رأي... جهود ضائعة
ثقافة الجمعة 19-3-2010م تحتل اللغة العربية المرتبة الخامسة من حيث ترتيب اللغات، وتقدرها الاحصائيات بـ /230/ مليوناً يتحدثون بها بوصفها اللغة الأم، وقد يرتفع الرقم ليصل إلى 335 مليون نسمة كما يقول عثمان بن محمود الصيني في افتتاحية المجلة العربية،
ويضيف: وهذا العدد التقريبي لسكان العالم العربي وهو ترتيب متقدم جداً إذا عرفنا أن هناك خمسة آلاف لغة ولهجة في العالم يتراوح عدد المتحدثين بها من مئات الملايين إلى بضع عشرات من الأفراد، في حين اعتمدت الأمم المتحدة منها ست لغات إحداها العربية، غير أن هذا الترتيب يحتاج إلى تفصيل يستدعي مجموعة من الأسئلة المقلقة، فالعدد التقديري من 230 إلى 240 مليوناً لا يتحدثون باللغة الرسمية وهي الفصحى ولا يتحدث جميعهم بلغة الخطاب المشترك أو ما يسمى باللغة الوسطى، بل تتداخل فيها اللهجات المحلية وبعض اللغات السامية والحامية وإذا كان أبو عمر بن العلاء قال قبل نحو 13 قرناً: ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا ولا لغتهم بلغتنا، فما الذي سيقوله لو سمع هذا الخليط العجيب من اللهجات الأخرى من المحيط إلى الخليج.
في الآونة الأخيرة خفتت الجهود العربية المشتركة للاهتمام باللغة العربية والنهوض بها، عدا أبحاث أكاديمية للترقية وجلسات روتينية للمجامع اللغوية والعلمية وكتب يغلب عليها التكرار والإنشائية، وضاعت وسط هذا الركام بعض الجهود المخلصة والفاعلة والكتب القيمة والأبحاث الجادة ولكنها مع ذلك غير كافية في ظل طوفان التواصل الإعلامي الدولي وهيمنة العولمة ما يجعلنا نتساءل مع نصر بن سيار: أأيقاظ أمية أم نيام؟
|