على واد سحيق وتؤكد المعطيات المعمارية على وجودها في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي وكما تفيد بأنها شهدت حروباً وأحداثاً تاريخية.
لم يكن اختيار الموقع عبثاً فقد اختيرت لكونها من المواقع الحصينة طبيعياً والأكثر وعورة لصد هجمات الخصوم في تلك الفترة، إضافة إلى موقعها الحصين فقد كانت القلعة تسيطر على بقية القلاع المجاورة وهي قدموس - العليقة- الخوابي- مصياف- الرصافة- أبو قبيس/.
حالياً القلعة متهدمة ويلاحظ بقايا سور يحيط بها وثلاثة أبراج متهدمة من الشرق والغرب والجنوب، إلا أن القلعة الأساسية محفورة في الصخر وفيها آبار لتخزين المياه كما كانت تصلها المياه بقناة فخارية من عين تجري على بعد 2 كم منها.
يتم الدخول إلى القلعة عبر ثلاث بوابات وأهم معالمها التي ظهرت بعد أعمال كشف الموقع هي الحمام ومبنى يعتقد أنه مركز ديني وأدراج وجدران حجرية وفوهات ومداخل تؤدي إلى عقود حجرية وتاجي عمود على أحدهما رؤوس بشرية ذات ملامح فارسية والآخر مربع ذو زخارف هندسية وقطعتان حجريتان عليهما رسم بوابة قوسية بداخلها أسد متأهب.
ومؤخراً وبهدف وقف زحف الأراضي الزراعية على المساحات الحراجية التي تحيط بالقلعة أصدر وزير الزراعة الدكتور عادل سفر قراراً يقضي بموجبه تحديد موقع قلعة الكهف بمحافظة طرطوس والبالغة مساحتها 26 هكتاراً محمية طبيعية حراجية ويهدف القرار إلى وقف زحف الأراضي الزراعية على المساحات الحراجية الباقية في المنطقة وحماية النباتات الطبية المعمرة والعشبية وأشجار السنديان والبطم المتقزم وتوفير الظروف المناسبة له لبلوغ مرحلة الغابة الأوجية والمحافظة على الأنواع النباتية النادرة مثل القيقب السوري- الشريين- السنديان البلوطي كما نص القرار على منع ممارسة الرعي وفلاحة الأرض أو زراعتها والتحطيب وقطع الأشجار والشجيرات اضافة لمنع حفر الآبار وإلقاء الأتربة والفضلات ودخول الآليات وشق الطرقات وأخيراً نأمل بهذه الخطوة من وزارة الزراعة أن يعاد للقلعة ألقها وتوهجها لما تخبئ من قصص وروايات تاريخية رائعة بين جدرانها وحجارتها الصخرية..!