الخطوب تداهمنا.. فمتى نعي ماحلَّ بأمتنا؟
شؤون سياسية الجمعة 19-3-2010م غسان العزامي * الضمير جهاز نفسي يتعلق بالأنا، فالفرد الذي يهتم بتقييم نفسه بنفسه ويحاسبها لحظة بلحظة..
والذي يستوعب تقييم الآخرين لأفعاله، وبصورة أوضح إن اليقظة الكامنة في ضمير الفرد هي التي تدفعه إلى بناء ذاته ومحاولة تجنب أي خطأ أو زلة قد تصدر منه، فمن كانت فطرته سليمة وضميره حياً فسيسير في طريق الخير والسيطرة على زمام نفسه وضميره يؤدي دور الحارس أو الرقيب الذي يحثه على فعل الخير وينهاه عن كل قبيح، ولكن في زمن تكالبت فيه الخطوب وتشابكت فيه الدسائس وتعاونت أيدي الشر لتمحو البسمة في شفاه الشعوب وتغتال الكلمة الصادقة لتحارب الإنسان في إنسانيته.. في أرض الأنبياء تراق الدماء.. وتدنس المساجد.. وتنتهك الحرمات .. ماذا نقول للضمير عندما يقتل الأبرياء وترمل النساء؟! ماذا نقول عندما يستباح الدم العربي ويكون القتل بالجملة؟! فمن نخاطب في كل ذاك وقد اضمحلت الضمائر بل اختفت.. أنحزن لموتانا أم نحزن لضمائر أم نبكي ضمائر انقرضت ولسان حالهم يجيب (لا أدري.. لا أسمع.. ولن أتكلم)، كلما حدث خطب بأمتي وسالت دماء أبريائها يهب من يملك شيئاً من الغيرة العربية ويخاطب أصحاب الضمائر ولكن الحال لا يتغير ويبدو أن لا وجود لهم بيننا.. أم إن ضمائرهم لم تصحُ بعد.. فمتى تصحو تلك الضمائر على ما يحدث في منطقتنا العربية وإن عملية السلام فرغت من محتواها واستحقاقاتها حتى إن كلمة السلام فقدت معناها مع استمرار الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة وقضم الحقوق المشروعة في ظل عدوان صهيوني يومي على الإنسان العربي وأرضه وحقوقه وحتى على مقومات حياته كإنسان.. متى نعي ما حل بأمتنا والخطر يداهمنا؟ ومازلنا نسأل أين الضمير؟؟.
الضمير، أن لا ننسى أن الوطن العربي وطننا وأن القدس أرضنا وأن كل أرض عربية هي مهدك وأرض أجدادك، الضمير إدراك المحبة والثبات على المبادئ العظيمة والتي دائما هي مبادىء الإنسان الذي يسمو بالحق والعدل والإيمان ويستشرف للمستقبل آفاقاً للحياة الحرة الكريمة التي تعلمناها وعشقنا طيبتها ومحبتها وقيمها النبيلة، الضمير يقول إن كل عربي يصمت على ما يحدث بفلسطين والعراق والجولان ولبنان ويشارك فيه ولو بالصمت العاجز يكون مهزوماً كل يوم قتل واستهزاء وحقد أصفر يصيب العربي في مشارق الأرض والصامتون لا تحركهم ضمائرهم ولا أنات الثكالى ولا دمعات أطفال غزة ولا تهزهم عربية مفجوعة في جنوب لبنان وهي تنادي أغيثوني. إن من ينظر لأوضاع العرب اليوم يجد أن أجزاء من أرضهم محاصرة وأخرى تحت القصف وثالثة للقتل.. ألا للضمير من نهضة ووقفة للحفاظ على دمائنا ومقدساتنا وحرماتنا ووحدة بلادنا، أما آن الأوان لهذه الأمة من الصعود إلى العزة وتعود لعصرها الذهبي يوم كانت تحكم مشارق الأرض ومغاربها. فيا أمة العرب ألا لسعد بن أبي وقاص من كرة، ألا للقعقاع من صرخة مدوية أخرى، فقد جاوز الظالمون المدى، أما حق الجهاد وحق الفدا أما آن لأمة العرب أن تستفيق من جديد وتعيد لنا مجدنا التليد، أما لهواننا من خاتمة أما لهذا الجرح من أن يندمل أما لهذا الظلم من نهاية؟ متى تنتفضين يا أمة العرب فالأرض اغتصبت والإنسان امتهن، متى ندرك أن عزتنا بيدنا لا بيد غيرنا؟!
* صحفي عراقي
|