تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كوابيس

البلد لوجيا
الخميس 14/6/2007
سلمان عزالدين

دراما الحياة اليومية

تطالعنا الصحف المحلية, كل يوم تقريباً, بعناوين على هذه الشاكلة: (سيناريوهان لإصلاح القطاع العام الصناعي, ثلاثة سيناريوهات لضبط الأسعار, السيناريو الأرجح لآلية رفع الدعم, السيناريوهات المتداولة لتحسين الدخل...الحكومة تدرس عدة سيناريوهات لوضع النفط المستقبلي...).‏

يبدو أن مخططي الاقتصاد في بلدنا قد تحولوا إلى كتابة الدراما, وبالنظر إلى البهرجة التي تسم تصريحاتهم.. وإلى كثرة الأقنعة الملونة, والدخان الذي بلا نار, والتقافز الرشيق, والصيحات المدوية, والمصطلحات غير المألوفة, والوعود التي لا يحدها زمان أو مكان...بالنظر إلى كل ذلك نستطيع أن نستنتج بأنفسنا أي نوع من الدراما يكتب هؤلاء: فانتازيا تاريخية بالطبع.‏

بمثابة بشرى سارة‏

(مياه الشرب في دمشق مستقرة هذا الصيف)... هكذا صرح أحد مسؤولي المياه منذ بضعة أيام لصحيفة رسمية. ومن نبرة التصريح الواثقة, ومن الحماسة البادية في العبارات القليلة الحاسمة, بدا الرجل وكأنه يزف لنا بشرى سارة, وربما هو يجلس الآن في مكتبه منتظراً أن يكافأ بنيشان ما لقاء هذا الإنجاز المتميز, بل إن بعض القراء المصابين بداء التهليل الدائم تنفسوا الصعداء وتناقلوا الجريدة بينهم كما لو أنهم يتناقلون خبر زيادة وشيكة للرواتب..‏

ولكن ومهما بلغ تسامحنا مع الحماس البريء الذي يبديه المسؤولون أمام مسجلات الصحفيين, ومهما حاولنا توسيع مفهومنا للنسبية, ومهما بلغ احترامنا للرأي والرأي الآخر... فما الذي يعنيه تصريح المسؤول سوى هذه العبارة المرعبة حرفياً: (هذا العام أيضاً سوف نوشك على الموت عطشاً)....فما هو المفرح في الأمر ?!‏

الساحة الألفية‏

لا أحد يذكر بدقة متى بدأ العمل في ساحة العباسيين, ولا أحد يعرف متى ينتهي, غير أن المصيبة هي أن لا أحد, على ما يبدو, يعرف ما هو هذا العمل أصلاً..!!‏

منذ أشهر طويلة والعمال يحفرون ثم يردمون قبل أن يعاودوا الحفر مجدداً...هكذا في عملية تبدو وسواسية بلا نهاية وبلا هدف محدد..‏

من يدري.. لعل مسؤولاً ما قد أوعز ذات يوم لهؤلاء العمال بأن يقلبوا الساحة رأساً على عقب, ثم نسي أن يعود إليهم ليقول لهم ما الذي عليهم فعله بعد ذلك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية