُ أوليسَ من خبرٍ لهمْ‏‏

تلكَ المراكبُ..عن شراعٍ مُعْلَنٍ للريح يلعنهُ الثّملْ..‏‏

والموج يسأل شطّهُ ويدور بينهمُ الحوارُ عشيّةً‏‏

فألفُّ نفسي فوق حضنكِ حانياً..‏‏

يا شوقَ قلبي يا ملامح نشوتي...‏‏

يا من تأنّقَ بالقصيدةِ فاكتملْ..‏‏

هو ذا اشتياقي قد تنَكَّرَ أضلعي ..‏‏

ولأرضِ عينيكِ ارتحلْ...‏‏

لو تعلمينَ حبيبتي ما في غيابكِ قد حصلْ..؟!‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية