بعد الاعتداءات التي جرت على الفلسطينيين في أعقاب افتتاحها لما يسمى «كنيس الخراب» بالقرب من المسجد الأقصى المبارك.
وفي الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال عدداً من الفلسطينيين كما أطلق مستوطن النار باتجاه عدد من الفلسطينيين في بلدة بيتا.
وفي قطاع غزة، شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جديدة على موقع قرب بيت لاهيا في أثناء ذلك نددت المملكة العربية السعودية بتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن القدس، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لمواجهة السياسات الاسرائيلية التي تهدد العملية السلمية.
وفي السياق ذاته قال أعضاء في الكنيست الاسرائيلي ان اسرائيل لا تريد السلام وان نتنياهو قرر اشعال المنطقة من جديد.
فقد أكد مسؤول اسرائيلي أمس أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعتزم بناء 100 وحدة استيطانية جديدة في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
ونقلت رويترز عن أحد أعضاء لجنة التخطيط في بلدية الاحتلال بالقدس قوله إن الموافقة على بناء 20 وحدة استيطانية في حي الشيخ جراح أول أمس ليست الا خطوة فنية ومقدمة لبناء المئة وحدة الاستيطانية القادمة.
في غضون ذلك أبعدت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أكثر من 50 مقدسيا عن مدينة القدس المحتلة بعد الاعتداءات التي جرت على الفلسطينيين في أعقاب افتتاحها لما يسمى كنيس الخراب بالقرب من المسجد الأقصى المبارك.
وقال أمجد أبو عصب مسؤول لجنة أهالي الأسرى المقدسيين ان سلطات الاحتلال وجهت لعدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين البالغ عددهم الاجمالي 210 معتقلين قرارات ابعاد عن المدينة لمدة 10 الى 15 يوما.
وأكد أبو عصب أن هذه القرارات شملت أعمارا مختلفة وبالتحديد الاطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 18 عاما.
كما احتجزت قوات الاحتلال الاسرائيلي البطاقات الشخصية لخمسة عشر مقدسيا الامر الذي يعني حرمانهم من الحركة والتنقل في المدينة التي تنتشر فيها الحواجز العسكرية في كل مكان.
كما أصدرت سلطات الاحتلال قرارا يمنع الشابين الفلسطينيين محمود عبد الكريم حجاجرة من قرية الحجاجرة وبلال محمد زيدان من قرية كفر مندا الواقعتين في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 من دخول المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة في القدس لمدة أسبوعين.
إسرائيل لا تريد السلام
من جهته قال عضو الكنيست الاسرائيلي ايتان كابل ان الحكومة الاسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو قررت اشعال النيران في الشرق الاوسط من جديد.
ونقلت اذاعة اسرائيل عن كابل قوله ان نتنياهو وجه ضربة أخرى الى الادارة الامريكية والرئيس الامريكي باراك اوباما في اعقاب الاعلان عن بناء المزيد من المستوطنات في حي الشيخ جراح.
بدوره قال مئير شتريت عضو الكنيست ان العالم بأسره يعلم ان اسرائيل لا تريد السلام.
وقال ميتان هورو عضو الكنيست ان الحكومة الاسرائيلية لا تفوت اي فرصة لاشعال النيران في المنطقة وان الحكومة منشغلة باشعال النار بدلا من التقدم نحو المسيرة السلمية.
اعتقالات ومداهمات بالضفة
وفي الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس فتى فلسطينيا بعد مداهمة منزله ببلدة دورا جنوب غرب الخليل.
وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال نصبت عددا من الحواجز على مداخل مدينة الخليل.
وفي بلدة بيتا أطلق مستوطن اسرائيلي النار باتجاه عدد من الفلسطينيين في البلدة في ساعات متأخرة من الليلة قبل الماضية.
وقالت مصادر محلية فلسطينية إن مركبتين تابعتين لقوات الاحتلال الاسرائيلي نصبتا حاجزا عسكريا طيارا مفاجئا على مدخل البلدة وأوقفتا عددا من المركبات ودققتا بالبطاقات الشخصية للركاب.
في أثناء ذلك أكد الأسرى الفلسطينيون في سجن هداريم الاسرائيلي أن العشرات من قوات الاحتلال الاسرائيلي من وحدتي ما يسمى درور ومبتسعيم اقتحمت الليلة قبل الماضية احدى عشرة غرفة بالسجن وقامت بحملة تفتيشات مستفزة ومفاجئة استمرت ساعات.
وأصدرت محكمتان اسرائيليتان عسكريتان أحكاما بالسجن الفعلي بحق عدد من الأسرى الفلسطينيين ومددتا فترة اعتقال آخرين.
إلى ذلك تدهورت الحالة الصحية للاسير الفلسطيني يحيى السنوار القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس الذي يقبع في عزله الانفرادي منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وفي قطاع غزة شن الطيران الحربي الاسرائيلي أمس غارة جديدة على موقع قرب بيت لاهيا. ونقلت وكالة معا عن مصادر فلسطينية قولها ان الغارة استهدفت بصاروخين مجموعة من المنازل المدنية في البلدة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال عشرين فلسطينياً كانوا يجمعون الحصى والخردة غرب بلدة بيت لاهيا .
وقالت وكالة وفا الفلسطينية ان قوات الاحتلال مدعومة بعدة آليات عسكرية اقتحمت بيت لاهيا وحاصرت عددا من العمال كانوا يعملون هناك وفتحت النار باتجاههم.
وأضافت الوكالة ان قوات الاحتلال اعتدت على المعتقلين بالضرب المبرح وأجبرتهم على خلع ملابسهم تحت تهديد السلاح قبل أن تقتادهم الى جهة مجهولة.
فرنسا: لا نعترف بضم القدس
عبرت فرنسا عن أسفها لقرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي بناء مستوطنة جديدة تشمل عشرين وحدة استيطانية في القدس المحتلة.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في لقاء مع صحفيين ان فرنسا تأسف لقرار بلدية القدس الأخير باعطاء الضوء الأخضر لمستوطنة من عشرين وحدة سكنية في حي الشيخ جراح.
واضاف فاليرو ان فرنسا شأن بقية الاسرة الدولية لا تعترف بضم القدس الشرقية وتدين اي قرار يتحكم بوضعها النهائي.
السعودية تستنكر تصريحات نتنياهو بشأن القدس
وحول تصريحات نتنياهو بشأن القدس نددت السعودية أمس بشدة تلك التصريحات مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لمواجهة السياسات الاسرائيلية التي تلقي بشكوكها على عملية السلام برمتها.
وقال مصدر سعودي مسؤول لوكالة الانباء السعودية واس ان السعودية تابعت باستنكار شديد تصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي التي صادر فيها علنا الحق الفلسطيني والعربي والاسلامي في القدس المحتلة دون أي اعتبار للحقوق الفلسطينية المشروعة وعلى رأسها القدس الشريف المحتل أو اعتبار للجهود الدولية الحثيثة لاطلاق عملية السلام.
واكد ان السعودية التي طالما دعت المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته أمام هذه السياسات الاسرائيلية المتعنتة الأحادية الجانب والمناهضة لعملية السلام فانها تتطلع الى توضيحات من اللجنة الرباعية الدولية ازاء سياسة العنجهية الاسرائيلية واصرارها على تحدي الارادة الدولية وانتهاك قوانينها وتشريعاتها وتجاهل جميع ضمانات وتأكيدات اللجنة الرباعية الدولية وخاصة أن مثل هذه التصريحات تلقي بشكوكها على عملية السلام برمتها وعلى جدية التحركات الدولية القائمة لاطلاق المفاوضات.
« حقوق الانسان » يدين الاستيطان
أدان مجلس حقوق الانسان في جنيف أمس الطابع غير الشرعي للمستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس المحتلة.
وذكرت ا ف ب ان النص الذي قدمه الوفدان الفلسطيني والباكستاني باسم منظمة المؤتمر الاسلامي والسودان بالنيابة عن مجموعة الدول العربية الى مجلس حقوق الانسان ادان اعلان سلطات الاحتلال بناء 120 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة بيطار ايليت و1600 وحدة استيطانية في رامات شلومو على مقربة من مدينة القدس داعياً اسرائيل الى العودة فوراً عن مخططها الذي سيهدد جهود الاسرة الدولية لاحياء عملية السلام.
كما تبنى المجلس قراراً بأكثرية 31 صوتاً مقابل 9 أصوات تمثل الاوروبيين والولايات المتحدة وامتناع 7 اصوات يطالب بإنهاء الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس اضافة الى ادانة عمليات التنقيب التي يقوم بها الاحتلال في محيط المسجد الأقصى.
من جهته أكد مؤتمر نصرة القدس والمقدسات الدينية الذي عقد في بيت لحم أن القدس ستبقى عربية رغم كل محاولات التهويد التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي وأنها العاصمة الابدية للدولة الفلسطينية.
وفي جدة أعلنت منظمة المؤتمر الاسلامي رفضها للتصريحات التي أدلى بها نتنياهو مؤخرا حول القدس المحتلة مؤكدة في الوقت ذاته ان المستوطنات التي تقام على الاراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية وتمثل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة.
وفي طهران طالب علي أصغر سلطانية مندوب ايران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس باتخاذ اجراءات فورية لاقرار حقوق الشعب الفلسطيني الانسانية التي حرم منها على مدى ستة عقود.
كما حذرت الحركة الاسلامية في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 من اقتحام مستوطنين اسرائيليين للمسجد الأقصى وذلك بعد أسبوع من الآن بمناسبة عيد الفصح العبري.
من جهة اخرى قال البيت الابيض امس ان الرئيس الاميركي باراك اوباما طلب من نتنياهو اتخاذ خطوات لبناء الثقة في عملية السلام في اطار محادثات جرت بينهما في وقت متأخر الليلة الماضية في واشنطن.
ونقلت ا ف ب عن روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض قوله إن اوباما طلب من نتنياهو بعد اجتماعات استغرقت ثلاث ساعات ونصف الساعة اتخاذ خطوات لبناء الثقة من اجل اجراء محادثات غير مباشرة مع الفلسطينيين بهدف تحقيق تقدم لافتا الى وجود نقاط خلاف بين الولايات المتحدة واسرائيل.
في حين وصف بيان رسمي اسرائيلي أمس أجواء اللقاء الذي جرى في واشنطن أمس بين نتنياهو والرئيس اوباما بالجيدة.
ورفض مسؤولون في البيت الابيض الادلاء بأي تعليق سواء بشأن جو اللقاء بين اوباما ونتنياهو أم بشأن فحواه.
الى ذلك قال مسؤول أمريكي ان المبعوث الامريكي الخاص للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل سيجتمع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور الولايات المتحدة حاليا.
ونقلت رويترز عن المسؤول قوله.. ان ميتشل سيجتمع مع نتنياهو وسط خلاف متزايد بين الولايات المتحدة واسرائيل بشأن السبيل الى استئناف المحادثات مع الفلسطينيين.
مشعل: خيار المقاومة
اكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس انه ليس أمام الشعب الفلسطيني في مواجهته للاعتداءات الاسرائيلية على ارضه ومقدساته سوى خيار المقاومة معتبرا ان مشروع المقاومة هو أهم ورقة قوة وضغط حقيقية يمتلكها العرب لاجبار اسرائيل على التراجع عن سياساتها العدوانية والاستجابة لدعوات السلام.
ودعا مشعل في حديث لقناة الجزيرة مساء أمس الى وضع استراتيجية عربية لمواجهة السلوك الاسرائيلي بشأن القدس تقوم على دعم صمود أهلها وايجاد مشاريع سكنية وتعليمية وصحية تثبتهم في القدس ووضع خطة لحماية المسجد الاقصى تضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته في هذا الصدد وعدم الاكتفاء بالمواقف الاعلامية والسياسية.