بيد أن اسم الأديب اللبناني جبران خليل جبران هو الاستثناء دائماً، إذ يحظى بشهرة واسعة في العالم الغربي، لا سيما مع عمله الشهير “النبي”، الذي أصبح الكتاب المقدس لبعض حركات الثقافة المضادة في ستينيات القرن الماضي. وقد ترجمت أعماله إلى أكثر من 50 لغة وبيع منها عشرات الملايين من النسخ منذ الثلاثينيات، حتى وُصف بأنه أكثر شاعر مبيعاً في تاريخ الولايات المتحدة.
ويقف وراء تلك الشهرة نزوع جبران الإنساني الخالص ورسالته الداعية إلى المحبة والتسامح والانسجام مع روح الوجود والرافضة لكل العقائد الدوغمائية، ما يجعله مثار اهتمام واستلهام الكثيرين في العالم، ويضاف إلى ذلك أنه كتب الكثير من نصوصه باللغة الإنجليزية ما سهل انتشارها دون وساطة الترجمة.
وشهدت السنوات الأخيرة موجة اهتمام بإعادة تقديم جبران في أعمال إبداعية باللغة الإنجليزية إلى المشاهد الغربي، يقف وراءها في الغالب فنانون من أصول عربية، فكانت هناك مسرحية “استراحة على متن الريح”، كما حاولت النجمة الشهيرة سلمى حايك تقديم نبي جبران في فيلم رسوم متحركة، لأول مرة في مهرجان كان السينمائي الدولي في عام 2014، وثمة هذا الأسبوع معرض فني في صالات سوذبيز يقدم أعمالاً لفنانين استلهموا أعمال جبران في لوحاتهم.
بيد أن دانة الفردان ونديم نعمان اختارا مدخلاً مختلفاً في أن يقدما جبران هذه المرة في قالب مسرحية غنائية على مسرح رويال هايماركت في ويست إيند وسط العاصمة البريطانية، مستلهمين روايته القصيرة “الأجنحة المتكسرة”، ومزاوجين بين العمل الأدبي ومقاطع من سيرته.
كانت نقطة الاختيار تلك مدخل نجاح وتميز للعمل، لاسيما أن الفردان ونعمان حرصا على العناية بالشكل “الموسيقي” لعملهما، وإتقان عناصر تجسيده، فكان مصدراً لمتعة جمالية مضافة حلقت على متن نثر جبران وشاعريته المميزة.