وساطة يحاول القيام بها ايمانويل ماكرون منذ أشهر للتقريب بين واشنطن وطهران الى أن وصل حد تأمين خط اتصال هاتفي بين الرئيسين في فندق «ميلينيوم هيلتون « حيث كان يقيم الرئيس روحاني
تم الاتصال مع ترامب غير أن روحاني رفض الرد على المكالمة بينما كان ترامب ينتظر على الخط .
الصحافة الفرنسية تناولت الحدث باهتمام بالغ حيث عنونت صحيفة لوموند : « لقد كان الرهان كبيراً « وكتبت مجلة لوبوان : « الليلة التي رفض روحاني الرد على ترامب « ، أما صحيفة لوفيغارو فقد كتبت تحت عنوان : « كيف خذل روحاني ماكرون وترامب « :
على مدار الأسبوع الماضي وخلال اجتماع الجمعية العامة في الأمم المتحدة أقام الوفد الفرنسي خط هاتف آمن في الفندق النيويوركي حيث يقيم الوفد الإيراني بهدف أن يتوصل الرئيسان للحديث بشكل مباشر, ونحن نعلم أن ايمانويل ماكرون كان قد استخدم ذخيرة دبلوماسية ليقنع الرئيسين الأمريكي والإيراني باللقاء في آخر اجتماع للجمعية العمومية لكن دون نتيجة .
إنما تفاصيل حكاية ذلك المساء كما سردتها صحيفتا نيويورك تايمز و نيويوركر والتي أكدها أيضاً مصدر دبلوماسي فرنسي الى وكالة الصحافة الفرنسية تستحق أن تكتب رواية في تفاصيلها وهي أن ماكرون ذهب الى الفندق الذي يقيم فيه روحاني محاولاً اقناعه التحدث الى ترامب, كما أسرع فريق من التقنيين الى قاعة اجتماعات في الطابق ذاته حيث يقيم الرئيس روحاني لتركيب خط هاتف آمن وقد تحدد موعد المكالمة الساعة التاسعة والنصف مساءً الوقت الذي سارع فيه ماكرون بالوصول الى الفندق قبل التاسعة بدقائق بعد أن تناول عشاءه في مطعم «بيتزا» مجاور للفندق متذرعاً التنزه في شوارع نيويورك , وبحسب نيويورك تايمز أن الخط الهاتفي وضع بشكل سري وكان ترامب ينتظر في الجهة الأخرى من الخط وما كان على الرئيس روحاني سوى الخروج من غرفته والدخول الى تلك القاعة لكنه لم يفعل بل رفض مطالباً أولاً برفع العقوبات الأمريكية قبل أي نقاش ,وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن ماكرون بقي واقفاً في الممر ,وترامب ينتظر الخط ليعلمه ماكرون أخيراً بأنه لن يكون هناك حديث مباشر ، لقد كانت خيبة أمل حقيقية بالنسبة لباريس أيضاً .
هذا وتعود محاولات ايمانويل ماكرون هذه الى عدة أشهر وكان قد ضاعفها منذ انعقاد مؤتمر الدول السبع «G7» في بياريتس في شهر آب الماضي لكن طالما أن ترامب يرفض رفع العقوبات القاسية عن إيران لن يكون هناك لقاء بين إيران والولايات المتحدة وموقف إيران واضح بهذا الشأن لكن ترامب يعتقد أن بإمكانه لي ذراع إيران بالضغط الذي يمارسه وفرض العقوبات عليها لإجبار قادتها الجلوس الى طاولة المفاوضات, وكانت الولايات المتحدة هي التي ألغت الاتفاق النووي وهذا ما فاقم التوتر مع إيران وفي منطقة الشرق الأوسط .
إيران اليوم تعري موقف ترامب وعدم كفاءته مع فريقه في التعامل معها إ أيضاً تردده في الدفاع عن دول الخليج وكشف أن مايهمه فقط سحب أموالهم وامتصاص مواردهم وعلى هذا المنوال لن يستطيع الأميركيون تهدئة الوضع في الشرق الأوسط ولا لقاء المسؤولين الإيرانيين إن لم يرفعوا العقوبات عن إيران .
مشكلة ترامب الآن أنه يصعب عليه سحب العقوبات لأن ذلك سيكون وسيفهمه العالم بأنه نصر واضح للإيرانيين وهزيمة للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط كما سيعني ذلك أن كل ما قامت به أمريكا ضد إيران خلال السنوات الأخيرة لم يثمر شيئاً وسينتهز خصوم ترامب السياسيين الفرصة لعرقلة الطريق أمام ترامب في الوقت الذي يسعى فيه لإعادة انتخابه في المرحلة المقبلة .
إيران لم تمنحه الفرصة للحظة التقاط الصورة وهو يصافح الرئيس روحاني دون تحقيق شروطها وبالتالي فإن الوضع لن يتغير على المدى المنظور والضغوط ستستمر علماً أن آخر تصريح للرئيس روحاني كان : أن طريق الحوار سيبقى مفتوحاً لكن الثقة بأن لقاءً مع الرئيس الأمريكي سيتم مفقودة .