تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عبد الفتاح قلعه جي يفرد أوراقه..ليصّـــور الواقــــع الإنســــاني صاعــــداً وهابطـــاً

ثقافة
الجمعة 4-10-2019
عمار النعمة

هذه المسرحيات تجمع مابينها المصائر الإنسانية, لآلامها وطموحاتها, وشقائها وسعادتها, في مواجهة قوى الظلام والإحباط ومشعلي الحرائق والحروب,

وفي صراعاتها الذاتية والداخلية.... إنها الإنسانية النازفة التي عليها أن تصلي آملة بالعودة المستحيلة أو أن تنتظر طويلاً أمام المعابر حالمة بأن تصل إلى فردوسها المتوهم المفقود أو نهايتها المحتومة.‏

بهذه المقدمة صنع من مجموعته المسرحية خطاباً جمالياً, وعذباً,ومناظراً, لما حدث ويحدث, فكتب, وصوّر, وأبدع في الحكايات الثلاث التي كوّنت صورة الضمير, وذاته التواقة على العطاء... إنه الأديب والكاتب والصحفي عبد الفتاح قلعه جي الذي كتب منذ سنوات بعيدة الشعر والمسرح والنقد المسرحي وقصص الأطفال، وله بحوث ودراسات عديدة في الفكر والأدب والتراث... شارك في العديد من المهرجانات الفكرية والمسرحية في سورية والعالم,وتنقل بين مسارح العالم ليترك بصمته الخاصة، حاز جائزة الباسل للإبداع الفكري (مجلس مدينة حلب) 1998 وجائزة الدولة التقديرية (وزارة الثقافة) 2015 وكرّم محلياً وعربياً في مناسبات عدة.‏

جديد القلعه جي مجموعة مسرحية بعنوان (طرد بريدي) صدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب, ب 175 صفحة من القطع المتوسط.‏

تضمنت المجموعة ثلاث مسرحيات من المسرح التجريبي الحديث وفيها يقلّب الكاتب وجوهاً عدّة للمرأة بمفارقاتها، وللرجل بمفارقاته.‏

في مسرحيته الأولى (الأراجوز) يعرّي الشخصية الرئيسة من أقنعتها في موازاة نماذج اجتماعية متباينة، ونجد المسافة الفاصلة بين العقل والجنون ضئيلة جداً, وأن المرء يحتاج إلى شيء من الجنون ليفضح الواقع... ويقدم المؤلف مجموعة من الشخصيات المتنوعة والمرسومة باقتضاب وتكثيف لتؤلف في سيرتها المعقولة أو اللامعقولة نهر الحياة الحافل بالمتناقضات.‏

في مسرحية العربة والرحيل حكاية أخرى للمعاناة والقلق الإنساني وسقوط البشرية في هاوية العدم, فنجد المدينة التي أصبحت في خريف العمر تقفر من أهلها,والزوج يعيش بين الأرقام ويعمل على الرحيل إلى وطن آخر لعله يجد فيه الفردوس الموعود... إنها دعوة إلى التشبث بالوطن على الرغم من جراحاته، وهباء أحلام الرحيل.‏

أما في مسرحيته الثالثة فيتحدث عن أسرة مفككة خالية من العواطف يسودها القمع والادعاء, نقرأ فيها معاناة المبدع بين أهله وبنيه, وتأثير اللعنة المتوارثة في مصائر الحدث العائلي, هي مسرحية للذات، وجوانب من سيرتها، بلمسات من الكوميديا السوداء.‏

لاشك أن المؤلف في ماقدمه يغوص إلى ما تحت الواقع الإنساني, إلى الواقع الخفي، الذي غلّفته الأقنعة... ويبدو حسب رأيه أننا بحاجة أحياناً إلى شيء من الجنون العاقل لنكشف الغطاء عن هذه الأقنعة.‏

هذه النصوص التجريبية الثلاثة متوالية فكرية، ومدرّج ينصبه الكاتب ما بين خشبة المسرح وصالة الحياة، يعارك فيهما المؤلف الحقيقة الإنسانية صاعداً هابطاً، وتترك رموزه هامشاً عريضاً للقارئ وأفكاره، وفي هذا منتهى الاحترام للإنسان وجوهره.‏

يذكر بأن عبد الفتاح قلعه جي ولد في حلب عام 1938م,ودرس فيها فحصل على شهادتي أهلية التعليم والثانوية ثم تابع دراسته في جامعة دمشق، كلية التربية أولاً، ثم كلية الآداب قسم اللغة العربية وآدابها وحصل على الإجازة عام 1965م. مارس تدريس الأدب العربي ثم أرسل في بعثة تعليمية إلى الجزائر (1969-1973) وشارك هناك في ملتقيات أدبية وفكرية.‏

وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب-جمعية الدراسات ثم جمعية المسرح- عضو لجنة التراث في مهرجان الأغنية السورية، وعضو جمعية العاديات السورية، وفي الجمعية السورية لتاريخ العلوم عند العرب، وباحث في الموسوعة العربية قسم التربية ammaralnameh@hotmail.com‏

">والفنون.‏

ammaralnameh@hotmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية