|
قراءة في حدث.. الحوار- المبدأ آراء ولأن مثل هذا السلوك- سلوك الاعتداد بالنفس لأسباب تتعلق بنزعة الشعور بالفوقية لا بالتفوق- قد صار نهجا سارياً في مجتمعات عديدة معاصرة، فثمة قضايا كثيرة سوف تبقى بالتأكيد عالقة من دون التوصل إلى حلّ، سواء على مستوى الأفراد أم على مستوى الجماعات والدول. وبطبيعة الحال فإن ذلك لا بد أن يزيد من اتساع رقعة الشروخ بين الأطراف جميعها أفراداً كانوا أم جماعات أم دولاً، ما يجعل من محاولة ترميم الرقعة عملاً صعباً قد يقارب المستحيل، كما الجرح الذي لا يندمل في جسم مريض لا أمل بشفائه من مرض أصابه. إن مبدأ الحوار، قد لا يعني شيئاً ضرورياً أو مفيداً لدى بعض من الناس عندما يكون على نحو ما يسمى بحوار الطرشان. وفي ذات الوقت فإنه قد لا يعني أحداً من الناس، لا بعضاً منهم. ومن هنا يندرج السؤال الآتي: ولكن ماذا عن الحوار الذي يوصل الأطراف المتحاورة إلى تفاهم يحول دون وقوع القطيعة، أو الوصول إلى نقطة اللاعودة كما يقال؟ نحن نعلم، كما يعلم الجميع، أن المرء السويّ هو الذي يتقبل النقد كما يتقبل التقريظ عندما يكون متوازناً أو متصالحاً مع نفسه. ولأن شرطاً كهذا يتوافر لدى أناس يتصورون أنفسهم أنهم فوق هذه المعادلة، فنادراً ما نجد في وقتنا الراهن أناساً يمدون اليدين معاً إلى الآخرين لا يداً واحدة، وفي اليد الأخرى يمسكون بأداة جارحة. إن حالة أو وضعية كهذه، للأسف الشديد، لم تعد استثنائية في العديد من المجتمعات التي يعاني فيها الناس من غدر أو خيانة أو سلب حقوق بعضهم بعضاً لاعتبارات تتعلق بالجشع أو تنامي غريزة التملك وما شابه ذلك في أوساطهم. ومن هنا فظاهرة سقوط البعض في خندق التنكر للذات من جهة، ومن جهة أخرى التنكر للآخر، وذلك بحجة غالباً ما يروجون لها قائلين إن الحياة لم تعد على نحو ما كانت عليه قبل عقود مضت، وبمعنى ما قبل أن تعم عادات لم تكن معروفة، بينها عادة الكذب والمراوغة والغش والوصولية وخصوصاً عادة التبعية وبيع الضمائر لمن يدفع أكثر، وإلى آخر هذه المنظومة البعيدة عن احترام الذات قبل احترام الغير. وإذ أعيد التذكيربمفهوم الحوار- المبدأ- لا الحوار- الشكل، فذلك لأن أي موقف يتخطى المبدأ الذي يرتبط به أو يولد من رحمه، يفقد هويته حكماً، بل ويتخلى طواعية عن علاقته بأي قيمة تقرّب الإنسان من الإنسان الآخر بغض النظر عن المكان والمكانة والفوارق الكامنة بينهما، وذلك على غرار انفكاك الجنين من حبله السرّي قبل أوان نضوجه وخروجه إلى Dr-louka@maktoob.com ">النور. Dr-louka@maktoob.com
|