وتعد إيباك من أكبر مراكز النفوذ بالساحة السياسية الأمريكية، وواحدة من أقوى خمس جماعات ضغط في واشنطن، وهذا النفوذ ليست محصورا بالعاصمة وحدها، بل يشمل جميع الولايات الاميركية .
وبهذا الخصوص يقول جي جي جولدنبرج، رئيس تحرير صحيفة فرورد اليهودية أن لجماعة إيباك تأثيرا قويا على السياسة الخارجية الأمريكية، وتحرص الجماعة على ضمان تبني الولايات المتحدة وجهة النظر الإسرائيلية نحو صراع الشرق الأوسط، والقضايا العالمية بصفة عامة.
أسس (ايباك) اليهودي الأميركي سي كنن في العام 1950 في واشنطن في عهد إدارة الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، وتضم حاليا 100 ألف عضو ينشطون في 50 ولاية أميركية، . وتعتبر الإيباك منظمة صهيونية، وقد يكون أكبر دليل على ذلك الاسم السابق لها والذي تأسست باسمه وهو اللجنة الصهيونية الأمريكية للشؤون العامة ،لذلك فإن اعضاءها لا يقتصرون على اليهود بل تضم أعضاء ديموقراطيين وجمهوريين، ويبلغ عدد موظفي إيباك 115 موظفا، وتقدر قيمة ميزانية إيباك السنوية بـ40 مليون دولار.
وتعتبر فترة رئاسة الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان عهد التطور الذهبي لإيباك حيث ارتفع عدد أعضائها من 8000 إلى 50000 عضو بين 1981 و1993
ومع هذا التوسع دعمت إيباك إنشاء مركز أبحاث مشهور وهو معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عام 1985، وكان الهدف الأصلي من تأسيس هذا المعهد هو نشر الأبحاث المؤيدة للموقف الإسرائيلي والداعمة لما يسمى امن اسرائيل.
وتتركز اهداف إيباك حسب المنظمة على النقاط التالية:
• دعم إسرائيل وتأمينها والدفاع عنها ازاء أخطار الغد .
• تحضير جيل جديد من القيادات الداعمة لإسرائيل
• توعية الكونغرس عن العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية
• منع إيران من الاستحواذ على الأسلحة النووية
وتقول المنظمة من خلال موقعها الالكتروني ان مقابلات إيباك مع أعضاء الكونغرس الأمريكي تصل إلى ألفي مقابلة في السنة الواحدة وينتج عنها غالبا تشريعات جديدة في خدمة إسرائيل .
رغم القوة المادية والمعنوية التي تحظى بها ايباك في الولايات المتحدة، وسيطرتها بدرجة كبيرة على القرار الاميركي المتعلق بإسرائيل ، فإن منظمة جديدة دخلت العام الماضي ساحة المنافسة الجادة مع (إيباك)، حيث عقد في 25 تشرين الثاني الماضي المؤتمر الأول لمنظمة «جي ستريت» في واشنطن،والتي كانت تأسست في نيسان عام 2008.
وتعرف المنظمة الجديدة نفسها بأنها تعمل لتشجيع القيادة الأميركية على حل الصراع العربي الإسرائيلي بالوسائل السلمية والدبلوماسية، وتقول إنها تمثل الأميركان اليهود - لكنها تقبل غير اليهود- الذين يؤمنون بأمن إسرائيل وبدولة يهودية، تعيش جنباً إلى جنب مع دولة فلسطينية ذات سيادة.
وتعتبر جي ستريت أن حل الصراع العربي الإسرائيلي سلمياً لا يخدم مصالح إسرائيل فحسب، بل إنه يخدم مصالح الولايات المتحدة والفلسطينيين والمنطقة بأكملها.
ومع أن هذه الأهداف قد لا تعتبر خلاقة للباحثين عن حل سلمي للصراع العربي-الإسرائيلي، إلا أنها تبدو متوازنة مقارنة مع إيباك التي تتبنى دعم إسرائيل بشكل مطلق، وفي كافة المواقف والمواقع، وتزايد على اليمين الإسرائيلي في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.