وعوضاً عن ذلك اشترت كلباً ومع تجديد منزلهم في لندن غرقت سوفي وزوجها تماماً في عملية تربية الكلب وبعد خمس سنوات من اجهاضها المؤلم الأول اكتشفت أ نها حبلى .
هي قصة مألوفة يرويها أولئك الذين يرون بأن المرأة اليوم تبذل جهوداً كبيرة لتغدو أماً وتتفق سوفي مع هذا الرأي وتؤمن بأن دماغها هو من كان يقوم طوال خمس سنوات بتخريب فرصها فتقول : لقد كنت مهووسة وأصاب بالإحباط في كل شهر عندما أدرك أنني لست حبلى ، ولكن في أعماقي ،أشعر بالارتياح بأنني لن أمضي الاثني عشر أسبوعاً القادمين بالخوف من حصول إجهاض آخر.
بعد شراء الكلب بدأت سوفي بمراجعة مستشارة خصوبة وتقول : عدت من جديد لرؤية جسدي بطريق ايجابية وعلمتني أن أكون أكثر هدوءاً في أمور الحياة وواثقة بأني سأحصل على طفل في يوم ما .
ولأننا كنا على وشك تربية كلب ،لم نجد أنا وزوجي صعوبة كبيرة في إتباع مشورتها بعد الجلسة الخامسة ، أضحت سوفي حبلى والآن هي في العمر الأربعين لديها طفلان أحدهما في الثالثة والآخر عمره سنة طبعاً إضافة إلى الكلب .
جمعت قصة عائلة ماكينتوش مع أربع عشرة أخرى من قبل ميكاييلا رايان في كتاب بعنوان محاولة الحمل وفكرته الأساسية هي أن الدماغ يلعب دوراً كبيراً في الخصوبة وهو ماتؤيده بقوة القابلة زيتا ويست التي أطلقت منذ مدة برنامج « وجهي عقلك» ويتضمن تقنيات مثل الاسترخاء والعلاج بالفن ، تنويم مغناطيسي وتعلم السلوك الإدراكي أي تحويل الأفكار السلبية إلى أخرى ايجابية.
تقول ويست : أعلم أن الأمر يجعلني أبدو مشوشة ،وأنا متأكدة أني لست كذلك إذ أمارس هذا منذ زمن طويل وأثق بأن الرابط بين الجسد والدماغ حاسم جداً وتضيف بأن نسبة العقم غير المفسر تصل إلى 23٪ من حالات العقم 80٪ منها تتعلق بالدماغ وقد يكون السبب خوف باللاوعي من إنجاب طفل أوضغوطات ناتجة عن القلق من إمكانية الحمل ، وتلعب الرسائل السلبية من الماضي دوراً هاماً جداً إذ أنها تبقى معك . ورغم أن الأدلة على العقم بفعل الدماغ ضئيلة غير أنه يوجد اتفاق متزايد على أن الضغط يؤثر على جزء الدماغ المسؤول عن الهرمونات التناسلية.
يقول الدكتور جاكي بويفين : وهو عالم نفس في جامعة كارديف البريطانية متخصص في العقم بشكل أساسي عندما يتعرض حيوان لضغط يرسل دماغه إشارات لإيقاف التناسل وقد ثبت ذلك في الفئران و الخراف والأبقار والثيران ولكن من الأصعب إثباتها في الإنسان.
قامت طبيبة التوليد الأميركية أليس دومير وهي رائدة في مجال الربط بين الجسد والدماغ بعدة دراسات بحثت في إحداها حالة 185 امرأة قمن بتجربة أطفال الأنابيب ثلثهن قمن ببرنامج الدماغ والجسد لمدة عشرة أسابيع ثلث آخر انضم لمجموعة تقدم الدعم والتشجيع وبقي ثلث دون أي نشاط وكانت النتيجة أن 55٪ من مجموعة برنامج الجسد والدماغ و 54٪ ممن انضممن إلى مجموعة الدعم و20٪ من الثلث الباقي قد حملن.
كانت سيتا راشيد في الثامنة والعشرين عندما بدأت وزوجها طاهر محاولات الإنجاب وبعد سنة لم يحدث شيء ولم تكن الأبحاث الطبية حاسمة لذا أضيف الزوجان إلى حوالي 400،000 شخص في بريطانية مصنفين ضمن العقم غير المفسر وبعد ثلاث محاولات فاشلة للتخصيب داخل الرحم ، انضمت سيتا إلى مجموعة تشجيعية و تقول : يستنفذك العقم أنه يحتجز كل حياتك وكل مرة تخرجين من منزلك سترين نساءً حوامل أو أخريات يدفعن عربات أطفالهن و ستشعرين وكأن كل نساء العالم حبالى إلا أنت ولكن مع المجموعة التشجيعية تعلمت سيتا الاسترخاء وتغيير نظامها الغذائي وممارسة اليوغا وتقنيات تتحدى فيها الأفكار السلبية .
وبعد فترة وجيزة قامت بمحاولة الزرع الرابعة ونجحت وولدت طفلتهما هيما و تقول سيتا : لاأستطيع أن أقول كيف حصل التغيير ولكن الدماغ ذو قوة هائلة وعلينا ألا نستخف به .
ولكن يرتاب كثير من الأطباء بهذه المعلومات فيقول ريتشارد كينيدي المختص بالعقم من مشفى جامعة كوفينتري البريطانية والأمين العام لجمعيات العقم الدولية :
فقط انظروا إلى الضغوطات الكبيرة التي عانى منها الناس في الحرب العالمية الثانية والمجاعة في افريقيا ومع ذلك كانت النساء تنجبن بسهولة ولكنه بالمقابل لاينكر تماماً العلاقة بين الدماغ والجسد فيضيف :
نسمع بأزواج وصلوا لمرحلة أخبرهم أطباؤهم بعدم إمكانية عمل المزيد لهم ، لذا قرروا تربية كلب أوالتجوال حول العالم فاسترخوا وحصل الحمل بشكل طبيعي ولكن حسب علمي لا توجد أبحاث حول ذلك الرابط .