تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سياسات مصيرها الفشل

شؤون سياسية
الخميس 14/6/2007
ممدوح الزوبي

جميع الخطط الامنية التي طبقها الجيش الامريكي في العراق.. كان مصيرها الفشل الذريع.. ولهذا السبب لجأت الادارة الامريكية الى اهم المبادىء التي اسس لها الملك البريطاني.. جورج الاول, حينما قرر استخدام المبدأ اللااخلاقي القائل(فرق تسد) , ثم اتبعه بشقيقه المبدأ الآخر وهو (الغاية تبرر الوسيلة) , وهما اكثر المبادىء والاسس اللااخلاقية سوءا في العالم,

لانه يتعلق في كيفية فتح صناديق الشر على مصاريعها, ويؤدي الى اذكاء نار الفتن التي من شأنها القضاء على مستقبل أي شعب واية امة مهما كانت اسباب وعوامل قوتها, فيجعل الناس يقاتلون بعضهم بعضاً بلاشفقة ولارحمة, عن طريق تطبيق مخطط في غاية البساطة: تقسيم الناس على اساس ديني, اوطائفي, او عرقي, وشحنهم بالخلافات تزويدهم بوسائل القتل, ثم دفعهم الى الاقتتال, على النحو الذي يتيح الملك جورج الاول حينها تطبيق سياسة فرق تسد, او فرق بينهم لكي تستطيع ان تسيطر عليهم, ولاتدعهم يتصالحون أبداً, لأنهم سوف يتوحدون وينقلبون عليك.‏

وهذا مايفعله الامريكيون في العراق وافغانستان.. طبعا بمشورة احفادجورج الاول.. شركاء الامريكيين في جميع حروبهم القذرة ضد شعوب العالم الثالث وخاصة في العراق وافغانستان.ويقول الباحث الامريكي كانون هاليبان في مقال له (اذا نجحت ادارة بوش في جهودها الحالية الهادفة لتقسيم الإسلام, فإنها سوف تعيد الحيوية للتكتيك الاستعماري الكولنيالي القديم:فرق واغزُ واحتل).. وقد تزايدت الانفجارات واعمال العنف في بغداد خلال العام الماضي ومطلع هذا العام, ونشطت اعمال الفوضى التي تبين ان اسهام اجهزة المخابرات الامريكية والاسرائيلية كان كبيرا فيها, فجل عمليات التفجيروالقتل والخطف ارتكبتها عناصر المخابرات الامريكية والموساد الاسرائيلي..‏

وقد استغلت ادارة بوش, سوء الاوضاع التي اشرفت على صناعتها في العراق كذريعة من اجل زيادة عدد القوات الامريكية.‏

وطلب المزيد من الاموال والميزانيات, ورفض تحديد تاريخ او جدول زمني للانسحاب من العراق. واستهداف دول الجوار العراقي وعلى خلفية تصاعد حدة الانفجارات وعمليات القتل الاخيرة التي تعرضت لها بغداد, قامت سلطات الاحتلال الامريكية ببناء ال (جدار العزل) في منطقة الاعظمية داخل بغداد وذلك لكي يفصله عن بقية الاحياء مسترشدة بما فعلته اسرائيل من خلال بناء جدار الفصل في الضفة الغربية..ومافعله نظام الفصل العنصري البائد عندما اقام معازل خاصة للسود في جنوب افريقيا.‏

وهكذا, تطورت خطة تأمين بغداد التي بدأتها قوات الاحتلال الامريكي الى مرحلة تأمينية جديدة, هي مرحلة ايقاع العقاب الجماعي بالسكان العراقيين, عن طريق تحويل احيائهم السكنية الى حظائر وزرائب وسجون محوطة بالجدران الاسمنتية العالية, والبوابات والابراج التي يشرف عليها الجنود الامريكيون وعملاء الاحتلال العراقيون.‏

ومما يذكر هنا انها ليست المرة الاولى التي يلجأ الامريكيون الى هذا الاسلوب في العراق فقد اتبعوه في الفلوجة بعد المعركة الثانية, كما انهم احاطوا تل عفر بحاجز ترابي كبير واسلاك شائكة وجعلوا الدخول والخروج من اماكن محددة. لكن الاعظمية هو لمحاربة المقاومة, والأعظمية معقل اساسي لها, ضللوا الرأي العام والناس فقالوا انها لحماية الاعظمية من العنف الطائفي, انها سياسة قلب المعاني.‏

فشلت هذه الخطة في الفلوجة وفي تل عفر فقد استمرت المقاومة. وبالطبع ستفشل في الاعظمية لان مقاتل حرب العصابات ليس جندياً نظامياً, بل هو من السكان ويذوب فيهم, كل ماستفعله هذه الجدران انها ستزيد المعاناة الإنسانية وستزيد حجم الحقد على الجيش الامريكي وبالتالي ستزيد اشتعال المقاومة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية