ضمن هذا السياق، يبدو الحديث التركي الذي ترافق خلال اليومين الماضيين مع حملات وتسريبات إعلامية ممنهجة عن اتفاقات وتفاهمات قيد الانجاز لإبقاء الوضع في إدلب على حاله وتجنيب المدينة مصير شقيقاتها درعا والقنيطرة اللاتي لفظن الارهاب وتطهرن منه ، أمراً في منتهى السذاجة والحماقة، لأنه ببساطة لا يقارب ولا يحاكي الواقع بمعطياته ومعادلاته التي رسمت ووضعت عناوين المشهد.
إن تحرير وتطهير كامل الجغرافيا السورية من المجاميع الارهابية ومن القوات المحتلة، هو قرار سوري واضح وحاسم أعلنته دمشق منذ بداية الحرب عليها وهو قرار لا لبس فيه ولا رجعة عنه ولا يحتاج إلى أي هرطقة سياسية أو إلى أي تأويل أو تفسير من شأنه أن يترك الباب مفتوحاً على أية احتمالات أو خيارات أو قرارات خارج الارادة والسيادة السورية التي تشكل خطاً أحمر للشعب السوري.
تطهير الشمال السوري بكافة مدنه ومناطقه وبلداته من الارهاب، حقيقة يجب على جميع تلك الاطراف مواجهتها وتقبلها وفهمها واستيعابها جيداً، لأنه لا مفر لمعسكر الإرهاب منها مهما حاول ذلك، ولعل تجارب الايام والاسابيع والاشهر الماضية تؤكدها وتعززها وتدفع بها الى سطح المشهد، وبالتالي فإن استمرار واشنطن وأنقرة في نهج وسياسة المكابرة والتطنيش وإدارة الظهر للواقع بعناوينه وخرائطه الصارخة في الوضوح لن يؤدي إلا إلى مزيد من التخبط والفشل وإلى مراكمة الهزائم والاخفاقات التي سوف تزيد الوضع سوءاً وخراباً على كل من شارك في ذبح الشعب السوري.