ها هي اليوم تبرهن على قوتها وصدق رؤيتها في كل المجريات سواء ضمن العمليات العسكرية أم في قرار التهدئة المتخذ حماية للمدنيين.
إدلب التي تخطف الأضواء في الوقت الراهن تدفع بالجميع لإعادة حساباتهم، حيث رفعت وتيرة المساومات بين حلفاء الإرهاب، ودفعت النظام التركي إلى الدخول أكثر في سراديب أوهامه التوسعية عبر إرسال مزيد من التعزيزات لدعم الارهاب في مناطق وقف إطلاق النار في مسعى جديد لخرق اتفاقاتها التي توصلت لها مع روسيا.
إلا أنه ومع مرور الأيام تتواصل الفضائح التي تكشف سياسات رئيس النظام التركي أردوغان الخبيثة حيال سورية، بحيث لم يعد ينطلي على أحد أي نوع من انواع الفبركات والمزاعم التي يطلقها ويتستر خلفها، فقد أثبتت الايام والاحداث والصور العمل الإرهابي الذي يقوم به أردوغان هو ومرتزقته على الأرض السورية من جرائم قتل وسفك للدماء وتهجير للمدنيين.
أما داخلياً فقد جاءت الفضائح أقوى بوقعها على الاخواني أردوغان من خلال ما أشار إليه رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو إلى أن حزبه مستمر بفضح سياسات أردوغان في سياق تعاطيه مع الأزمة في سورية والتي كان هو اي اردوغان أول مفتعلي الازمة في سورية.
وأشار كيليتشدار أوغلو خلال اجتماع للجنة التنفيذية في الحزب اليوم إلى البيان الختامي للمؤتمر الذي نظمه حزبه قبل أيام بمشاركة أحزاب أخرى وقال: «يبدو واضحاً أنه لا حل للأزمة في سورية إلا عبر الوسائل السياسية وهو ما يتطلب العمل المشترك ضد جميع التنظيمات الإرهابية الموجودة فيها وخاصة في إدلب».
تلك المعطيات تظهر إلى العلن الازمة الحقيقية التي تواجه اردوغان على الصعيد الداخلي بحيث تثبت أن الشارع الداخلي والعديد من الأحزاب غير راضين عن سياسة اردوغان التي يتبعها مع سورية، وبأن الانغماس في دعم الإرهاب بات يشكل وصمة على جبين الوصولي اردوغان.
ومن المعروف أن نظام أردوغان دعم على مدى السنوات الماضية التنظيمات الإرهابية في سورية بالمال والسلاح وأقام للإرهابيين مراكز إيواء على الحدود وقام بنهب النفط السوري مع تنظيم «داعش» المدرج على لائحة الإرهاب الدولية.
وعلى الصعيد الداخلي أيضاً تسببت الأزمة الاقتصادية التي تعانيها تركيا وتوقف كثير من الشركات عن العمل، في ارتفاع معدل البطالة لتصل إلى 13 في المئة، وفق هيئة الإحصاء التركية.
وتشير بيانات هيئة الإحصاء الأخيرة إلى أن عدد العاطلين عن العمل ارتفع 938 ألفاً على أساس سنوي، ليبلغ مجمل عدد العاطلين في تركيا اكثر من 4 ملايين.
وجر ارتفاع معدل البطالة سيلاً من الانتقادات على رئيس النظام التركي رجب أردوغان وحكومته بسبب سوء إدارتهما «أزمة التوظيف».
ويعاني الاقتصاد التركي خلال الفترة الأخيرة أزمات عدة، أبرزها ارتفاع معدلي البطالة والتضخم، إضافة إلى انخفاض قيمة العملة المحلية (الليرة) وتراجع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر.
ويرجع محللون إلى أن كل الازمات الداخلية التي أصابت تركيا في السنوات الأخيرة هو جراء السياسات الإرهابية المتبعة من قبل نظام اردوغان، وتعاطيه غير الاخلاقي مع دول الجوار في العراق وارمينيا واليونان وقبرص، إضافة الى الاعمال والجرائم الإرهابية ضد المدنيين التي ينفذها بواسطة إرهابييه في سورية.