بمادة أولية وطنية تشكل الرافع القوي لتطوير الصناعة السورية من جهة أخرى الفائدة الأهم من دعم الزراعة يجب أن تعود على المزارع أولاً وتؤمن له دخلاً وربحاً جيداً، ليستمر بزراعته ويطوّرها كمّاً ونوعاً.
هذا ما وعدته الحكومة وعملت عليه بصورة غير تقليدية وبدأت استراتيجيتها هذه بدعم العديد من المحاصيل الزراعية ومنها زراعة التبغ الذي يعدّ أحد المحاصيل المهمة التي تشغل عدداً جيداً من اليد العاملة في مختلف مراحله من الزراعة وحتى التصنيع .
بعد جهد جاد وعمل كبير بذلة المزارع السوري والجهات المعنية بدعم وحماية مادة التبغ يحين اليوم موعد استلام التبغ من المزارعين حيث تقوم المؤسسة العامة للتبغ باستلام محصول التبغ لموسم 2019 - 2020 .
المدير العام للمؤسسة العامة للتبغ محسن عبيدو أكد للثورة أنه تم افتتاح أول لجنة شراء بتاريخ 22/ 9/ 2019 لشراء صنف شك البنت في لجنة شعبة زراعة بانياس وقد تم افتتاح /3/ لجان حتى تاريخه ويتم استلام التبغ في تلك اللجان بمعدل 200 طرد يومياً في كل لجنة والشراء يتم وفق الحالة الفنية للمحصول، موضحاً أنه سيتم تباعاً افتتاح لجان شراء محصول التبغ حسب البرامج الزمني الذي حددته المؤسسة وبما يتناسب وجهوزية الأصناف للتوريد في كل مناطق زراعة التبغ وبما يخدم المزارع ليتمكن من توريد محصوله إلى أقرب نقطة لتوفر علية المؤسسة الجهد وتكاليف نقل تبوغه علماً أن عدد اللجان التي سيتم افتتاحها تتراوح بين 32 - 35 لجنة شراء لتغطي كل مناطق زراعة التبغ .
وأشار أنه يتم شراء التبوغ حسب المواصفات الفنية ودرجات الجودة إنصافاً للمزارعين ولتمييز المزارع الذي التزم بتعليمات المؤسسة وتعاون مع الجهاز الزراعي للحصول على منتج ذي مواصفات جيدة ورغم الظروف الجوية السيئة والتي تؤدي إلى انخفاض الإنتاج فإن الكميات المقدرة إنتاجها هذا الموسم حوالي 5ر11 مليون كيلو غرام موضحاً أن تلك الكمية حددت تبعاً للعمليات الزراعية التي يقوم بها الجهاز الزراعي من مساحة وكثافة وتخمين لمحصول التبغ في حقول المزارعين والتي تعطي تصوراً أقرب إلى الواقع عن إنتاج كل حقل الأمر الذي يلزم المزارع بتقديم محصوله حسب الكمية التي يتم تخمينها من قبل الجهاز الزراعي وبحضور المزارع وبتصريحه عن الكمية المتوقع إنتاجها مما لا يفسح المجال له بإعطاء كمية أقل عما تم تخمينه وبالتالي قطع السبل على تجار التبغ وسماسرته ومنعهم من شراء بعض إنتاج مزارعي التبغ للدرجات الجيدة وتهريبه وحرمان المؤسسة من الدرجات الجيدة من التبغ والإبقاء على الدرجات المنخفضة ما يسبّب خسارة للمؤسسة وضرب سمعة وجودة التبغ السوري والتأثير سلباً على صناعته.
وأكد أن ثمن التبوغ الموردة سيتم تسديدها للمزارعين تباعاً حسب المعاملات الأقدم فالأحدث وخلال مدة أسبوع من تاريخ توريد محصول المزارع وبموجب شيك مصرفي، وذلك بعد حساب معاملاتها من خلال برنامج الأتمتة الذي يتم العمل عليه في دائرة الشراء حيث يحق للمزارع أن يعترّض على تخمين قيمة محصوله في حال شعوره بالغبن خلال مدة أقصاها يومين من تاريخ التوريد لتشكل لجنة إعادة كشف وبحضور المزارع أو من ينوب عنه.
