إذا كنتم تدعون أن شعب اليهود تعرض لمحرقة نازية مازالت آثارها تتفشى في أجيال اليهود من حقد وثأر وانتقام صبت جميعها على الشعب الفلسطيني الآمن والأعزل فإنني أصرخ اليوم بصوت مدوّ كما فعل آبائي وأجدادي وأستنكر همجيتكم، أنتم قادة اسرائيل وأطالب وإخوتي في النضال من أجل فلسطين الحرة، بحياة كريمة لشعبها الطيب، لقد دربتم الأطفال الناجين من المحرقة تلك على التوحش والثأر منهم وكأنهم كبش الفداء.
أعترف بمقاطعتي الشاملة لمنتوجات بلدي المحارب والغازي والمضطهد، المتنكر لكل قيمة أخلاقية وإنسانية ليغدو بالتالي وحشاً مفترساً.
أعترف أنني ناضلت ومازلت للمحافظة على نوعية المقاومة الفلسطينية بما تنطوي على عمل سلمي ومنطقي، أستنكر علناً جرائمكم اللاإنسانية في كل شبر من فلسطين الجريحة، وبناءكم المستوطنات فيها.
أناشدكم للكف عن شن حرب تلو الأخرى ضدهم وضد جيرانهم المصطفين إلى جانبهم لأنكم بالنهاية خاسرون لامحال ما دمتم قد تخليتم عن سمة التعقل والفطنة والإنسانية.
أعترف أن المخابرات الاسرائيلية مازالت تلاحق خطواتي، لتنقض علي بالجرم المشهود! لكنني لست خائفاً فالمرء عندما يسلك سلوك الشرفاء لايأبه بشيء ولايخفي نفسه.
إنني، والله، سوف أستمر في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المقهور مدفوعاً بكرامتي الإنسانية وشرف آبائي، وأجدادي، لأنني صراحة، لاأحتمل رؤيتهم معذبين، مهانين، منكل بهم.
سيدتي الوزيرة ساكينا افعلوا ماتشاؤون حيالي، فأنا لاأخاف قراراتكم الاستبدادية ولاحتى سجونكم العفنة المظلمة لأنني إنسان حر من الداخل، لاتستطيعون أن تنتزعوا كرامتي الإنسانية!
وكم كان للقاضي غولد ستون وهو يهودي مثلي، شرف الدفاع عن قضية فلسطين الممزقة وعزمه على معاقبتكم كمجرمي حرب ضد شعب مسالم بل وضد الإنسانية.
لذلك سيدتي، لاتخيفني سجونكم وشتائمكم وفورة هيجانكم إني لجاهز لكل ما تدبرونه لي، فلا شيء يغنيني عن قضيتي في الدفاع عن تحقيق العدل والسلام لشعب أبي يطالب بأدنى حقوقه، أعني دولة ذات سيادة بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أعترف أنني مازلت أحث الضمائر الحية للتحرك السريع لمعاقبتكم أمام المحكمة الدولية ولتطوى أخيراً صفحة الحقد والعنصرية الجهنمية.
سيدتي الوزيرة أتوسل إليكم أن تحترموا عزمي وتصميمي على مكافحة تهديداتكم لشعب فلسطين، وأن تكفوا عن تطرفكم الأعمى إن بقيت لكم نسمة إنسانية لأن ذلك يجعلني صراحة وللأسف أخجل بل وأزدري ثقافتي اليهودية.