يقول أحمد الأحمد وزير الثقافة في افتتاحية العدد الجديد من المعرفة: لكن سورية خرقت هذه القاعدة وأبطلتها، ففي زمن الحرب الكونية المدمرة على بلدنا، وظروف الحصار.. لم تتوقف وزارة الثقافة عن أداء أعمالها ونشاطاتها.. وهذا بحدّ ذاته إصرار على الانتصار ورفض للهزيمة والانكسار..».
وتنوعت العناوين في العدد 672 للسنة الخامسة أيلول 2019 من مجلة المعرفة ضمن أبوابها الثابتة، فنقرأ في كلمة العدد تحت عنوان «حالات جمالية» للكاتب ناظم مهنا رئيس التحرير يقول: «الانتحال في الشعر العربي ضرورة عقلية، وعملية تحويل واعية لإحداث تقدم نحو الأمام، وبناء منظومة شعرية ذات قواعد راسخة، عند قوم الشعر والنظم ديدنهم ومأثرتهم العظمى مع أخذ المآرب النفعية للمنتحلين أو رواة الشعر بعد عصر التدوين بالحسبان..».
ويتطرق العدد إلى مفهوم الحداثة، فقد كتب أسعد طربيه: «نحن والحداثة» وعن عوامل نشوئها ورصد سبع محطات لها منها «النهضة، الثورة الزراعية والصناعية والعلمية، والثورة السياسية».
وعن الذات الشاعرة في ضوء المنهج النفسي كتبت د. غيثاء علي قادرة «لأن النص الشعري عالم يزدحم بالإشارات ويغتني بالدلالات كان لابدّ من إبراز أثر المنهج النفسي السياقي في دلالات النص والتغلغل في رؤى المبدع النفسية والبحث في أسبابها ومكوناتها..»
أما إشكالية الأنا والآخر لدى كازانتزاكي فتعبر عنه د. ماجدة حمود وتقول: «تهدد الحروب الإحساس بالهوية، فتوقظ العنفوان والاعتزاز لدى الإنسان، وهذا مايلاحظه المتلقي في كل كتاب كتبه كازانتزاكي، إذ تجده يتغنى بانتمائه إلى بلده اليونان..»
وعن مشكلات الطفولة من منظور علم النفس كتب حسين محيي الدين سباهي «الاكتئاب هو شعور بالحزن والغم مصحوب غالبا بانخفاض في الفاعلية ويحدث سلوك إيذاء الذات عندما يعمد الناس إلى الإضرار بأنفسهم، والانتحار هو شكل متطرف من سلوك إيذاء الذات..».
هذا إلى جانب الأبواب الثابت من الشعر والسرد والآفاق الثقافية والمتابعات والقراءات، ومن ثم نطل على نافذة الثقافة بالتعرف على أهم الإصدارات يعدها حسني هلال ومنها: الهاجس اللغوي للدكتور محمود أحمد السيد، نزيف الياسمين رواية الكاتب سليم عبود، ورواية رحل النهار مبكرا للقاصة ضحى مهنا، ومجموعة قصص «أحبك ياوعل الجبال» للأديبة هدى وسوف، وكتاب «لواء الإسكندرون والسياسة الاستعمارية» لمؤلفه د. عبد الرحمن البيطار.
وفي صدى المعرفة أعدت ريما محمود دراسة عن رحيل الأديبة توني موريسون أول أمريكية سمراء تنال نوبل وكانت تقول: «أتمنى الكتابة عن السود من دون القول إنهم سود، تماما مثلما يكتب البيض عن البيض».
أما كتاب الشهر فهو بعنوان «الكلب الذي رأى» للكاتب الإيطالي دينو بوتزاتي، ترجمة حسين رفعت فرغل، وهي تعبر عن أسلوب الكاتب وتقدم جانباً من أجوائه الذهنية، يتحدث فيها عن الفقر والاغتراب والجحود والنكران الذي يلف العالم.