ولتوخي الدقة في عملية شراء التبغ حسب درجات جودته أفاد انه يتم اختيار خبراء الشراء من الجهاز الزراعي المتمرس في أعمال الزراعة وفق ضوابط وأسس يتوجّب عليه الالتزام بها ويكون قد خضع لدورة خبرة ونجح فيها وهو على دراية كافية بدرجات جودة كل صنف حيث أن عملية شراء محصول التبغ هي عملية فنية فلكل درجة من كل صنف مجموعة من الصفات التي تميزها من حيث نسيج الورقة ولونها والطبقة التي نشأت منها ومدى نجاح عمليات تجفيف الورقة والإصابات الميكانيكية التي تعرضت لها الورقة ومدى تأثرها.
بالمقابل إجراءات عدة قامت بها الحكومة قبل الوصول إلى هذا الحصاد المميز لهذه الزراعة للنهوض بعملية إنتاج وصناعة التبغ حيث يؤكد عبيدو أن المؤسسة مستمرة بهذا الدعم فقد قامت بتقديم البذار العالي الجودة وعالي النقاوة والمنتج في حقول خصصت لهذه الغاية وبمواصفات مدروسة وبإشراف فنييين من المؤسسة كما قامت بتأمين الشتول المنتجة في مشاتل المؤازرة الخاصة بالمؤسسة لتغطي حاجة المزارعين الذين قد تتضر مكاسبهم او حقولهم نتيجة الظروف الجوية ناهيك عن تأمين كافة مواد الخطة الزراعية المطلوبة لإنجاح الموسم والي تتضمن المبيدات الحشرية والفطرية والخيطان والبلاستيك والمضخات وغيرها « كذلك الأسمدة الذوابة ذات المعادلات السمادية المدروسة التي تؤمن للنبات احتياجاته من العناصر الغذائية إضافة الى تامين الأسمدة الكيميائية ، ويتم توزيع مواد الخطة في مكتب مراقب كل منطقة تسهيلاً للمزارعين باستلام حاجة محصولهم منها. بالإضافة الى تأمين مادة المازوت لمزاراعي التبغ من صنفي البرلي والفرجينيا ليتسنى لهم إتمام كافة العمليات الزراعية الخاصة بهذين الصنفين للحصول على منتج بالمواصفات المطلوبة للصنف.
وأضاف أن الحكومة عملت على تأجيل ديون المزارعين نتيجة تتضرر المحصول جراء الأحوال الجوية الى مواسم لاحقة وتم السماح لهم بتربية النبت الثاني» الزغفة» و رفع قوائم بأسماء المزارعين المتضررين الى وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي « صندوق التخفيف من اثار الكوارث الطبيعية « بغية تعويضهم ماديا كون المؤسسة مشتركة بهذا الصندوق وتحويل المبلغ المطلوب لصالح الصندوق سنويا. بالإضافة كل هذه الإجراءات فان سعر الشراء زاد خلال السنوات الماضية حسب مدير الزراعة في المؤسسة العامة للتبغ بنسبة 200 بالمئة لبعض الأصناف وقد بلغ هامش الربح حوالي 264 % وأدى تأمين مستلزمات الإنتاج ومواد الخطة الزراعية التي توزع على المزارعين تسليفا على المحصول وبعضها يقدم مجانا كمبيدات المساكب أدى إلى زيادة ملحوظة في أعداد الزارعين للتبغ وتزويد معامل التصنيع بكميات وفيرة وبجودة عالية كانت من المواد الرائجة للتصدير بعد خطوات دعم الصادرات السورية بالنظر إلى النتائج المحققة من الاستراتيجية المتبعة في دعم الزراعة والتي تشكل المادة الأولية للصناعة السورية يبدو واضحا ان العمل مستمر في تحقيق شعار كبير وهام وهو الاعتماد على الذات وهذا ما سيضمن انتصار كبيرا لسورية في حربها الاقتصادية.